العدد 4515 - الجمعة 16 يناير 2015م الموافق 25 ربيع الاول 1436هـ

بلجيكا في تأهب واعتقال 15 بمداهمات لمكافحة الإرهاب

قوات النخبة الفرنسية تتأهب عند الموقع الذي شهد اختطافاً وجيزاً أمس - reuters
قوات النخبة الفرنسية تتأهب عند الموقع الذي شهد اختطافاً وجيزاً أمس - reuters

وضعت قوات الأمن البلجيكية في حالة تأهب قصوى أمس (الجمعة) بعدما قتلت الشرطة مسلحَين اثنين عادا في الآونة الأخيرة من سورية في إطار عدة مداهمات استهدفت شبكة إسلاميين يشتبه بأنهم يدبرون لهجمات وشيكة.

وقال الادعاء العام إن الشرطة اعتقلت 13 شخصاً خلال 12 مداهمة استهدفت جماعة إسلامية في أنحاء البلاد أمس الأول (الخميس) كما تم احتجاز اثنين آخرين لهما صلة بالتحقيقات في فرنسا.

وذكر متحدث باسم الادعاء في مؤتمر صحافي أنْ ليس هناك صلة فيما يبدو بين الهجمات التي شنها متشددون إسلاميون في باريس هذا الشهر وهوية شخصين قُتلا خلال إحدى المداهمات في مدينة فرفييه الشرقية.


مداهمات واعتقالات في أوروبا غداة إحباط هجوم في بلجيكا

بروكسل - أ ف ب

كانت الشرطة متأهبة في بلجيكا وفرنسا وألمانيا أمس الجمعة (16 يناير/ كانون الثاني 2015) حيث نفذت عمليات أمنية أهمها اعتقال 15 شخصاً يشتبه بانتمائهم لخلية تم تفكيكها في بلجيكا وكانت على وشك مهاجمة الشرطة، كما جرت اعتقالات في الأوساط الإسلامية في برلين ومنطقة باريس على علاقة باعتداءات «شارلي إيبدو».

وفي باريس، حيث استقبل الرئيس الفرنسي وزير الخارجية الأميركي جون كيري، دعا فرانسوا هولاند إلى رد «جماعي» و «حازم» في مواجهة «الإرهاب الذي نحاربه».

وشهد التحقيق في الاعتداءات التي أوقعت 17 قتيلاً الأسبوع الماضي في باريس تطوراً جديداً مع توقيف 12 شخصاً ليل الجمعة في منطقة العاصمة للاشتباه بأنهم قدموا «دعماً لوجستياً» لمنفذي الاعتداءات وخصوصاً بالأسلحة والسيارات.

وقال رئيس الوزراء مانويل فالس إن هذه الحملة تظهر «تـصميم الدولة التي تعمل بلا هوادة لوضع يدها على كل الذين يمكن أن يكونوا شركاء في هذه الاعتداءات الوحشية».

وكانت بلجيكا في حال تأهب غداة عملية للشرطة «لتفكيك خلية إرهابية وشبكتها اللوجستية» في فرفييه شرق البلاد قُتل خلالها اثنان من المشتبه بهم.

وأعلنت النيابة العامة أن هذه الخلية كانت «على وشط قتل عناصر من الشرطة على الطريق العام وفي مراكز الشرطة». وأسفرت العملية عن توقيف 13 شخصاً.

وأوضح المسئول في النيابة تييري فيرتس خلال مؤتمر صحافي أن بروكسل ستطالب بتسليم بلجيكيين أوقفا في فرنسا في إطار هذا التحقيق. وقال مصدر في الشرطة الفرنسية إنهما أوقفا في شامبيري (وسط شرق فرنسا) بناء على معلومات من السلطات البلجيكية.

وداهمت الشرطة الخلية «الإرهابية» مساء الخميس في فرفييه، شرق بلجيكا، حيث قُتل اثنان من المشتبه بهم بعد أن ردوا بإطلاق النار على الشرطة، واعتُقل ثالث. وقال فيرتس إنهم «كانوا يستعدون للانتقال إلى الفعل، خلال بضعة أيام كحد أقصى».

وأضاف أنه كانت بحوزة هذه المجموعة أربع بنادق كلاشنكوف ومسدسات وذخيرة وبدلات للشرطة وهواتف محمولة ووسائل اتصالات ووثائق مزورة ومبالغ كبيرة من المال.

وقال مسئول آخر في النيابة هو إريك فان در سيبت إن المجموعة وبعض أعضائها «قاتلوا في سورية»، كانت تخطط «لهجمات في كل بلجيكا». ويقول خبراء إن أكثر من ثلاثة آلاف أوروبي غادروا للقتال في سورية عاد 30 في المئة منهم إلى أوروبا. وقال فان در سيبت إن العملية «أتاحت توجيه ضربة كبيرة للإرهاب في بلجيكا».

ورفع مستوى الخطر الإرهابي الذي وصف بأنه «خطير» في جميع أنحاء بلجيكا خلال الليل درجة إلى المستوى الثالث ضمن مقياس من أربع درجات. وأعلنت المفوضية الأوروبية كذلك تعزيز الأمن حول مقارها.

وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال أمس (الجمعة) أن بلجيكا على استعداد لاستدعاء الجيش لتعزيز أمنها، ما يمكن أن يشكل سابقة منذ موجة الاعتداءات التي شنتها خلايا شيوعية مقاتلة في الثمانينات.

وصرح ميشال في مؤتمر صحافي إثر جلسة لمجلس الوزراء أقرت 12 إجراء لتحسين مكافحة الإرهاب، بأن «الجيش سيكون مستعداً لتعزيز مستوى الأمن في البلاد».

وبين الإجراءات الأخرى المعلن عنها إنشاء عنابر خاصة في سجنين، أحدهما في منطقة الفلاندر والآخر في الجانب الفرنكوفوني، بهدف «عزل» المعتقلين المتشددين ومنعهم من التأثير على باقي السجناء.

وأعلن أنه سيتم «توسيع» الحالات التي تتيح سحب الجنسية البلجيكية للذين يحملون جنسيتين. من جهة أخرى «يتوقع سحب جوازات السفر وبطاقات الهوية مؤقتاً عندما يطرح الشخص خطراً على النظام العام والأمن»، بحسب الحكومة، و «الأشخاص المتورطون في تمويل الإرهاب» سيتم «تجميد» أرصدتهم في بلجيكا، بينما سيتم وضع هيكلية لمتابعة «المقاتلين الأجانب» الذين يقيمون في بلجيكا.

وفي بروكسل تم التثبت من الهوية وتفتيش الداخلين إلى مراكز الشرطة وشددت المراقبة على قصر العدل. وأعطيت تعليمات للشرطة بحمل السلاح في الخارج وارتداء سترات واقية من الرصاص والخروج في دوريات مشتركة.

وعطلت الدروس في المدارس اليهودية الكبرى في العاصمة وفي أنفير وفي مدرسة في أمستردام في هولندا.

وقال وزير خارجية بلجيكا ديدييه ريندرز إنه «لا توجد علاقة بين هجمات باريس والاعتداءات المخطط لها في بلجيكا» ولا «بين الشبكتين» ولو أنه جرى تبادل معلومات بين الشرطتين البلجيكية والفرنسية.

وفي برلين جرت نحو عشر مداهمات صباح أمس «في الأوساط الإسلامية». وتم اعتقال تركيين أحدهما يشتبه بأنه يقود «مجموعة من المتطرفين» كانت تخطط لارتكاب «عمل عنيف وخطير في سورية» والثاني كان يهتم بمالية المجموعة.

ولا تزال المشاعر مشحونة في فرنسا، إذ تم تشييع ضحيتين آخرين من فريق تحرير «شارلي إيبدو» هما مديرها شارب والرسام أونوريه.

العدد 4515 - الجمعة 16 يناير 2015م الموافق 25 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً