العدد 4584 - الخميس 26 مارس 2015م الموافق 05 جمادى الآخرة 1436هـ

رئيس وزراء بريطانيا يدعو روحاني لدعم هادي.. وباريس جاهزة لتقديم المساعدة

الوسط - المحرر السياسي  

تحديث: 12 مايو 2017

أعلن البيت الأبيض عن تنسيق وثيق بين واشنطن والرياض ودول مجلس التعاون الخليجي، ودعم أميركي للإجراءات التي قامت بها المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي للدفاع عن اليمن ضد الحوثيين، بحسب ما افادت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الجمعة (27 مارس/ آذار 2015).

وقالت برناديت ميهان، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، في بيان بعد ساعات قليلة من شن الضربة الجوية الأولى للتحالف الدولي ضد الحوثيين في اليمن، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما وجه بتقديم دعم لوجيستي واستخباراتي للعمليات العسكرية التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجي. وأشارت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إلى أن القوات الأميركية لا تقوم بعمل عسكري مباشر في اليمن لدعم جهود الضربات العسكرية لدول التعاون الخليجي ضد الحوثيين، وقالت: «نحن نعمل على إنشاء خلية تخطيط مشتركة مع المملكة العربية السعودية لتنسيق الدعم العسكري الأميركي والاستخباراتي».

وأكدت ميهان أن الولايات المتحدة كانت على اتصال وثيق مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والشركاء الإقليميين. وأشارت إلى أنه بعد تدهور الوضع الأمني في اليمن قامت السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وحلفاء آخرون بعمل عسكري للدفاع عن الحدود السعودية وحماية الحكومة اليمنية الشرعية. وأوضحت أن هذا العمل العسكري - كما أعلن أعضاء مجلس التعاون الخليجي - جاء استجابة لطلب من الرئيس اليمني.

وطالبت واشنطن جماعة الحوثيين بوقف العمليات العسكرية على الفور، وقالت ميهان: «الولايات المتحدة تدين بشدة العمليات العسكرية التي قام بها الحوثيون ضد الحكومة المنتخبة في اليمن، وتسببت هذه الإجراءات في إشاعة حالة عدم الاستقرار وفوضى تهدد سلامة المواطنين اليمنيين». وأضافت: «نحن نحث بقوة الحوثيين على وقف العمليات العسكرية التي تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في اليمن، على الفور والعودة إلى المفاوضات كجزء من الحوار السياسي». وأضافت: «المجتمع الدولي أعلن بوضوح من خلال مجلس الأمن والأمم المتحدة ومحافل أخرى أن استيلاء فصيل مسلح على اليمن أمر غير مقبول، وأن الانتقال السياسي، الذي يسعى الشعب اليمني إلى تحقيقه منذ فترة طويلة، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المفاوضات السياسية واتفاق بتوافق الآراء بين جميع الأطراف».

وقال مسؤول بالخارجية الأميركية، إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أشاد بالعملية العسكرية ضد المتمردين الحوثيين خلال مؤتمر تليفوني مع نظرائه من دول الخليج. وأوضح كيري التزام بلاده بتقديم الدعم اللوجيستي للضربات ضد الحوثيين وتوفير المعلومات الاستخباراتية للمساعدة في اختيار الأهداف العسكرية. وأشار المسؤول الأميركي إلى دعم وزراء الخارجية الخليجيين للمفاوضات السياسية باعتبارها السبيل الأفضل لحل الأزمة اليمنية، وأنهم أشاروا إلى أن الحوثيين هم من بدأوا الحملة العسكرية. يذكر أن كيري بحث الوضع اليمني مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف صباح أمس عندما التقيا في لوزان قبل بحث الملف النووي الإيراني.

وتعهد الجنرال لويد أوستن، قائد القوات الأميركية بمنطقة الشرق الأوسط، في شهادته أمام مجلس الشيوخ، أمس، بتنسيق الجهود بين الجيش الأميركي والشركاء الخليجيين والأوروبيين لضمان بقاء مضيق باب المندب مفتوحا أمام حركة الملاحة التجارية رغم ما يدور من تحركات عسكرية وقتال وحالة عدم الاستقرار التي يشهدها اليمن، كما تعهد بضمان إبقاء مضيق هرمز مفتوحا.

وشدد جيف راثكي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «كنا في مشاورات مع السعوديين خلال الأيام الماضية، ونتفهم القلق السعودي، وعندما وصلوا إلى قرار بالتحرك العسكري ساندنا قرارهم، ولا نزال نعتقد أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في اليمن، وأن المفاوضات هي أفضل سبيل». وساند عدد كبير من أعضاء الكونغرس الأميركي من الحزب الجمهوري الضربات التي تستهدف الحوثيين في اليمن، الذين تدعمهم إيران، وأشاروا إلى دور إيران في إثارة مخاطر الفوضى في اليمن، في ظل المفاوضات الحالية حول مصير البرنامج النووي الإيراني.

وفي بيان مشترك للسيناتور جون ماكين والسيناتور ليندسي غراهام أشارا إلى ضرورة مساندة االسعودية والشركاء العرب وهم يستعيدون النظام في اليمن الذي كان على شفا حرب أهلية، وهاجما غياب القيادة الأميركية في المنطقة. وقال البيان: «نتفهم الأسباب التي دفعت المملكة السعودية وغيرها من الشركاء العرب للقيام بتحرك عسكري لمواجهة الجماعات المتطرفة مثل (القاعدة) والمتشددين المدعومين من إيران ومنعهم من اتخاذ ملاذ آمن لهم على الحدود السعودية اليمنية، وتظهر الحملة غياب القيادة الأميركية في المنطقة». وهاجم البيان ما أعلنه الرئيس أوباما في السابق من أن اليمن نموذج لنجاح سياسات إدارته في مكافحة الإرهاب. وأشار ماكين وغراهام إلى أن «استشهاد أوباما باليمن نموذج نجاح قد تحول الآن إلى نموذج صراع طائفي وحرب بالوكالة الإقليمية، وهذا أمر غريب ومضلل وحالة مساوية للقيادة من الخلف».

وفي الأمم المتحدة، أشار فرحان الحاج المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن الحملة العسكرية ضد الحوثيين جاءت بناء على طلب من الرئيس الشرعي لليمن هادي، مشيرا إلى قرار مجلس الأمن الصادر في 22 مارس (آذار) الحالي الذي أكد مساندة المجلس لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي. وأوضح أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحدث تليفونيا مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حول التحركات العسكرية، مشددا على أن الأمم المتحدة ستتواصل مع جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة حول نتائج التحركات للوصول إلى الهدف الأمثل وهو العودة إلى طاولة التفاوض.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة في بيان جميع الأطراف بعدم اتخاذ أي تحركات تؤدي إلى تقويض سلامة ووحدة أراضي اليمن، وشدد على ضرورة العودة للمفاوضات ومساندة العملية الانتقالية باعتبار المفاوضات هي الخيار الأمثل لحل الأزمة في اليمن. ويبحث الأمين العام للأمم المتحدة الأزمة اليمنية في اجتماعات القمة العربية، كما سيلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأشارت 3 دول من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن (هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) إلى مساندتها العلنية لحملة «عاصفة الحزم» فيما أبدت كل من روسيا والصين قلقها إزاء الوضع المتدهور في اليمن، ودعتا إلى سرعة حل النزاع اليمني عن طريق الحوار والتفاوض.

وعبرت كل من بريطانيا وفرنسا عن تأييدهما للتدخل العسكري السعودي في اليمن، وطالبا باتخاذ كل التدابير لحماية اليمن وردع العدوان الحوثي. وأكدتا أن مجلس الأمن أعلن أن الرئيس هادي هو الرئيس الشرعي لليمن. وقال المتحدث باسم الخارجية البريطانية: «الإجراءات الأخيرة للحوثيين والتوسع في تعز وعدن هي إشارة لاستخفافهم بالعملية السياسية، وأي إجراء يتخذ ينبغي أن يكون وفقا للقانون الدولي، وفي نهاية المطاف يجب أن يكون الحل سياسيا للأزمة، وتتعين على المجتمع الدولي مواصلة الدعم الدبلوماسي والإنساني لتحقيق الاستقرار وتجنب الحرب الأهلية، والانهيار الاقتصادي، وأزمة إنسانية أعمق في اليمن».

وفي اتصال بين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الإيراني حسن روحاني، قال كاميرون: «هناك حاجة لعملية سياسية تعيد الاستقرار، وذلك يتطلب عدم دعم الدول الأخرى للمتمردين الحوثيين، بل من خلال تشجيع جميع الأطراف في اليمن للعمل معا على العملية السياسية». وأوضح ناطق باسم رئاسة الوزراء البريطانية لـ«الشرق الأوسط» أن كاميرون وروحاني «بحثا أهمية عدم استغلال (القاعدة) لتدهور الوضع السياسي على الأرض، ورئيس الوزراء (بريطانيا) أوضح أن أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي من خلال دعم الرئيس هادي رئيسا شرعيا لليمن».

وأوضح الناطق باسم الحكومة البريطانية: «نحن نتحاور مع نظرائنا السعوديين حول الطريقة الأفضل لمساعدة عملياتهم».

من جانبها، أشارت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى أن العمل العسكري ليس حلا للأزمة في اليمن، وطالبت القوى الإقليمية بالتصرف بمسؤولية. وقالت موغيريني في بيان: «في هذه المرحلة الحرجة، فإن جميع الجهات الفاعلة الإقليمية ينبغي أن تتصرف بمسؤولية وبشكل بناء لخلق الظروف الملحة للعودة إلى طاولة المفاوضات». ووصفت فرنسا عملية «عاصفة الحزم» بأنها استجابة للطلب الشرعي للسلطات اليمنية، وأوضحت مساندتها لشركائها الإقليميين حتى يستعيد اليمن استقراره.

وقالت مصادر فرنسية رسمية لـ«الشرق الأوسط» إن السعودية «حليف استراتيجي» لفرنسا، وإنها «جاهزة» لدراسة أي طلب للمساعدة يمكن أن تقدمه الرياض في الحملة العسكرية التي بدأتها ضد الحوثيين في اليمن. وأضافت هذه المصادر أن البيان الذي صدر عن وزارة الخارجية «يمثل دعم باريس السياسي» للعملية العسكرية التي ترى أنها «أصبحت ضرورية ولا غنى عنها» من أجل المحافظة على «فرصة ما للعودة إلى طاولة الحوار وإعادة إنتاج شروط التوصل إلى حل سياسي» للأزمة. وكشفت هذه المصادر أن «الخارجية الفرنسية أرسلت سفيرها إلى عدن أواسط الأسبوع الماضي للقاء الرئيس هادي في عدن وللتعبير عن دعم فرنسا له وتشجيعه على الاستمرار في المقاومة والتمسك بالشرعية وهو (الموقف الثابت) لفرنسا منذ اندلاع الأزمة».

في المقابل، أعربت موسكو عن قلقها إزاء الوضع في اليمن ودعت جميع الأطراف لوقف استخدام القوة. وقال بيان للسلطات الروسية: «روسيا تعتقد أن التوصل إلى تسوية سلمية لا بد أن يتم من خلال حوار وطني واسع، وتتواصل روسيا مع جميع الأطراف في الأزمة اليمنية بما في ذلك الأمم المتحدة لإيجاد الحلول السلمية لإنهاء الصراع المسلح في اليمن».

وحثت الصين جميع الأطراف على التصرف بما يتفق مع القرارات التي أصدرها مجلس الأمن حول اليمن وتؤدي إلى حل الأزمة عن طريق الحوار واستعادة الاستقرار الداخلي في اليمن في أقرب وقت ممكن.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً