العدد 4511 - الإثنين 12 يناير 2015م الموافق 21 ربيع الاول 1436هـ

الفارق في العزم والطموح

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

يقول المتنبي «على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وتأتي على قدر الكرام المكارم»، فالعزم والطموح أساسان واضحان لأي عمل ومن دونهما لا تتحقق الأمنيات، وكلما كبر طموحك وعزمك وعظم تخطيطك وعملك تحققت أمنياتك.

فمن يطمح في مشي ألف خطوة لن يتعبه مشي مئة منها، ومن كان طموحه عشر خطوات فسيصعب عليه قطع خمس منها!.

إذ لا يكفي أن تسير العمل من دون طموح وسعي لبلوغ أعلى المراتب، لأن هدفك حينها سيكون السير فقط وليس بلوغ الغاية، فقيل أيضا «إذا عظمت النفوس تعبت في مرادها الأجسام».

من يمتلك العزيمة والإصرار ليس كفاقدها إذ لولا العزائم لما تحققت الكثير من الإنجازات على مختلف المستويات ومنها الإنجازات الرياضية مراد حديثنا.

فالبطل الأولمبي أو العالمي ليس شخصا عاديا وإنما هو فرد امتلك من العزيمة والطموح ما فاق به أقرانه المتشابهين معه في الإمكانات.

عندما يكون طموحك الظهور المشرف فالمركز الأخير ليس ببعيد عنك، لأن هذا الظهور لن يحتاج للكثير من التضحيات ولن يحتاج للكثير من العمل والتخطيط وإنما هو سير فقط لغاية السير.

واقعنا الرياضي المحلي لا يتطلب فقط البكاء على شح الإمكانات مع التمسك بالكراسي والمواقع، فالإمكانات ضرورية ولكنها لوحدها لا تكفي لخلق واقع رياضي مختلف وإنما تحتاج أولا لطموح جارف وعقل سليم يستثمر هذه الإمكانات في المكان الصحيح بل يصنع شيئا من لا شيء.

عند حديثي مع أحد الضليعين الكبار في سلة المنامة قبل مواجهتهم في كأس السوبر مع المحرق تعجبت كثيرا من مقدار الطموح الذي يمتلكه هذا النادي في مجال لعبة كرة السلة بالتحديد، ومقدار التخطيط المستقبلي الذي يعمل عليه وهما الشرطان الأساسيان اللذان وفرا الإمكانات المتاحة حاليا للنادي.

فإذا كان الآخرون طموحهم المنافسة المحلية وبعضهم طموحهم الاستمرار وآخرون يكتفون بالبقاء وتسجيل الحضور، فإن هذا المسئول بين لي أن عمل سلة المنامة ليس هدفه المنافسة المحلية وإنما هدفه تحقيق البطولة الخليجية ليكون الأول خليجيا في كرة السلة وكذلك يطمح لأن يكون ضمن الأربعة الكبار في قارة آسيا.

نعم طموح الفريق قاري وإقليمي، ومستوى العمل والاعداد سواء في الاعداد الفني أو النفسي أو التعاقدات للمدربين واللاعبين هو بقدر هذا الطموح وبقدر هذه الرؤية، لذلك فالبطولات المحلية ومنافساتها تحصيل حاصل لأن الطموح أكبر بكثير والإستراتيجية مستقبلية تمتد من القاعدة والأكاديمية وحتى الفريق الأول.

قد لا تبلغ سلة المنامة كامل أهدافها فهناك عوامل أخرى تتدخل أيضا، ولكنها تعمل على هذا المقدار فلا عجب أن تكتسح سلة المحرق بفارق 25 نقطة أو أكثر في مباراة نهائية محلية!.

ما كشفته هو مثال لما يجب أن تبنى عليه رياضتنا من طموح ورؤية وعمل وتخطيط لبلوغ الغاية، وما ذكرته تنبيه وتحذير للبقية أنكم قد تخطفون كأسا أو تفوزون ببطولة ولكن المستقبل هناك حيث الطموح والاصرار والعزيمة والتخطيط مهما كانت المعوقات.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4511 - الإثنين 12 يناير 2015م الموافق 21 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً