العدد 4588 - الإثنين 30 مارس 2015م الموافق 09 جمادى الآخرة 1436هـ

لا واسطة عند التنظيم

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

استضافة حدث عالمي على أرض البحرين بحجم مباراة المنتخبين الكولومبي والوطني تحتاج بلا شك إلى استعدادات من نوع خاص، تنسجم مع مثل هذا الحدث ومع الحضور الجماهيري الكبير المتوقع، وكذلك مع الجنون الذي حفلت به المدرجات.

في المباريات العالمية التي هي محط أنظار العالم وليس البلد أو الإقليم، لا بد أن يكون تنظيمها بأسلوب عالمي؛ لأنها تعكس الواجهة الحضارية للبلاد.

ما حدث في تلك المباراة كان مأساة تنظيمية بكل ما للكلمة من معنى؛ فحالة الفوضى والضياع ونزول الجماهير إلى أرضية الملعب حتى قبل أن تبدأ المباراة، في منظر غريب لم نشاهده قط، ليستكمل المشهد بنزول جماعي بعد نهاية اللقاء؛ ما أدى إلى إلغاء المنتخب الكولومبي المؤتمر الصحافي ومحاصرة لاعبي الفريق داخل غرفة تبديل الملابس!

هل يعقل أن تحدث كل هذه الفوضى وكل هذه التجاوزات! إذ اختلط الحابل بالنابل، وضاع رجال الأمن بعد أن احتاروا في كيفية صد الهجمات المتتالية للجماهير من المدرجات.

البحرين ليست المرة الأولى التي تستضيف فيها أحداثا عالمية كبرى، ولكنها المرة الأولى التي نشاهد فيها مثل هذا الهرج والمرج والانفلات، إذ إننا في كل عام وعلى مدار أكثر من 10 سنوات نستضيف سباقات الفورمولا 1 العالمية، وسط حضور جماهيري يفوق بكثير الحضور في استاد البحرين الوطني عند مواجهة كولومبيا، ولم يسبق أن حدث أي خرق تنظيمي، بل ان الحلبة حازت على جائزة أفضل تنظيم في سباقات الفورمولا 1 في العالم.

في الفورمولا 1 لا مكان للمجاملات أو الواسطات، فالتنظيم دقيق بما لا يسمح لأي تجاوز مهما صغر، كما أن نظام الفورمولا 1 الرقابي يطبق على الجميع دون استثناءات، وفي حضور قادة دول ورجال سياسة وكبار المسئولين في البلاد.

الكل يعلم موقعه تماما وحدود تحركه المسموح له، وسط إجراءات تفتيش مستمرة وبطريقة سلسة وآلية في بعض الأحيان، حتى وجبات الطعام تنظم بطريقة دقيقة ومحكمة تمنع أي نوع من الفوضى.

كبار سائقي الفورمولا 1 والأساطير منهم حضروا إلى البلاد، ولم يواجهوا أي مشكلة قط في التعامل مع الجماهير، بل لم نشاهد يوما ولو جزءا بسيطا من الانفلات الذي شاهدناه في استاد البحرين الوطني.

لا مجال للصدفة في تنظيم الفورمولا 1 الذي يشرف عليها فريق عمل دولي ومحلي يتكامل مع بعضه بعضا، فكل الأمور محسوبة بدقة، أما العملية التنظيمية لاستضافة المنتخب الكولومبي تركت كلها للصدفة، فلا توقعات مسبقة، ولا معرفة دقيقة بطريقة دخول وخروج الجماهير، ولا مرافق متكاملة صحية أو خدمية، وإنما فوضى عارمة اتفق عليها معظم المتابعين.

في الملاعب العالمية نشاهد بشكل قريب كيف تدخل وتخرج الجماهير بسلاسة كاملة وبما يفوق 4 أضعاف عدد الجماهير التي حضرت لقاء منتخبنا الوطني ضد المنتخب الكولومبي، حتى أن المدرجات تكون خالية حتى ما قبل نصف ساعة من اللقاء، ثم تمتلئ في غضون دقائق لسهولة الحركة والتنقل داخل الملعب.

هناك لا تجد حاجزا بين الجماهير واللاعبين ولا يتجاوز أحد، وهنا كل الحواجز ورجال الأمن والمنظمين لم يفلحوا في صد الجماهير عن اقتحام الملعب جماعيا وليس فرديا فقط!

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4588 - الإثنين 30 مارس 2015م الموافق 09 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً