العدد 4581 - الإثنين 23 مارس 2015م الموافق 02 جمادى الآخرة 1436هـ

انقلاب المشهد

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

تثبت الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً أنها لا تبوح بكل أسرارها إلا في اللحظات الأخيرة، لأنها تظل دائماً محتفظة بجزء من الإثارة والمفاجأة حتى آخر الأمتار.

فلا مجال للأحكام المسبقة، ولا مجال للتوقعات في موسم طويل وشاق يمتلئ بالتقلبات.

في بداية الموسم الرياضي الجاري كان ريال مدريد الاسباني في القمة كبطل لأوروبا فتوج استحقاقاً بالسوبر الأوروبي قبل أن يترجل أمام أتلتيكو مدريد في السوبر الإسباني إلا أنه استعاد وهجه بالتتويج بلقب كأس العالم للأندية.

فردياً كان نجمه رونالدو في القمة وتوج بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم.

الفريق بدا لا يقهر ويسير بالطريق الصحيح للتألق والسيطرة محلياً وأوروبياً، ليترجم ذلك سريعاً بصدارة الدوري الإسباني وأهداف بالجملة من رونالدو وتألق أوروبي بانتصارات كبيرة وسهلة.

نهاية العام 2014 كان الفريق في القمة غير أن كل الأمور تبدلت في أشهر قليلة وبداية من العام 2015 إذ عاد الغريم التقليدي برشلونة إلى وضعه الطبيعي واستعاد نجمه ميسي عافيته فسجل لوحده في 2015 أكثر مما سجله كل هجوم الريال.

الفريق الملكي الذي توالت عليه الإصابات شهد تراجعات عدة بدءاً من خروجه من كأس ملك إسبانيا ومن ثم تخليه عن صدارة الدوري الإسباني والإحراج الكبير للفريق أوروبياً فكاد يخرج أمام شالكه الألماني بعد مباراة عصيبة.

الريال المتراجع، قابله برشلونة المتوهج الذي خطف الصدارة وتأهل لنهائي كأس ملك إسبانيا وعبر بسهولة لدور الثمانية أوروبياً، هذا الفريق الذي اعتبر البعض أن عصره الذهبي قد انتهى عاد من بعيد وبسرعة أكبر بكثير مما توقع الجميع.

في ظل هذا الواقع وهذه المتغيرات لعبت مباراة الكلاسيكو بين الفريقين أمس الأول في معقل برشلونة ملعب الكامب نو، إذ أشارت التوقعات إلى فوز صريح للبرشا.

ولأن كرة القدم تحتفظ دائماً بأسرارها، كان الشوط الأول من اللقاء صاعقاً على مختلف المستويات، فعلى رغم تقدم برشلونة من فرصة واحدة ومن كرة ثابتة برأسية الفرنسي ماثيو كان الريال مرعباً وخارج المألوف بأداء لم نشاهد أسرع منه منذ سنوات عديدة.

اللاعبون يتحركون بسرعة مذهلة ويصلون لمرمى برشلونة في ثوانٍ معدودة، الفرص تتوالى وهدف التعادل يأتي والتقدم كان في الطريق لولا الرعونة وسوء الحظ فضاعت الفرص توالياً.

برشلونة تاه في الملعب وفقد السيطرة أمام السرعة الخيالية للريال هجوماً وفي الضغط على حامل الكرة إلا أنه لم يستثمر ذلك في أهداف حقيقية.

بداية الشوط الثاني لم تختلف كرة سريعة للريال أضاعها بنزيما، برشلونة يحاول التماسك ومن كرة طويلة تعامل معها الفذ سواريز بطريقة لا يعرف أسرارها إلا هو وركنها في المرمى مانحاً التقدم لبرشلونة.

ولأن كرة القدم لا تبوح بأسرارها، انقلبت الصورة مجدداً رأساً على عقب، الريال افتقد التماسك وفقد السيطرة العصبية وبرشلونة تحرك وسيطر وأبدع وتفنن في إضاعة الفرص التي كان يمكن أن يخرج من خلالها بنتيجة قياسية.

سر هذه المتعة في هذه الرياضة هو ما تختصره مباراة الريال وبرشلونة بما قبلها وما حدث فيها وما سيليها، فلا ثوابت ولا توقعات والمباراة نفسها يتقلب المشهد فيها، غير أن ما قدمه ريال مدريد على مدار ساعة كاملة من اللعب ولحين تسجيل برشلونة الهدف الثاني يبين أن الفريق مازال يمتلك الكثير متى ما اكتملت صفوفه.

بعودة المصابين كان الريال مختلفاً ومرعباً، وإن خسر كأس الملك وابتعد عن الدوري فإنه بهذا الاندفاع والقدرات قد يكون قريباً من إنجاز تاريخي بالاحتفاظ بدوري الأبطال لو حدث سيعوض كل إخفاقات هذا الموسم.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4581 - الإثنين 23 مارس 2015م الموافق 02 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 5:40 ص

      كاتب العمود

      كاتب العمود اقص اياديي الثنتين من الزند اذا ما كان من مشجعين الريال .. فالمقال يغلب عليه طابع التسويغ و التبرير للهزيمة التي مني بها الفريق وكأنني أستمع إلى أعذار مشجعي الريال في المقهى ..

    • زائر 1 | 1:25 ص

      نظرة اخرى

      الملاحظ ان الريال يعاني من هبوط المستوى في النصف الثاني من المباريات الصعبة, و ما حصل في مباراة الكلاسيكو كان امتدادا لما قبله من مبارايات عانى فيها من نفس المشكلة امام الاتلتيكو وشالكة و فياريال, وبالتالي فهذا يعني انه ليس فقط هدف برشلونة الثاني الذي اثر على مستوى الريال انما هناك مشكلة اخرى يعاني منها الفريق واذا لم يتم التعامل معها فاستبعد تماما ان يتمكن من الاحتفاظ بلقبه القاري لا سيما في ظل تألق برشلونة والبايرن

اقرأ ايضاً