العدد 4542 - الخميس 12 فبراير 2015م الموافق 22 ربيع الثاني 1436هـ

أنا ابن النادي... وأولى من الغريب

محمد أمان sport [at] alwasatnews.com

رياضة

الاحتراف في الرياضة شيء، والانتقالات بين الأندية شيء آخر. المعيار الرئيسي في مفهوم الاحتراف أن يكون اللاعب مفرغا بالكامل بحيث تكون مهنته لاعب كرة قدم – على سبيل المثال – كما الذي مهنته طبيب أو مهندس أو سائق. ولكن لا معيار أو قواعد لعملية الانتقالات لتحدها أو تلغيها سوى التوافق على الجوانب المالية بين الأطراف الثلاثة وفقا للائحة أو التشريع، سواء كان ثمن الانتقال 100 فلس أو مليون دينار.

في الوقت الذي تتشدق فيه الأندية بالذات العربية بعبارة «أنت ابن النادي وأولى أن تبقى فيه مهما كانت العروض، فقد صرفنا عليك منذ أن كنت صغيرا حتى كبرت وأصبحت لاعبا بارزا»، تسمع بعض اللاعبين يتشدقون بعبارة «أنا ابن النادي، وأولى بخيراته من الغريب، لم تنتدبوا لاعبين من الخارج ونحن موجودون، هنا ترعرعنا وهنا نريد أن نلعب».

العبارة التي تتشدق بها الأندية هي نوع من أنواع الجهل والرغبة في استعباد اللاعب وتحطيمه والتأثير على مستقبله وأكل عيشه، العبارة التي يتشدق بها اللاعبون هي تعبير عن غياب الطموح وعدم وجود الثقافة الرياضية وعدم الثقة بالنفس، كل العبارتين تعبران عن جهل بمفاهيم ومبادئ الرياضة التي تحولت من هواية لاستثمارات بالملايين من الدولارات.

سابقا، كانت متابعة للدوريات الأوروبية والبطولات العالمية سواء النقل التلفزيوني أو التقارير الإخبارية المقروءة والمرئية والمسموعة ليست كما الآن، سهلة المنال، المحظوظ الذي يتابع الدوري الإسباني والإنجليزي والإيطالي معا أو أي منها، تسمع فلان يقول إنه يعشق إيطاليا وروبرتو باجيو ولا يشاهده إلا في كأس العالم عبر اتحاد إذاعات الدول العربية يوم ذاك أو صفحات المجالات الرياضة، أما اليوم فالوضع مختلف جدا جدا.

المؤسف أن متابعة المباريات والأحداث قبلها وبعدها على مستوى اللاعبين والمدربين والإداريين والمسئولين ليس إلا من أجل النقاشات الهزلية وزيادة التعصب والاطلاع على آخر صيحات الموضة في قصات الشعر وطريقة لبس (الشورت والتيشرت والجراب) وآخر ألوان الأحذية، حتى صار البعض لا تراه (كاشخا) متأنقا إلا وهو في الطريق لخوض مباراته.

لاعب برشلونه الإسباني والمنتخب جوردي ألبا من مخرجات أكاديمية برشلونة – لاماسيا-، تُرِك يرحل لأنه لا مكان له في النادي، لم يقل أنا ابن برشلونه وأولى من أبيدال وغيره مما كان يشغل مركزه، طور نفسه، استدعي للمنتخب الإسباني فأبدع وتألق، وكانت النتيجة أن برشلونه استعاده بالملايين من الدولارات. كذلك فابريجاس، وكارفخال في الريال.

ختاما، لا يمنع محدودية الإمكانات المادية أن يتعامل اللاعب والمسئول بفتات الفكر الرياضي المتطور، دائما ما نضرب المثل بأوروبا رياضيا وغير رياضي، التكنولوجيا والإعلام المتطور وضعنا في قلب أوروبا ونحن جالسون في بيوتنا، من الضروري أن نستفيد ونتعلم ونأخذ العبر من الجوانب الإيجابية، ومن الواجب ترك الجوانب السلبية التي قد لا تتناسب مع مبادئنا وأخلاقياتنا وسلوكياتنا.

اتحاد اليد... لا تعدموا بطولة الكأس

قدم أحد الزملاء الأفاضل اقتراحا بشأن تقديم بطولة الكأس لتقام بعد الدور التمهيدي لبطولة الدوري لأسباب منطقية، إلا أن هناك أسبابا أراها أكثر منطقية تجعلني أقول إن على اتحاد اليد أن لا (يعدم) بطولة الكأس، يتأثر ناديان أيا كانا من الأندية المتأهلة لـ «سداسية الكبار» ولا تتأثر بطولة كاملة تعتبرها الأندية البحرينية أكثر أهمية من بطولة الدوري كونها مؤهلة لبطولة الخليج.

إقامة بطولة الكأس الآن ليست في صالحها، فلن تحظى بالزخم الاعلامي على مستوى الاعلام المرئي والمقروء، الأندية غير مستعدة من الناحية النفسية للدخول في منافساتها، أحد أهم أسباب تميز بطولة الكأس الموسم الماضي هو وجود شركة راعية أوجدت مكافآت مقبولة للبطولة والوصيف كما أمنت جوائز للجمهور بمعنى أنها خلقت جوا مختلفا.

يجب أن لا يتم التعامل مع بطولة هامة كهذه على أنها مباريات وتلعب فقط، بطولة الكأس بحاجة لتوفير أرضية مناسبة لها، الأهم على الإطلاق إيجاد راع لهذه البطولة على الأقل في ظل عدم وجود راع للموسم، كما أن الجميع كان يأمل أن يبادر الاتحاد بالسعي لمنح اللاعبين العائدين من الاحتراف الخارجي الفرصة للمشاركة في الكأس سواء مع أنديتهم أو كمحترفين مع فتح الباب للاستعانة بالمحترف لتقديم الإضافة الفنية للبطولة، وأي إضافات أخرى من الممكن أن تساهم في لفت الأنظار إعلاميا وجماهيريا.

إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"

العدد 4542 - الخميس 12 فبراير 2015م الموافق 22 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:09 ص

      صحيح

      هناك نادي كبير يأخذ اللاعبين و لا يدفع حقوق النادي الام و لا الاعب نفسة ... هذا هو الشي المعيب في الاندية التي تتنافس على الصدارة بلاعبين الاندية التي يجعلها تنافس على اخر الترتيب ولك نادي التضامن الذي يعاني من هذه المشكلة وحسب علمي ان رئيس الاتحاد تدخل ولكن دون جدوي

اقرأ ايضاً