العدد 4582 - الثلثاء 24 مارس 2015م الموافق 03 جمادى الآخرة 1436هـ

المنتدى الاجتماعي العالمي ينعقد في تونس وفي وقت عصيب

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ينعقد هذا العام «المنتدى الاجتماعي العالمي» في تونس، والذي افتُتح أمس الثلثاء (24 مارس/ آذار 2015) ويستمر لمدة أربعة أيام حتى 28 مارس، في وقت عصيب؛ إذ فُجع التونسيون والعالم بالهجوم الإرهابي الأسبوع الماضي على متحف باردو.

المنتدى الاجتماعي العالمي أسّسته شخصيات وحركات شعبية في أوروبا وقارّتي أميركا الشمالية والجنوبية، وهي تقف على الطرف النقيض من المنتدى الاقتصادي العالمي (منتدى دافوس)؛ وبالتالي فهي ضد «العولمة الرأسمالية النيو-ليبرالية». هذا المنتدى يطرح أفكاراً مضادة لهيمنة رأس المال على الشأن الدولي، وهي مناصرة للفقراء والمجتمعات المُهمَّشة.

هذه الحركة العالمية انطلقت في 2001 وكان المفترض أن تنطلق من مجتمعاتنا حيث نجد الفوارق بين الذين يملكون والذين لا يملكون كبيرة، وتغليب المال والنفط في السياسة بصورة أكبر مما هو معمول به في القارات الأخرى، وهذه هي المرة الأولى التي يحل فيها المنتدى ضيفاً في منطقتنا، وكان اختيارهم تونس، البلد الذي انطلقت منه ثورة الياسمين وتسببت في ثورات واحتجاجات الربيع العربي في 2011 في مختلف البلدان العربية الأخرى.

ولكن الآلاف من المنتمين لهذا المنتدى العالمي وصلوا إلى تونس بعد أن قام عنصران مسلحان بأسلحة رشاشة وقنابل يدوية بقتل وجرح العشرات من أجل «إدخال الرعب في قلوب الكفار»... رغم أنّ هؤلاء الذين يستحل البعض دماءهم هم من أكثر المدافعين عن حقوق الآخرين، وهم الذين يسجلون مواقف مشرفة تناصر العدالة في مجتمعاتنا.

الفرق بين الذين يشاركون في منتديات مثل «المنتدى الاجتماعي العالمي» وأولئك الذين يمتهنون العبث بأرواح الناس يكمُن في نوعية الأفكار التي تنتشر في البيئات المختلفة. فبالنسبة إلى المطالبين بحقوق المجتمعات تجد أنّ هؤلاء يؤمنون بسواسية الإنسان مع أخيه الإنسان، وأنهم يقفون ضد أيّة محاولات للهيمنة على الآخرين بفضل ما يتوافر من المال أو القوة المادية.

أمّا الأفكار التي تُحوِّل شباباً يافعين إلى قتَلة دمويين، فإنها مملوءة بالحقد ضد مختلف أنواع البشر، وهي تحلل - باسم الدين - انتهاك حقوق الآخرين، وتُجَوِّز قتل البشر أو تعريضهم للأذى، وهي أفكار أبعد ما تكون عن تعاليم الإسلام السمحاء التي تقدِّس كرامة الإنسان وتدعو إلى العدل والإحسان، وقبل كلِّ ذلك تدعو إلى إحياء النفس البشرية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4582 - الثلثاء 24 مارس 2015م الموافق 03 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً