العدد 4599 - الجمعة 10 أبريل 2015م الموافق 20 جمادى الآخرة 1436هـ

باكستان الحائرة في مواقفها

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

عدد من الأخبار المهمة يوم أمس كانت لها علاقة بباكستان، فقد صوّت برلمانها لصالح عدم الانضمام لعمليات «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين في اليمن، وأقر البرلمان مشروع قانون يدعو جميع الأطراف إلى حل سلمي وسط «تدهور الوضع الأمني والإنساني في اليمن وتداعيات ذلك على السلام والاستقرار في المنطقة». وقال مشروع القانون الباكستاني إن البرلمان «يود أن تلتزم باكستان بالحياد في الصراع في اليمن حتى تتمكن من لعب دور دبلوماسي وقائي لإنهاء الأزمة». وفي الوقت ذاته عبّر عن «دعمه الكامل للمملكة العربية السعودية ويؤكد أن في حالة انتهاك سلامة أراضيها أو وجود أي تهديد للحرمين الشريفين فإنّ باكستان ستقف كتفاً بكتف مع السعودية وشعبها». الحكومة الباكستانية لم تعلن موقفها النهائي ولكنها ستكون في مشكلة لو خالفت البرلمان.

على الجانب الآخر، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد نشر تغريدة على حسابه في «تويتر» يوم أمس شكر فيها رئيس وزراء باكستان نواز شريف على مساعدة 11 مواطناً هندياً على العودة بسلام من اليمن. وبعد ذلك مباشرة نقلت وكالات الأنباء خبر إطلاق السلطات الباكستانية سراح المشتبه بكونه العقل المدبر وراء هجمات مومبي في العام 2008 والتي قام خلالها عشرة رجال باكستانيين باقتحام مبان في المدينة الهندية، الأمر الذي أدى إلى مقتل 164 شخصاً.

في الوقت ذاته، نقلت وسائل الإعلام خبراً مفاده أن الصين أضافت قسماً آخر من خط أنابيب لمد الغاز الإيراني إلى باكستان ضمن خطة صينية أكبر لخلق ممرات تجارية تمتد في كل الاتجاهات من حدودها. وكان هذا المشروع معلقاً بسبب المقاطعة المفروضة على إيران، ولكن بعد توقيع الاتفاق الإطاري حول الملف النووي فإنّ المشروع بدأ يتحرك مرة أخرى. وبينما يمتنع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن زيارة باكستان، فإنّ إسلام آباد حالياً تستعد لزيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من هذا الشهر.

كل ذلك يحدث في وقت يتم ترويج شائعات بأنّ باكستان ستوزع القنابل النووية لديها لمن يتودّد إليها حالياً. لكنّ هذه الشائعات ليست لها علاقة بالواقع. فباكستان وبعد تجريب قدراتها النووية في نهاية التسعينات من القرن الماضي (ضمن منافستها مع الهند)، أقنعت العالم بأنّ التقنية النووية العسكرية لديها آمنة في مكان محدود، وأنها ستحترم معايير حظر الانتشار النووي العالمية، وذلك ضمن مسعاها للحصول على التقنية النووية السلمية وتشغيلها في إنتاج الكهرباء، إذ إنّ مستقبل الطاقة في باكستان خطير جداً، فهي تحتاج إلى العديد من المحطات النووية، وتحتاج إلى الغاز لتلبية احتياجات الطاقة خلال العقدين المقبلين. وفي حال خرقت أيّاً من تعهداتها الدولية تجاه ما تمتلكه من قدرات نووية فإنّ الحصار الاقتصادي ينتظرها، وهي غير مستعدة لذلك، ولا يمكن لأيّة مساعدات - مهما بلغت - أن تعوّض باكستان عن ما ستخسره.

الملاحظ أن الحكومة الباكستانية حائرة في مواقفها، وهي تفضل التقليل من تصريحاتها وتعليقاتها حول هذا الموضوع أو ذاك؛ لأنها في ورطة بين ما هو مأمول منها من جوانب متناقضة، وبين واقع حالها وهي تنظر إلى ما يدور من حولها، وإلى الفرص المستقبلية التي تود الاستثمار فيها.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4599 - الجمعة 10 أبريل 2015م الموافق 20 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 6:39 ص

      باكستان ليست حائرة بل خائفة من الفتنة الداخلية 1340

      الأمة العربية والإسلامية لم تعرف الفتنة إلا بعد 79

    • زائر 19 | 4:59 ص

      بصراحة

      لو ان الشعوب العربية فسحو لها المجال للتصويت على تلك العاصفة اعتقد بأن التصويت لصالح الشعب اليمني بالاصلاح والحوار , واليوم الشعوب العربي ممنوعة من الانتقاد او وضع صور للضحايا وتمنع الانتقاد إلا لايران وحزب الله وسوريا مسموح

    • زائر 18 | 4:39 ص

      الراس مالية وتبعاتها

      ما الدول غير مؤسسات مالية ربحية كبيرة, ولذلك كثر فيها الفساد, فالعاملون فيها ...............
      و ما باكستان سوى شركة تبحث عن استثمار ناجح بين حروب المؤسسات المالية
      الله يجيرنا من اللي جاي يا زلمة

    • زائر 17 | 3:48 ص

      التواجد العسكري في باب المندب يسبب قلقا و توترا .... ام محمود

      من أيام المدرسة كنا نسمع في مادة التاريخ والجغرافيا بأن باب المندب هوالممر الحيوي والاستراتيجي الذي يعتمد عليه سكان دول الخليج في التجارة و في تبادل البضائع و الموارد الغذائية المهمه وغيرها من والى العالم الخارجي ووجودأي توتر يؤدي الى غلقه فان الحصار الذي عانت منه دولا كثيرة س نعانيه بسبب الحروب الجديدة والتي من الممكن ان تتعقد أكثر لأن الانسان البريء والبسيط هو من سقط في آلة الحرب العنيفة الدول الكبرى امريكا واسرائيل هي المستفيده بالدرجه الاولى كما سمعته من أحد المداخلات في البرلمان الباكستاني

    • زائر 15 | 3:37 ص

      باكستان تخاف من تداعيات الحرب ... ام محمود

      كل حرب كانت صغيرة او كبيرة فان تداعياتها تكون بحجم الزلزال المدمر اليوم باكستان تنأى بالمشاركة في العاصفة لأنها تعلم ان ذلك سيضر بلدها و اصلا هي تعاني من مشاكل مع الارهابيين و جرائم القتل و نتذكر مجزرة المدرسة عندهم من عدة أشهر .. العدو أوقع مصر و سوريا في خطر التدمير و القتل الممنهج من خلال تنظيم ارهابي دولي يتكون من 62 دولة و ما يحدث في حمص و حلب و مخيم اليرموك ينبأ بمعركة دمشق القادمة و التي ستكون كالصاعقة و هم يتقدمون في الاراضي العراقية و في الرمادي و الانبار و معركة الموصل ستكون صعبة جدا

    • زائر 13 | 3:30 ص

      لقد اتضحت الصورة و انكشفت الأوراق ...... ام محمود

      لقد كان الهدف الرئيسي ل الأعداء جر ايران في حرب اقليمية كبيرة كما فعلوا من قبل في الحرب الايرانية العراقية التي استمرت ل 8 سنوات و كان عدد الضحايا من ايران أكثر من مليون شهيد و حاولوا ذلك مجددا من خلال الحرب على الجنوب اللبناني وحزب الله في 2006 و في حرب غزة 1 و 2
      بالاضافة للحرب الاعلامية و ترويج الاكاذيب من اجل خلق كراهية و عداء لايران ومحاولة اظهار توجهاتها بانها لاحتلال دول

    • زائر 12 | 3:20 ص

      تعير من دولنا

      كلمة وأخرى تم معايرتهم بافضالنا عليهم من ناحية الدعم الاقتصادي وغيرهاهم عندنا مواطنين هم عندنا واقصد عموم دول مجلس التعاون الخليجي مشاركين في الأجهزة الأمنية والحربية ففضونا معايرتهم فاافضلهم علينا كبير

    • زائر 11 | 3:19 ص

      الذي لا يعرفه المتشمتين

      ان قرار البرلمان البكستاني غير ملزم للحكومة البكستانيه بل صيغة البيان الصادر من البرلمان البكستاني كان يحث على الحياد لاكنه لا يلزمها با شيئ ومن المتوقع ان الحكومه البكستانيه سوف يكون لها راي مغاير لذالك قال العسيري ان الحكومة البكستانيه لم تعلن قرارها بعد في اشارة ان الحكومة سوف يكون لها راي مغايرا للبرلمان ونتوقع هذا وباكستان لن تتخلى عن السعودية

    • زائر 10 | 2:29 ص

      باكستان وغيرها تقف حائرة من الوقوف من هذه الفتنة 0918

      باكستان انكوت من تفجيرات الطائفية

    • زائر 9 | 2:22 ص

      دليل قاطع..

      امتلاك باكستان للطاقة النووية وبالتحديد ترسانه نووية، لم يغنيها ولم يحل مشاكلها الداخلية بدايةً مع الإرهاب وصولاً الى المستوى المعيشي المتدني جداً جداً.
      ليس غريباً ان تكون حائرة في مواقفها .

    • زائر 8 | 1:43 ص

      مصائب قوم

      مقالك يا استاذ سيحرم الكثير من اخوانا الباكستانيين من وجبة غداء موعودة ولن يغير من تعامل المواطنين معهم....

    • زائر 16 زائر 8 | 3:41 ص

      لاتوجد طيبة ومواقف إنسانية في السياسة

      لمن يشكر البرلمان الباكستاني على مواقفه البطولية يالحبيب ترى هذا البرلمان موقف البرلمان ليس حبا في اليمن او موقف انساني إنما هي موازنة المكاسب والخسائر ليس الا.

    • زائر 7 | 1:27 ص

      ربما يعود التردّد للاسباب التالية

      1-ربما طمعا في زيادة العطاء
      2-او ربما خوفا من انشقاق في الجيش الباكستاني بعد الانتقاء في طائفة المراد ارسالهم
      وربما امور اخرى

    • زائر 6 | 1:19 ص

      مستحيه

      قالها المتحدث الرسمي لتحالف شاركت والا ما شاركت البركه في الموجودين الي خلو إيران علي الخط

    • زائر 5 | 1:00 ص

      تصريح القرقوش يقول لهم بمنة اعطيناكم وسندنا اقتصادكم وتتخلون عنا في الوقت العصيب

      ترى الحرب مو نزهه انا معي او ضدي فانت عدوي محزن بل مخزي مانراه وياريت العمر قصر ولا شفنا مايدور والان التحشيد وصل لأئمة المساجد واما ان تكون معي او انت خائن ان لم تقف مع المخطط حرام وحرام حتى ينقطع النفس مايجري

    • زائر 4 | 12:56 ص

      شراء ذمم

      شراء الذمم اصبح سوقه رائجا وهذة هي المشكلة وقول الحق لا مكان له الا السجن

    • زائر 3 | 12:28 ص

      حينما نقول انه ليس

      الشعوب ...............واغيرهم كثير والا ما معنى اطلاق سراح ارهابي باكستاني قتل اكثر من 164 انسان برئ ؟ و ما معنى الا تخبر امريكا حكومة باكستان بعملية بن لادين التي نفذتها امريكا ؟ من المؤكد ان باكستان وشرطتها كانت ستهربه .

    • زائر 2 | 11:37 م

      شكرا

      الف شكر للبرلمان الباكستاني علي موقفهم البطولي والانساني المتمثل في الوقوف في موقف الحياد وبذل المسعي الدبلوماسي لحل القضيه اليمنيه ...

    • زائر 1 | 10:39 م

      صح

      وانا اقرئ المقال احسست بصعوبه الموقف وقمت اقرئ حرفا حرفا
      الله اساعدكم يا باكستان
      لقد وقعتم بين نارين

اقرأ ايضاً