أكد أستاذ الاقتصاد الدولي في كلية إدارة الأعمال بجامعة البحرين عبدالوهاب الأمين، ضرورة التحول التدريجي نحو التعليم المهني في الوطن العربي، وتشجيع الشباب على الانخراط في المعاهد الفنية لتخريج كوادر قادرة على الإسهام في عملية التنمية والتصنيع.

ورأى الأمين، في مشاركة له خلال ندوة "إصلاح المنظومة التعليمية من أجل تحسين آفاق التشغيل في الدول العربية" التي أقيمت في دولة الكويت مؤخراً، أن الكثير من الدول العربية ركزت على الجانب الكمي في توسعها في الدراسات الجامعية غير أنها لم تراع متطلبات سوق العمل.

وأوضح الأمين أن تخريج طوابير من الشباب في برامج الدراسات الإنسانية أدى إلى اضطرار الكثير من حكومات المنطقة إلى ضم هؤلاء الخريجين في السلك الحكومي، مما أوجد تضخماً في أعداد موظفي الحكومة، وبطالة مقنعة، خصوصاً في دول الخليج العربية.

ولفت في الوقت نفسه إلى أن تطوير برامج أكاديمية من دون النظر إلى الاحتياجات الفعلية في سوق العمل أوجد بطالة في أوساط الجامعيين، حيث تصل نسبة متوسط البطالة في الدول العربية إلى نحو 15%، وهي نسبة عالية مقارنة بالنسب العالمية بحسب أ. د. الأمين.

وبحثت الندوة، التي نظمها الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، مدى إسهام المنظومة التعليمية في تحسين آفاق التشغيل في الدول العربية، والسياسات العامة لتقريب مخرجات التعليم من احتياجات سوق العمل، وتحسين الحاكمية والكفاءة والنوعية داخل المؤسسات التعليمية لتحسين آفاق التشغيل، واستعرضت تجارب دولية وإقليمية في هذا الإطار. وقد دعي عبدالوهاب الأمين في الندوة التي شارك فيها نحو خمسون خبيراً اقتصادياً وأكاديمياً.

ونوه أستاذ الاقتصاد الدولي في جامعة البحرين إلى أنه من المقرر أن يرتفع عدد السكان في الوطن العربي إلى نحو 500 مليون نسمة في العام 2030، وذلك يعني أن دول المنطقة العربية بحاجة إلى توليد 100 مليون فرصة عمل جديدة خلال العقدين القادمين.

وشدد على ضرورة تنمية قدرات الشباب في التعليم الفني والمهني، ورفع مستوى ونوعية التعليم ليستجيب لمتطلبات التنمية الشاملة، وخلق قاعدة هندسية تقنية علمية تزيد من نسبة الصناعات المحلية وتستفيد من اقتصاد المعرفة والعولمة.

والأمين حاصل على الدكتوراه في جامعة سذرن كاليفورنيا، والماجستير في جامعة شفيلد بالمملكة المتحدة، وعلى البكالوريوس في جامعة بغداد في العراق.

وكان قد عمل أستاذاً في عدة جامعات عربية وأجنبية قبل أن ينضم إلى جامعة البحرين، ومن بين تلك الجامعات: جامعة بغداد، والأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية، وجامعة عمان العربية للدراسات العليا، وجامعة الكويت، وجامعة نيفادا، وعمل أستاذاً زائراً في عدة جامعات أخرى.

وقدم الأمين عدة بحوث علمية، ومؤلفات في مجالات: الاقتصاد الدولي، والتخطيط الإنمائي، والطاقة، والبنوك، والتعليم العالي، واقتصاد المعرفة.