العدد 4582 - الثلثاء 24 مارس 2015م الموافق 03 جمادى الآخرة 1436هـ

الكحل في العين الرمدة خسارة

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نبدأ حياتنا العملية ونحن كلّنا طاقة للعطاء وتقديم الأفضل في أماكن عملنا، وما أن نطأ أرض الواقع حتّى نتفاجأ بالصورة الأخرى المشوّهة، هذه الصورة تكون في تفضيل ناس على ناس، أو تمييز بين النّاس أو عدم استطاعة موظّف الوصول إلى من بيده الأمر للارتقاء، أو قد يكون المسئول غير راضٍ عن هذا الموظّف فيركنه في «الطوفة»!

هي درجة ينتظرها الموظّف يا وزراء، تغيّر مجرى حياته وتعدّل وضعه، وهو منصب يستحقّه الموظّف من أجل زيادة العطاء، ولكن تقول لمن؟ وتتّهم من؟ وتحتج عند من؟ فالقرار في النهاية ليس بيد الموظّف بل بيد من فوقه!

يراسلنا ويتّصل بنا كثير من الناس ويحتّجون عن أوضاعهم في وزاراتهم أو مؤسساتهم، يقولون أعطينا حياتنا لتلك الوزارة التي لم تهتم بنا، وقدّمنا النفيس والطيّب وأفضل العمل من أجل الإنتاج، وفي النهاية نحن المُبعَدون وآخرون يحصلون عليها (باردة مبرّدة)! ولا يُقهر الموظّف الكسلان البليد ولكن يُقهر الموظّف النشيط الذي يقدّم عمله قبل أي شيء، وبعدها تحدث الفجوة.

هذه الفجوة تكون إمّا ببلادة الموظّف النشيط، أو تكاسله عن عمله، أو التذمّر والتشتّت والغضب الدائم، وهي حالة لو كشفنا الستار عنها، وطلبنا من هؤلاء التحدّث، لشاهدنا مدى عظم المصيبة التي لا يشعر بها إلاّ من تجرّعها.

نجد أحدهم يأخذ إجازة من غير راتب، ويحاول فتح «بيزنس»، وأحدهم يقدّم على تقاعد ما أن يصل إلى سن التقاعد، وآخرون ليسوا في سن التقاعد ولا يستطيعون فتح «البيزنس»، ولا يستطيعون تغيير أماكنهم، لا حول لهم ولا قوّة إلا الصبر! التقرير السنوي بيد من؟ والتظلّم عند من؟ وحتى لو تم فتح التظّلم فإنه يأخذ سنوات، ولدينا أمثلة كثيرة على ذلك!

ولو تحدّث الصبر عن هؤلاء لملّ من الحديث وتعب، لأنّ المسألة ليست مسألة واحد أو اثنين فقط، بل هي مسألة الكثير من الموظّفين الذين يشعرون بعدم الرضا الوظيفي، بسبب مسئول أوقف عنهم منصباً أو درجة، أو بسبب عدم اعتبار عملهم وتقديره، فأحدهم ينتظر المنصب وفجأةً يذهب هذا المنصب إلى شاب صغير لا دخل له في القسم ولا خبرة له في آليات العمل، فيبتعد الموظّف عن عمله شيئاً فشيئاً، لأنّه كان أولى بهذا المنصب، ولكن هناك من رأى بأنّه «ما يستاهل»!

هل الرؤساء والمدراء والوكلاء والوزراء هم المسئولون عن هذا الموظّف وإحباطه؟ هل هو الحظ الذي يعاكس الموظّف دائماً؟ هل هو القدر الذي أعطاه هذا الرزق ويطالبه بالرضا؟ وأهم من ذلك كلّه هل يُقتل الطموح في ظل الإحباطات الموجودة داخل المؤسسات؟

طبعاً الطموح يُقتل بيد باردة، فلو عملت ليل نهار، ووظّفت إمكاناتي وطاقتي من أجل العمل، وفي النّهاية يتم ركني ورفع من هو أقل منيّ، لن أستطيع المواصلة في هذا العمل، وتركه أولى من البقاء فيه، لأنّ كل يوم يخسر الإنسان نفسه وجهده على سراب ضائع، وكما يقول المثل (الكحل في العين الرمدة خسارة)!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4582 - الثلثاء 24 مارس 2015م الموافق 03 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 8:08 ص

      كلمه فى فضل النواب

      على الشعب البحرينى يصفق بقوه لاهائولاء النواب من كثر الوعود و الكلام المعسل كل مواطن يحلم يتحقق حلمه بسرعه البرق عندما يفيق وهو يسئل نفسه هل كنت احلم فلكثره الشكوك بداخل نفسيته يكدب نفسه والله صوتى انتصر بأدن الله تحققت احلام الاجانب والمقتربين من كل صقاع العالم الئ حلمك يا مواطن بسيط بقى سراب فى سراب ومن اسؤ الى اسؤ نوابكم رياياياييييييل

    • زائر 9 | 3:27 ص

      رسالة الى وزير التربية

      تعليقي مختلف تماما عن الموضوع ولكن اتمنى حقيقة ان يصل صوتي للوزير وهو تعميم بمنع استلام المدرسين والمدرسات لأي هداي من الطلبة التي باتت تثقل كاهل اولياء الأمور فقد تحول الأمر لواجب اجتماعي يقع فيها ولي الأمر بين محضورين اما زعل ابنه او تحميله عبأ الهدية التي باتت حاليا تصل الى المصوغات الذهبية وصارت المعلمة تنحاز للطلبة التي عطي الأغلى من العطايا وهذا يسبب حرج كبير لأصحاب الدخل المحدود أرجو مراقبة هذا الموضوع بجدية .

    • زائر 11 زائر 9 | 2:19 م

      لرجاء

      ملاحضته هذا التعليق خطر كبير اذا انتشر هذي العاده عند المدرسين التعليم يرجع الي الوراء وسوفه يكره الطلبه الدراسه

    • زائر 8 | 2:25 ص

      والطامة العودة

      اذا ارادوا الأستغناء عن احد لأي سبب خاصة هذه الأيام مع نزول سعر النفط وتقليص الميزانية ( فأول من يضحون به هو هذا الموظف المسكين الذي لا حول له ولا قوة ) ويفنشونه بداعي تقليص الموظفين لنقص الميزانية ، ولأنه مهضوم في درجته وترقياته ولا يعرف مسئولا يتوسط له ، يكون اول الضحايا وهذه هي الطامة العودة ، شنسوي نروح لمن ؟؟ نشتكي عند من ؟؟ الله موجود ولكن الظلم من العباد والا لما خلق الله جنة ونار .

    • زائر 7 | 1:05 ص

      اهتمام الوزارات ينصبّ بالكامل على الاجانب

      تعالي الى مجالس القرى لتسمعي الأحاديث ذات الشجون والألم والحسرة واحد مفصول والثاني مو محصّل شغل والثالث مضطهد في عمله ومسروق قوت يومه والخامس في المعتقلات .
      هذا محور الاحاديث والغليان في الشارع يزداد يوما بعد يوم

    • زائر 6 | 12:39 ص

      نعم الكحل في العين الرمدة خسارة

      صدقتي المفروض موظف الحكومة يكون بليد وينافق ذي النجاح

    • زائر 5 | 12:38 ص

      امسوين الوزارات والشركات ملك خاص اليهم ولاولادهم وربعهم

      لامكان للمخلص والدؤوب من كثر ظلم المسؤولين صرت ما أشتغل مثل أول لا احترام ولاتقدير ، والكسالى هم في نعيم

    • زائر 4 | 12:35 ص

      والله اصبتيني في مقتل لذلك تقاعدت مبكر جدا

      كنت نشيط جدا واعمل بأمانة ولكن لاتقدير لي فقد يقدرون الجمبازية هذا واضح في البحرين يرقوم من لاكفاءة له وبالمحسوبية

    • زائر 3 | 12:23 ص

      هذا هو الفساد

      نعم في هيئةتنظيم سوق العمل موظف طرد من عدة دوائر لغباء مستشري به في اداء الواجب الذي يكلف به والان اصبح مشرف في دائرة ................ من دون التدرج الوظيفي على حساب الكفاءات المتوفرة بالقسم الذي نقل إليه ويوجد غيره الكثير

    • زائر 2 | 12:09 ص

      لوناديت

      الله يرحمك ياطويل العمر عمرو بن معد يكرب بن ربيعه الزبيدي يقول
      لقد اسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي
      ولو نار نفخت بها اضاءت ... ولكن انت تنفخ في رماد
      ما ذكرتيه هذا غيض من فيض يا طويلة العمر

اقرأ ايضاً