العدد 4531 - الأحد 01 فبراير 2015م الموافق 11 ربيع الثاني 1436هـ

«العرب الإخبارية» تنطلق في فضاء التلفزيون... فهل يبقى نجمها لامعاً؟

خاشقجي: نراهن على الموضوعية... ومنصتنا ستضم «الفسيفساء»

استديوهات قناة «العرب» - AFP
استديوهات قناة «العرب» - AFP

«لن نقوم بالاصطفاف إلى جانب أي طرف، وأعتقد أنه لا يتعين على أي قناة أن يكون لديها أجندة سياسية. يجب أن نكون القناة الإخبارية التي تقدم تغطية دقيقة وموضوعية».

بهذه الكلمات التي صرح بها لـ «وكالة فرانس برس»، أحب مدير عام قناة «العرب الإخبارية» جمال خاشقجي رسم ملامح القناة الجديدة لجمهور المتابعين، وري أسئلة المتعطشين لمعرفة هوية الفضائية الجديدة.

«العرب» أطلقت بثها أمس الأحد (1فبراير، شباط 2015) من مقرها في البحرين، ومعها انطلقت مئات الأسئلة بشأن توجه القناة، سياساتها، اهتماماتها، إضافاتها، ومدى قدرتها على انتزاع رداء الصدارة من قنوات عربيةٍ أخرى ظلت متفردةً بناصية القنوات الإخبارية العربية سنوات طويلة دون منافس متكافئ.

غير أن ما يراهن عليه القائمون على قناة العرب قبل «الموضوعية» التي تحدث عنها خاشقجي في آخر لقاء تلفزيوني يوم الجمعة الماضي على قناة «روتانا خليجي»، هو شخص رئيسها الملياردير السعودي ابن الأسرة الحاكمة الأمير الوليد بن طلال، الذي حقق نجاحات شخصية وتجارية كبيرة جداً فاضت بها صفحات وسائل الإعلام على مدى السنوات الماضية. والمثير أن الرهان على الأمير بن طلال اختلف فيه المراقبون لمستقبل القناة، ففي حين يرى فيه البعض قامة ملهمة قادرة على النجاح أينما حلت، يرى آخرون أنه قد يكون أداةً للتخفيف من ما تطرحه القناة لاعتبارات سياسية واجتماعية ودبلوماسية خاصة وعامة.

لكن خاشقجي نقل عن الأمير الوليد بن طلال قوله إنه: «غير محظور استضافة أي أحد». وعندما سُئل بشأن إمكانية استضافة شخصية من جماعة الإخوان المسلمين، كانت إجابة الأمير «بالطبع ممكن». وهو ما يعطي لمحة عن وعي القناة بصعوبة الوصول إلى مستويات المنافسة المرموقة إذا ما تعاملت وفق منطق «التابوهات» واختارت الانزواء عن بعض المصادر الخبرية التي تستعين بها بقية القنوات المنافسة لتدسيم مادتها الإعلامية، وحصد الأسباق الصحافية من خلالها.

جمال خاشقجي لم يخفِ ذلك، وكان صريحاً إلى الدرجة التي قال فيها: «إذا كان البغدادي (زعيم تنظيم داعش) مستعدّاً للظهور معنا سنستضيفه بالتأكيد، هذا سبق صحفي وخبر سيجعلنا حديث الناس»، كما صرح بالاسم عن مستوى الطموح الذي يختلج ضمير القائمين على العرب «نحن نريد أن نكون مع القناتين الاثنتين الجزيرة والعربية».

والحق أن التنافسية في قناة «العرب» لم تبدأ مع بداية انطلاق بثها الحي، إنما قبل ذلك أيضاً، ففي (نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) أحرزت القناة جائزة أفضل تصميم استوديو أخبار ضمن جوائز قمة «برودكاست الشرق الأوسط»، كما عمدت إلى استقطاب كوادر إعلامية محترفة وخبيرة تكون رافدها في سباق المنافسة التي تصبو إلى مقدمته.

مثال ذلك المذيعة السابقة في قناة «الجزيرة» العربية ليلى الشيخلي، وزوجها المذيع السابق في قناة الجزيرة الإنجليزية جاسم العزاوي واللذان انتقلا حديثاً للعمل في قناة العرب. وبالمناسبة فإن العزاوي سيقدم برنامج أسبوعي تحت عنوان «كلمة أخيرة» قالت القناة إنه: «سيسلط الضوء على أهم الأاحداث السياسية والأزمات الساخنة على المسرحين العربي والدولي».

وإلى جانب الاهتمام بالملفات السياسية التي تشكل القضايا الأكثر تفاعليةً وجذباً للمشاهد، لم يغفل القائمون على قناة «العرب» رمي شباك التنافسية على صعيد النشرات الاقتصادية، فقد وقعت «العرب» اتفاقية تعاون مع شركة بلومبيرج الشهيرة للأخبار الاقتصادية و»التي ستبث تغطيتها المميزة لأخبار السوق واقتصاديات المنطقة، وذلك لمدة خمس ساعات على الأقل كل يوم» - بحسب بيان صادر عن مكتب الأمير الوليد بن طلال -.

كما «سيقوم فريق من قناة «بلومبيرج» متخصصون في وسائل الإعلام والمنتجين بإنتاج وتحرير برامج قناة العرب الاقتصادية، وذلك بالاعتماد على شبكة البيانات المالية والاقتصادية الواسعة لشبكة بلومبيرج إضافة إلى التقارير الواردة من 2300 صحافي عبر 146 مكتباً موزعاً على 72 بلداً حول العالم».

هذا وعمدت القناة إلى استدعاء برامج توصف بـ»المثيرة للجدل» وضمتها ضمن السيوف التي ستضرب بها في معركة المنافسة الحامية. يأتي في هذا الصدد برنامج الداعية الإسلامي المعروف عدنان إبراهيم وهو الشيخ السني المعرف بنقده لأفكار السلفيين. ذكر مدير عام القناة جمال خاشقجي إنه سيقدم برنامجه على القناة كل يوم أربعاء، الأمر الذي أثار ردة فعل رافضة من قبل بعض المغردين الذين غردوا في «تويتر» تحت وسم (بحريني_وأرفض_دخول_عدنان_إبراهيم)، وشاطرهم في ذلك النائب الثاني لرئيس مجلس النواب عبدالحليم مراد الذي طالب في بيان له بمنع دخول عدنان إبراهيم من دخول البحرين لـ «وقوعه في أعراض الصحابة وتطاوله عليهم» بحسب تعبيره.

ولعل في ذلك ما يكشف طبيعة التحديات التي سيكون من المحتم على القناة الولوج في عتوها مع جمهور المتابعين في سياسة «لا حظر على أحد»، فقد سبق وأن أبدى مجموعة آخرون معارضتهم لتصريحات مدير عام القناة بإمكان استضافة الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان (معتقل حالياً) على منصة العرب الإخبارية، لكن خاشقجي أكد في لقائه الأخير «إنه إذا كان هنالك ما يستدعي استضافة علي سلمان فسوف نستضيفه» (وأثناء نسج خيوط هذا التقرير وصل خبرٌ يفيد بأن القناة ستستضيف المساعد السياسي لأمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان خليل المرزوق في أول نشرةٍ إخبارية لها عصر اليوم (أمس).

إذن، تسير القناة الجديدة للأمير الوليد بن طلال على ضلعي «القدرة والشهرة»، الأول كشفت عنه التجهيزات التي منحتها جائز أفضل استوديو، والآخر يتولى إشباعه الإعلاميون المحترفون والوجوه المعروفة التي انضمت لفريق العمل... لكن يبقى السؤال الأكثر أهمية هو هل ستسطيع قناة العرب أن تشكل علامة فارقة بين القنوات الإخبارية العربية؟ وهل ستبقى طاولة «الفسيفساء» دون حجبٍ لأحد، وهل أنها ستقدر على الإبحار في قضايا المحيط الخليجي والعربي دون مشكلات؟... أسئلة برسم إجابة المستقبل القريب.

العدد 4531 - الأحد 01 فبراير 2015م الموافق 11 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:47 م

      «العرب الإخبارية» تنطلق في فضاء التلفزيون... فهل يبقى نجمها لامعاً

      اذا كانت تتبع الحيادية والطرح الموضوعي
      فنعم تقدر على ذلك

    • زائر 1 | 10:30 م

      تناول الخبر يكشف ملامح القناة

      تحليل الخبر و الضيوف و مساحة الراي المتاحة للضيوف دون ان يقمع بالمقاطعة او التذرع بضيق الوقت للتضييق على الضيف في حالات و بسط الوقت و اتاحة المجال لضيوف آخرين

اقرأ ايضاً