العدد 4560 - الإثنين 02 مارس 2015م الموافق 11 جمادى الأولى 1436هـ

«النصرة» تنهي آخر الفصائل المعتدلة في الشمال.. وتتوعد بملاحقة قيادييها

انتهى وجود فصائل المعارضة السورية المعتدلة المدعومة من الغرب في شمال البلاد، إثر إعلان «حركة حزم» حل نفسها وانضمامها لتحالف «الجبهة الشامية» الإسلامي الأوسع، بعد هجوم «جبهة النصرة» (وهي الفرع السوري لتنظيم القاعدة)، على مواقع الحركة والسيطرة عليها، وسط انتقاد وجهه مقربون من حركة «حزم» إلى الجبهة الشامية: «كونها لم تدافع عنا»، بحسب ما أفادت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر اليوم الثلثاء (3 مارس/ آذار 2015).

وانقسم أتباع حركة «حزم» بين تأييد للحركة الشامية، ومنتقدين لها، على خلفية الوقوف على الحياد في المعركة ضد «النصرة»، في حين يقول مصدر مقرب من «الشامية» لـ«الشرق الأوسط»، إن الجبهة «لم تجد حلاً في المعركة، إلا الدعوة إلى وقف الاقتتال، والتدخل بالوساطات، ثم الوقوف على الحياد حين بدء القتال، واستقطاب مقاتلي حركة (حزم)، وتهدئة القتال، نظرًا إلى ضرورات ميدانية، تتمثل في حاجة المقاتلين إلى مؤازرة من (النصرة) المسلحة جيدًا، وتمتلك مقاتلين يتمتعون بخبرة عالية، وذلك في المعارك المندلعة في شمال سوريا ضد قوات النظام».

وكانت «حزم»، آخر فصائل المعارضة السورية المعتدلة المدعومة من الغرب، الموجودة في شمال البلاد، بعد إنهاء «جبهة النصرة» لفصيل «جبهة ثوار سوريا» التي كان يتزعمها جمال معروف، في إدلب، أواخر العام الماضي، على خلفية نزاعات، مما أتاح لـ«النصرة» السيطرة على مواقع واسعة في إدلب، والتقدم باتجاه حلب، وسط مخاوف المعتدلين من أن تكون الجبهة تطمح لإنشاء كيان مواز لكيان «داعش» في شمال البلاد.

من جهته، رأى رئيس المجلس الوطني السوري وعضو الائتلاف، جورج صبرة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن خذلان الولايات المتحدة للقوى المعتدلة السورية، وبينها حركة «حزم»، على مستوى الدعم «هو جزء من الخذلان الكبير الذي تلقاه الجيش السوري الحر بشكل خاص، والمعارضة السورية بشكل عام من سياسات بعض أصدقاء الشعب السوري، وبينها الولايات المتحدة»، مشيرًا إلى أن «النصرة»، «تتوسع منذ فترة في المنطقة على حساب ألوية وكتائب معتدلة، وتقضمها قطعة قطعة تحت نظر الجميع، وأولهم واشنطن، ومع ذلك، لم يتحرك أحد لإنقاذ المعارضين المعتدلين». واعتبر أن ذلك «جزء من الخذلان العام من المستويات العسكرية والسياسية، وعلى مستوى الإغاثة».

وقال مصدر مقرب من «حزم» لـ«الشرق الأوسط»، إن خطوة «النصرة»: «لا تنفصل عن أحلامها بإنشاء كيان لها»، مشبهًا عمليات «الإقصاء بحق المعارضين المعتدلين»، بما نفذه تنظيم داعش بحق فصائل المعارضة المعتدلة، وخصوصًا في الرقة وشرق حلب ودير الزور. وأشار إلى أن «النصرة»، مهّدت لذلك من خلال اتهام حزم وسائر المعتدلين بـ«الردة»، وبأنهم ذراع أميركا في شمال سوريا، في تبرير واضح لإقصاء الآخرين.

وكانت «حزم» الفصيل السوري المعارض الوحيد الذي أعلنت واشنطن أنها أمدّته بالأسلحة النوعية، بينها صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع، واستخدمت تلك الصواريخ في معارك ضد النظام في إدلب وحلب. وقال المصدر المقرب من «حزم» إن مقاتليها «كانوا يرابضون في جبهة حندرات قبل انسحابهم لمؤازرة رفاقهم في ريف حلب الغربي والفوج 46 حيث هاجمتهم النصرة، وسيطرت على المقر»، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الحركة «كانت تؤازر بصواريخها وأسلحتها العمليات العسكرية ضد النظام بريف حلب الشمالي».

ورغم انتهاء «حزم» ككيان معارض في شمال البلاد، لم ينتهِ عملها العسكري بعد انضمامها إلى «الجبهة الشامية» التي توصف بأنها فصيل عسكري إسلامي معتدل، على عداء مع «داعش»، ويقاتل ضد قوات النظام على جبهات حلب وريفها. وقال المصدر نفسه المقرب من «حزم»، إن هذا الانضمام «وضع حدًا للاقتتال الداخلي، وسيمكّن المعارضة من توسيع نطاق عملياتها ضد النظام في جبهات الشمال، وكان أولها إطلاق معركة (لبيك يا رسول الله) بريف حماة الشمالي».

لكن الانضمام الأخير، لا يعني أن «النصرة» أنهت المعركة، إذ أصدر التنظيم بيانًا قال فيه إنه «سيواصل ملاحقة رؤوس وقيادات حزم حتى ينالوا جزاء ظلمهم وبغيهم، وليس مجرد انتماء الشخص لـ(حزم) في الفترة السابقة يعد جرمًا يُعاقب عليه، وإنما سيُحاسب فقط من يثبت عليهم إجرام بحق المسلمين».

وكانت «حزم» أعلنت، أول من أمس، أن مقاتليها سينضمون إلى «الجبهة الشامية» وهي تحالف لكتائب إسلامية في حلب، للحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء. ويأتي القرار بعد قتال شرس في مطلع الأسبوع بينها وبين «جبهة النصرة» جناح تنظيم القاعدة في سوريا. وتقاتل كل من حركة «حزم» و«جبهة النصرة» الحكومة السورية.

أمام هذا الوضع، أكد صبرة أنه «لم يعد أمامنا كمعارضة سوريا إلا تشكيل جيش وطني»، مشيرًا إلى أن «رئيس الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة، ومنذ فترة، قدم للائتلاف وللمجتمع الدولي مشروعًا لبناء جيش سوري تتوحد فيه جميع الفصائل، وخصوصا القوى المعتدلة التي تقاتل من أجل أجندة سوريا مستقبلية للشعب السوري، وليس لأجندات عابرة للوطنية السورية. ويحمل الرئيس هذه الرسالة إلى أشقائنا في المنطقة والعالم لإيصال مطلبنا»، آملاً «أن يكون هذا المشروع نقطة ارتكاز يضع النقاط على الحروف لمحاربة الإرهاب، لأن ما نفذ حتى الآن لا يرقى ليكون حربًا على الإرهاب، ما لم يكن مقرونًا بدعم لجيش جديد فاعل يقاتل النظام، والمنظمات الإرهابية التي ولدت كرد فعل على سياسات النظام، مثل (النصرة) و(داعش)، تكون بلادنا والمنطقة ساحة للصراع بينها وعليها».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:21 ص

      من دون ضحك على الناس

      كلهم مدعومين من الغرب وكلهم ارهاب بلا خداع والترويج للارهاب عبر وسائل الاعلام

اقرأ ايضاً