العدد 4515 - الجمعة 16 يناير 2015م الموافق 25 ربيع الاول 1436هـ

24 عاماً على ذكرى «عاصفة الصحراء»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يصادف اليوم الذكرى السنوية الرابعة والعشرين لعملية «عاصفة الصحراء»، التي استمرت من 17 يناير/ كانون الثاني 1991 حتى 28 فبراير/ شباط 1991، واختتمت هذه الحرب بتحرير الكويت. تلك العملية شاهدها العالم عبر فضائية «سي.إن.إن» لأول مرة على الهواء مباشرة.

أميركا قادت قوات التحالف الذي تكوّن من أكثر من 30 دولة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، والذي كان قد بدأ في 2 أغسطس/ آب 1990. ومنذ ذلك الحين حتى الآن، فإن منطقتنا الخليجية هي خط التماس، مالياً وفكرياً وميدانياً، في هذه الحرب المستعرة بأشكال مختلفة.

بعد ذلك، وفي 1992 توقع المفكر السياسي الأميركي صموئيل هنتنغتون أنه وبعد انتهاء الحرب الباردة بين أميركا والاتحاد السوفياتي، فإن الصراع الأيديولوجي والاقتصادي سيتحول إلى صراع بين الحضارات والثقافات. وتوجهت الأنظار مباشرة إلى المسلمين الذين يتواجدون في مختلف مناطق العالم، ولكن ليس لهم دور في صناعة التطور أو الحدث العالمي.

بعد ذلك شهدنا تناقضاً تاريخياً في العام 2001؛ لأن ذلك العام اختارته اليونيسكو للاحتفال بحوار الحضارات، ولكنه شهد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 الإرهابية التي غيّرت العالم بعد ذلك. وشاهدنا مؤخراً وصول الإرهاب بصورة مروّعة إلى شوارع العاصمة الفرنسية، وكيف تم قتل موظفي إحدى الصحف الساخرة بدم باردة تحت ذريعة نشرهم رسوماً مسيئة للرسول (ص).

وفي مقال تحليلي لأستاذ السياسة الأوروبي، إيان بوروما، تحدث عن قتل المحررين ورسامي الكاريكاتير في المجلة الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو» على أيدي متطرفين مسلمين، مشيراً إلى أن الجانبين لا يمثلان الحضارتين الغربية أو الإسلامية. فالعاملون في المجلة الفرنسية الساخرة من اليسار المتطرف والفوضوي الذين لا يؤمنون بوجود مقدسات أو محرمات تمنعهم عن كتابة ورسم وقول أي شيء بصورة استفزازية ومهينة، كما أن الإرهابيين لا يمثلون الإسلام بأفعالهم أو امتهانهم القتل والإرهاب. مثل هذه النظرة الجريئة في هذا الوقت مهمة لأنها تفيدنا في تفحُّص الأمور بصورة أفضل.

إن التحدي الأكبر الذي يمكن أن يدحض نظرية صراع الحضارات هو مدى قدرة البلدان والثقافات والأديان على التسامح والعيش المشترك واحترام حقوق الإنسان وإفساح المجال للرأي الآخر من دون تحريض على الكراهية أو العنف والإرهاب، ومن دون اتهام المعبِّرين عن رأيهم بأنهم إرهابيون يُرمَوْن في السجون لأتفه الأسباب. «عاصفة الصحراء» كعملية قتالية انتهت خلال فترة وجيزة، ولكنها كعملية ثقافية لاتزال قائمة بعد 24 عاماً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4515 - الجمعة 16 يناير 2015م الموافق 25 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 3:19 م

      من المفارقات الغريبة ..... ام محمود

      (( أميركا قادت قوات التحالف الذي تكوّن من أكثر من 30 دولة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي )) و الآن امريكا تقود قوات التحالف الذي يتكون من أكثر من 40 دولة لتحرير العراق من ارهاب الدولة (الاسلامية) في العراق و الشام داعش و لكنها هل ستنجح كما نجحت في الكويت في زمن قياسي بقيادة رئيس العاصفة نورمان المفارقة الثانية انها أي امريكا خسرت الاف الجنود الامريكان في حرب العراق لذا نراها في ضرب داعش تكتفي بالضربات الجوية و لا توجد حرب برية المفارقة الثالثة الاهداف تغيرت هناك هدف رئيسي سيتضح قريبا

    • زائر 13 | 7:55 ص

      Desert Storm and the victory .... ام محمود

      عاصفة الصحراء أطلق عليها صدام ام المعارك و لقد كشفت الكثير من القصور في الجوانب العسكرية العربية او انه لم يسمح للجيش العراقي لصد الهجمات وكان هناك ضبابية على النصر و الهزيمة ..
      لقد ولى زمن التسامح و التعايش السلمي و احترام حقوق الانسان بسبب المستجدات في السنوات الاخيرة هناك حروب ستحدث للثأر من المعتدي

    • زائر 12 | 6:51 ص

      من زرع الارهاب سيحصد الثمار او التداعيات التي يعيشها العالم ... ام محمود

      أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي هزت العالم و تسببت بصدمة للجميع بسبب هول الحدث و تفجير البرجين بالطائرات المدنيه تكشف القناع عن هذه الكارثة المروعة بعد سنوات و قالوا انها مفتعلة للتدخل في الشرق الاوسط و ضرب العراق و الاستيلاء على أموال النفط و باقي الثروات و التحكم في العالم العربي ... بعدها جاءت مسرحيات كثيرة منها استهداف سوريا و تدمير البلد بأيدي الجماعات الارهابية السورية و دعمها بشكل دائم و مسرحية دخول داعش للموصل و باقي المدن العراقية و الارهاب الكبير و الابادات البشعة التي حصلت

    • زائر 11 | 6:41 ص

      ما بين حوار الحضارات و صراع الحضارات هناك تدمير واضح للحضارات و ل الانسان ... ام محمود

      هناك انتقادات للصحيفة الفرنسية التي أساءت للنبي محمد ص سيد الأنبياء و الرسل و لم تعتذر عن ما قامت به يعني هي متعمده و الدليل نشرها لرسوم مسيئة بعد هجوم الارهابيين عليها و قتل المحررين و الصحفيين و قيام المظاهرات في العديد من الدول تنديدا لهذا العمل البشع و المفروض فرنسا كدولة تقوم بتصحيح الوضع قبل ان يصلها الارهاب على قولتهم .. نرجع لعاصفة الصحراء التي خلفت الكثير من المآسي الانسانية و القتل الهائل سمعنا عن حوار حضارات و شرق اوسط جديد و لكنه مجرد تغطية لأعمال بربرية منها دخول داعش للمنطقة

    • زائر 10 | 6:32 ص

      عاصفة الصحــــــــــــراء تلتها عواصف اخرى مدرمرة في المنطقة .... ام محمود

      مقال مميز دكتور و لكنك لم تذكر معاناة الشعب العراقي أثناء العاصفة او حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي الذي أضر بالشعبين و بالدول المجاورة جميعها .. أنا لن أستخدم كلمة أعتقد لأن بات من المؤكد ان جميع الحروب و الفتن و العواصف كانت مفتعلة او مدبره و ليست قضاء و قدر بمعنى ان هناك أوامر عليا من دول كبرى لعمل هذه السيناريوهات التي أرجعت الدول العربية المسلمة الى مئات السنوات الى الوراء و دمرت البنى التحتية الحرب العراقية الايرانية مفتعلة غزو الكويت و ضرب العراق من أجل الاطاحة بصدام و ضرب لبنان و غزة

    • زائر 9 | 6:14 ص

      ياللهول

      خرجو بملايين مسيرة مطالبين التخلص من الارهاب وهم الارهابيون ويسب خير البشر محمد \\ص\\ والكل ساكت خصوصا المسلموون العرب الي ماتهمهم الى مصالحهم مع الكافر ين انبي اعرف ليش اصلون عليه وانتم واقفين مع الكفار المشتكى لله

    • زائر 8 | 6:10 ص

      لن

      لن ينصلح الكون وتتعدل اوضاعة وينشال الظلمات إلا بظهور \\المهدي\\ اللهم عجل فرجه عليه السلام لانه الحكومات العربيه تريد خير البلدان فقط اليها ولاتريد احد ان يطالب بحقه المنزوع واي واحد اطالب بحقه يكون مصيره القتل او السجن المشتكى لله

    • زائر 6 | 12:14 ص

      لحد الآن ثقافة التسامح لا تجد بيئة حاضنة لها عندنا

      التسامح ممكن في مجتمعات و ممتنع في أخرى بسبب وجود عقيدة تفرض الوصاية على عقيدة الآخرين فتقتل هذا لأنه كافر و تقتل ذاك لأنه مرتد و تفرض الجزية على أولئلك لأنهم مسيحيون .. الاستهزاء ليست حالة صحية عقلانية و لكنها لا تقارن بما نحن فيه من تعصب و انغلاق و حروب طائفية لا يمكن أن تنتهي إلا بثقافة جديدة تقوم على إبعاد الدين عن حلبات صراع السياسية، لكي يكون صراعنا السياسي عقلاني من أجل الصراع على المصالح لا غوغائي بسبب الاختلاف في العقيدة.

    • زائر 7 زائر 6 | 2:16 ص

      زائر 7 نعم أين التسامح وحرية العقيدة

      صباح الخير أين التسامح بوجود موروث كتبنا الدينية المعتمدة لذي مذاهبنا المختلفة التي تغرس في صدور الأطفال منذ الصغر وهي تطعن في أهم الرموز والمقدسات لبعضنا والحين تبث على مدار الساعة في القنوات الطائفية والغريب الكل يسأل لماذا يكفروننا وهو يعرف السبب زين

    • زائر 5 | 11:57 م

      سيد كاظم - الله يفرّج عنه - مثلاً لمن يُرمَوْن في السجون لأتفه الأسباب..

      مدى قدرة البلدان والثقافات والأديان على التسامح والعيش المشترك واحترام حقوق الإنسان وإفساح المجال للرأي الآخر من دون تحريض على الكراهية أو العنف والإرهاب، ومن دون اتهام المعبِّرين عن رأيهم بأنهم إرهابيون يُرمَوْن في السجون لأتفه الأسباب..

    • زائر 4 | 11:48 م

      أوافقك وأختلف معك في نفس الوقت

      أوافقك في نبذ الإرهاب بكل أشكاله ولكن عندما يمس الموضوع رسول الله صلى الله عليه وآله ربما تاخذ الغيرة المسلم ولا يتحمل المساس بنبي الامة وهذا ما حدث قي فرنسا فهو نبينا ولا نرضى المساس به وهذا رايي الشخصي

    • زائر 3 | 11:34 م

      محب الخليج والعرب مبروك للكويت بذكرى تحريرها من العاق 0730

      صباح الخير شكراً لجميع الدول المشاركة في تحرير الكويت العزيزة وعلى رأسهم امريكا والشجاع الأب بوش هذا الوقوف المشرف لهذه الدول لم يأتي من فراغ بل من سياسة ال الصباح الحكيمة وصداقتها المتينة مع دول العالم ومساعداتها المشرفة للكل

    • زائر 2 | 11:25 م

      أبو علاء

      ويأتيك اليوم من يرفع صور من تسبب في هذه الكارثة الإنسانية ويترحم عليه ويصفه بالشهيد!!

    • زائر 1 | 10:44 م

      آه

      صدقت يا دكتور.. هذا من يحدث اليوم:
      «اتهام المعبِّرين عن رأيهم بأنهم إرهابيون يُرمَوْن في السجون لأتفه الأسباب».

اقرأ ايضاً