العدد 4526 - الثلثاء 27 يناير 2015م الموافق 06 ربيع الثاني 1436هـ

أوباما يربح الهند ويعيد تأكيد التحالف مع السعودية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

زيارة الرئيس الأميركي بارك أوباما إلى كلٍّ من الهند والسعودية ربما ستدخل في سجل الأخبار المهمة لأهميتهما. فالبنسة للهند، فهذه هي المرة الأولى التي يحضر فيها رئيس أميركي ضيفاً رئيسياً في الاحتفالات بيوم الجمهورية، وكلٌّ من أوباما ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي اشتركا في برنامج إذاعي، وتداولا آراءهما بصورة حميمية.

بالنسبة للهند، فإن هذه الزيارة تعلن انتهاء سياسة الحياد وعدم الانحياز التي أطّرت السياسة الهندية منذ استقلالها بعد الحرب العالمية الثانية، وهي إشارة إلى أن رئيس الوزراء الجديد لديه أطروحات مختلفة في الاقتصاد وأيضاً في السياسة الخارجية، وهي أطروحات تقوم على حماية مصالح الهند القومية بمفهوم أوسع. وعليه، فإن الهند تبحث عن موقع أقوى على الخارطة الجيوسياسية الجديدة. وقد لاحظ المراقبون، أنه وفي الوقت الذي كان أوباما يزور الهند، كانت الصين تستقبل قائد الجيش الباكستاني لإجراء محادثات مع هيئة أركان الجيش الصيني حول «جهود باكستان لمكافحة الإرهاب». وسواء كانت تلك الزيارة مصادفة، أم أنها لتذكير الهند وأميركا بأن هناك لقاءات وعلاقات مهمة أخرى، فإن المتغيرات السياسية على مستوى العالم تشير إلى إعادة تموضع في وقت تهتز فيه عدة مناطق بأحداث استراتيجية من شأنها أن تغير المعادلات على المديين المتوسط والبعيد.

غير أن المفاجأة الأخرى هي قرار أوباما اختصار جانب من زيارته للهند، والتوجه مباشرة إلى السعودية، والتي وصلها أمس برفقة وفد كبير ورفيع لتقديم التعزية بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولإجراء محادثات مع الملك الجديد سلمان، والتطرق إلى «الأزمات الشائكة في المنطقة»، بحسب ما ذكرت وكالات الأنباء.

العلاقات الأميركية - السعودية تشوشت منذ مطلع العام 2011، ولكن ليس من مصلحة البلدين استمرار هذا البرود، ولذا فقد رافق أوباما وفدٌ استراتيجي من الحكومة والحزبين الجمهوري والديمقراطي، وضَمَّ الوفد وزير الخارجية جون كيري وعضو مجلس الشيوخ الجمهوري جون ماكين ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينن وقائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال لويد أوستن، ومسئولين من عهد الرئيسين السابقين جورج بوش وجورج دبليو بوش مثل وزيري الخارجية السابقين جيمس بايكر وكوندوليزا رايس. ونقل عن بايكر، الذي شغل منصب وزير خارجية بلاده خلال حرب الخليج الأولى، قوله «أعتقد أن من المهم أن نظهر للسعوديين الأهمية التي نوليها لهم».

أوباما جذب الهند إلى صَفِّه، وأعاد تأكيد تحالف بلاده مع السعودية، وهذه تأتي، كما قال بايكر أمس، في «مرحلة حساسة بشكل استثنائي في الشرق الأوسط ويبدو كأن كل شيء ينهار، وفي الوقت نفسه تصبح المملكة واحة استقرار»، ولذا فإن هاتين الزيارتين ستعتبران من أهم الزيارات التي قام بها أوباما أثناء فترتي رئاسته، وستكون لهما آثارهما على مجمل الأوضاع بصورة عامّة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4526 - الثلثاء 27 يناير 2015م الموافق 06 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 12:48 م

      منقذ البشرية يقترب من الظهور بسبب ما وصل اليه المجتمع البشري من تدهور .. ام محمود

      المجتمع البشري وصل الى مرحلة خطيرة من التدهور السياسي و الديني و الحروب الطائفية و العنف الدموي و الفكر الجاهلي و الوحشية الغير مسبوقة و العرى و الانحلال الاخلاقي و الزنا المعلن و نظرة واحدة لصفحة الانستغرام اكسبلور تجد الحسابات التي تنشر الدعارة .. أنظمة الدول تتهاوى و تنهار الاديان السماوية تحارب و تحرق المساجد و الكنائس يوميا في العالم هناك علامات لظهور المصلح من أحفاد الرسول الأكرم ص و جميعها تحققت و بانتظار الحرب الكبرى و بعدها الفرج للناس من الظلم و الضياع و الاختلاف و الصراع و التأزم

    • زائر 6 | 12:38 م

      السياسة الامريكية لم تكن معتدلة كانت منحازة لبعض الدول و هذا سبب التصعيد و الانفجار ... ام محمود

      زيارة مستر اوباما للمملكة السعودية استغرقت 4 ساعات و كان واضحا ان العلاقات لم تكن كالسابق بعد اختلاف وجهات النظر في 2011 بشأن توجيه ضربات عسكرية لسوريا .. نتكلم كثيرا عن تشنجات و أزمات المنطقة و نقصد الدول التي هي على الخط الساخن سوريا - العراق- لبنان - فلسطين و لكني اؤكد ان الشرار سيصلنا في المنطقة الخليجية سواء الارهاب التكفيري المتمثل في داعش أو الحرب ضد اسرائيل و تداعياتها هناك دول ستتأثر سياسيا و اقتصاديا
      امريكا قد تدخل في حرب عالمية 3 مع روسيا او دوله كبرى تجعلها تستخدم اسلحتها النووية

    • زائر 5 | 12:29 م

      2015 ستكون سنة الحروب و التغيرات الكبرى في العالم و الشرق الأوسط .. ام محمود

      أهم جملة في المقال ((إن المتغيرات السياسية على مستوى العالم تشير إلى إعادة تموضع في وقت تهتز فيه عدة مناطق بأحداث استراتيجية من شأنها أن تغير المعادلات على المديين المتوسط والبعيد)) التوتر و الاضطراب وصل الى الذروة بعد تهاوي حكومة اليمن في لمح البصر و بعد الاعتداء الغادر على جنود حزب الله في القنيطرة و معهم قائد ايراني للحرس الثوري و رأينا اليوم الانتقام المبدئي للحزب و الذي سيزداد قوة و هناك امكانية لتحرير الجولان و أراضي اخرى من العدو الصهيوني المعادلات تتغير و يمكن اسرائيل تضرب سوريا انتقاما

    • زائر 2 | 1:55 ص

      الظلم

      الظلم الذى يجرى فى الخليج سييه امريكا الشيطان الاكبر لو تبتعد عنه شان انصير ابخير يارب خلصنه من كل ظالم وخلص شعب البحرانى من الظلم تعبنا من الظلم نحن شعب طيب مانستاهل الي جرى علينا المشتكى لله

    • زائر 1 | 9:08 م

      اوباما

      مهما عمل السيد اوباما ووفده لن ننسى صراخه في الامم المتحدة والطلب من البحرين الحوار مع الإرهابيين في البحرين الذين يساندهم كما ساندت بلادة القاعدة عند نشأتها السيد اوباما يريد تسليم البحرين الى ايران ان السياسة الامريكية هي التي تشعل المنطقة ولا محيص من إيجاد حليف بديل قوي كالصين وروسيا

اقرأ ايضاً