العدد 4560 - الإثنين 02 مارس 2015م الموافق 11 جمادى الأولى 1436هـ

بين التفاوض وعدم التفاوض!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بين التفاوض وعدم التفاوض الكثير من العراقيل والمواثيق والتعطيل والانقسام، وما التفاوض إلاّ شيء جميل جداً على الورق، ولكن في الواقع المعاش هو موضوع معقّد وصعب جدّاً، فأنت والطرف الآخر في حالة تنافر وعدم توافق، وما الوصول إلى طاولة التفاوض إلاّ بسبب وصول الأزمات إلى حدّها غير الطبيعي، الذي سيؤدي لخسارة الاثنين معاً، وعليه يقدم الفريقان المتخاصمان للتفاوض.

يبدأ التفاوض بشكوك كل طرف من الآخر، وعدم الثقة به أو بوعوده، والطرفان يجدان بأنّهما على صواب، وأنّ لهما شارعاً مؤيّداً لا يريدان خسارته، فكيف نتنازل عن أنملة واحدة ونحن نظن بأنّها من حقّنا؟ فيقوم أحد الفريقين بطرح مرئيّاته ويقوم الفريق الآخر بطرح مرئيّاته، ومن ثمّ يتم توزيع الأعضاء على لجان من أجل مناقشة كل بند والخروج بتوافق عليه، ولكن كل فريق يحضر لتلك اللجان مشبّع بآرائه وأفكاره ومطالبات شارعه، ولا يريد الخسارة.

وفي النهاية يتوافق الأعضاء على بعض البنود ولا يتّفقون على بنود أخرى، ويخرجون بتوافق جزئي، ويؤجّلون ما لم يستطيعوا الاتّفاق عليه إلى حوار آخر وطاولة ثانية، وهذا التفاوض يسمّى(WIN-WIN)، أي هناك سقف من المطالب لكلا الفريقين، يخفّضون هذه المطالب ويلتقون في الوسط.

هذا ما نريده في البحرين، التفاوض والتوافق من أجل إنهاء الأزمة، إذ يكفينا 4 سنوات مضت بسرعة البرق على حالنا، ونستطيع بإرادتنا جميعاً الالتقاء عند تلك النّقطة التي تحدّثنا عنها، ولنبعد فقط المتسلّقين والمتمصلحين، وسنشهد تغييراً جذرياً باتجاه المصالحة الوطنية والتفاوض حولها.

غريب أمرنا نحن البشر، نريد ونريد ونريد، ولكن لو نظرنا إلى ما كنّا فيه وما أصبحنا عليه، سنجد بأنّ طاولة الحوار هي الأفضل، فلا قمع يفيد ولا إحراق شوارع يفيد، السجون أصحبت مكتّظة، وعجز في الموازنة العامّة، والدين العام في تصاعد، ألم يئن الأوان من أجل الحوار الجاد والتفاوض الصحيح من أجل المصالحة.

هناك من يريد للمصالحة النجاح، وهم كثر، ويريدون الخروج بتوافق مبني على عدم الخسارة، ويا ليتنا نسأل من خسر أكثر، الطرف القوي أم الطرف المتظاهر، وسنجد بأنّ الجميع خسر شيئاً خلال 4 سنوات.

في بداية أي تفاوض في العالم، يكون الشك مسيطراً على الموجودين، ومن ثم يبدأ هذا الشعور في التلاشي، وبعدها يبدأ الأعضاء في وضع خطط محدّدة من أجل إيقاف ما يحدث من انتهاكات وتطاولات من الطرفين، وبعدها يتم رصد التوافق المطلوب، والخروج بمصالحة وطنية بنّاءة، تعزّز الثقة وتبني الدولة.

قبل إبداء الرأي في عملية التفاوض والتحاور، فليسأل الجميع نفسه: هل آنَ الأوان من أجل المصالحة؟ هل نريد فعلاً تغيير الواقع وإبداله بواقع أفضل؟ هل هناك بصيص أمل في رجوعنا إلى طاولة الحوار؟ بين التفاوض وعدم التفاوض الجميع يستطيع أن يقرّر ما يريد.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4560 - الإثنين 02 مارس 2015م الموافق 11 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 1:00 م

      الاحترام

      سيدتي الكاتبه المحترمه . اليس من حق الشعب وهو مصدر السلطات ان يحصل على حقوقه. وادا اختلف ابناء الشعب الواحد في بينهم اليس هناك صناديق للاستفتاء. لنري من هم الاغلبيه الساحقه المطالبه بحقوقها.. التفاوض شئ جميل ولكن مع من يبداء التفاوض. هل مع حكومه تمثل ارادة الشعب. ام مع صوت لكل مواطن بحريني ام مع برلمان كامل الصلاحيات. ام منع التجنيس .هل هده المطالب تغضب الطرف التي سنتفاوص معاه. سيدتي الكل يعلم بان هولاء لايريدون التفاوض لانهم مرسلون ان يخربون التفاوض.

    • زائر 22 | 11:03 ص

      التفاوض

      كيف تريدون ان نفاوض مع الذين لا يترفعون بالقوانين ولا شرعية الدولة

    • زائر 18 | 1:34 ص

      الاثنين خسرانين الا

      المستفيد الوحيد من هذا الوضع هو الوافد و المواطنين الجدد

    • زائر 16 | 1:05 ص

      هل بالطائفية وخلق الفتنة نطالب بالديمقراطية 0855

      هل التيارات الدينية والمذهبية تدرس لهم الديمقراطية القائمة على رأي الأكثرية أو العكس هو الصحيح رأي رمزها ومرجعها هو المتبع في الغالب حتى من غير أي نقاش هل هذا متبع في الدول الديمقراطيه العريقة التي أوجدت الدمقراطية واعطة الفرد حرية الاختيار هذا ما يخاف منع رجل الدين فقدان السيطرة على أتباعه

    • زائر 13 | 12:17 ص

      تعليق رقم 8 الجمعيات الشيعية لم تطلب محاصصة وانظر ببصيرة لتعرف

      لا تحاول المغالطة ولديك نظر وسمع وبصر يمكنك ان تفقه الأمور بهم.
      ليست الجمعيات من ادخل البلد في اتون هذا الاحتراب وليست من كرّس التمييز وليست من ....

    • زائر 20 زائر 13 | 2:46 ص

      من هو قائم على التمييز الطائفي عملين ماذا ينتج 1045

      الإنسان يحكم على الظاهر العملي الموجود والممارس والمنهج المتبع هذا هو الواقع وحتى نفس أفراد نفس المذهب لا يقبلوا إلا على خط مرجع الجمعية لا غير والمحاصصة نتاج طبيعي لتحزب المذهبي وشوف لبنان والعراق والتحارب بين المذاهب

    • زائر 8 | 11:58 م

      هل فعلاً نريد للبحرين العزيزة تفاوض على أساس طائفي 0755

      صباح الخير هل أحد يحب لبلده أن تصل لمحاصصة طائفية بغيضة هذا ما تقودنا آلية الجمعيات السنية والشيعية عمليا والدليل حتى المطالب المطروحة للتفاوض من الطرفين كل طرف يدعي هي في مصلحة الشعب وهو يعرف أن كل الشعب لم يشارك في صياغتها فكيف يحق لأي مذهب أن يرسم مستقبل البلد الجمعيات المدنية هي ممثلة الجميع لا غيرها كما في الدول الديمقراطيه

    • زائر 6 | 11:35 م

      الحل هو

      الحل في البحرين هو العلمانية و فصل الدين عن الدولة و السياسة و منع رجال الكهنوت من التدخل في الشأن العام و إغلاق كل الجمعيات السياسية الطائفية السنية و الشيعية منها فهم سبب انقسام المجتمع بهذا الشكل الخطير

    • زائر 10 زائر 6 | 12:04 ص

      رد على تعليق رقم 6

      اذا كان الحل في العلمانية فقط فهذا من باب لاتقربوا الصلاة وسكت عن الباقي . فكان احرى ان يقول العلمانية والغاء القبلية اسوة بالطائفية .لكن فيما يبدو ان صاحبنا ضد الطائفية ومع القبلية . ما تركب ياصديقي . يوسف مكي

    • زائر 17 زائر 6 | 1:23 ص

      ما هو السبب

      اختلف مع بعض ما ذكرته واتفق مع جزء اخر. سياسات الحكومة هي التي اثارت النعرات وعززت الانقسامات ولا اقصد هذه الفترة القريبة فقط وإنما منذ زمن بعيد. ابعاد طائفة واقصائها من وزارات ومناصب معينة كان له ابلغ الاثر في ذلك. لولا هذه السياسات ما ثار البعض وطالب.

    • زائر 5 | 11:33 م

      من ينتقص حقوقك كإنسان لك حقّ الوجود ويستبدلك بشعب آخر كيف تفاوضه

      مسألة استبدال الشعب بشعب خليط لا يجعل من التفاوض سهلا لأن ذلك يدلّل على نظرة خطيرة تتهدد مكوّن في وجوده فكيف يتم التفاوض وهذا هو الحال

    • زائر 15 زائر 5 | 12:28 ص

      الإنقسام الطائفي الخطير هو الذي أوجد عدم الثقة 081515

      صباح الخير الاصطفاف الطاءفي البغيض من 79 وما تلتة من أحداث وتوج بجمعيات مذهبية شطرت الوطن واوجدت الخوف في نفوس الجميع وإزالة الثقة بين المواطنين هي سبب ابتلاء الوطن من تجنيس وغيره والسلطة مشاركة في هذا البلاء بسماحها بقيام جمعيات لتيارات مذهبية من الطائفتين فهل فيه مرض افتك من الطائفية لأي بلد هذا المرض الفتاك واضح في الجوار لغير المتعصبين

    • زائر 3 | 10:51 م

      الحل بالتفاوض هو الحل الأمثل

      لا حل أمثل من الحل التفاوضي لكن هل لدينا شخصيات جديرة بالجلوس على طاولة المفاوضات وتقبل الرأي الآخر ومن ثم إقناع غالبية الشارع الذي يمثله؟
      أعتقد إفتقارنا لتلك الشخصيات تفقرنا لوجود الحل.

اقرأ ايضاً