العدد 4599 - الجمعة 10 أبريل 2015م الموافق 20 جمادى الآخرة 1436هـ

حسرات البحريني... «غير شكل»!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

حتى حين نتحسر كمواطنين، نجد من يحرمنا حتى من التحسر وينكل بنا حين نتحسر ويتهمنا و(يشحولنا) ويأخذنا يمنةً ويسرة لأننا تحسرنا! دعنا نتحسر من باب التنفيس يا أخي! فالحسرة المقصودة هنا ليست رفضاً لما قسمه الله لنا، ولكن هي رديف لما نحلم به مثل غيرنا.

حينما نتحسر/ نحلم بأن نحظى بالزيادات والأجور التي يحصل عليها أشقاؤنا في دول مجلس التعاون... نتشحول! وحينما نتحسر/ نحلم بالامتيازات والبدلات الاجتماعية التي يحصل عليها الأشقاء لهم ولأبنائهم... أيضاً (نتشحول)!

نتحسر حين يأتي الخبر كالصاعقة: «علاوة الغلاء قد تتوقف! آه واويلاه..»! ونحلم بأن يكبر الراتب الصغير ويكبر ويكبر ويصبح الجيب به منتفخاً من جهة، وخدودنا منتفخة من جهة أخرى لشدة البهجة والسعادة والسرور!

حينما نتحسر/ نحلم بأن يكون لنا كما لأشقائنا من خدمات إسكانية واجتماعية وتعليمية وتسهيلات... أيضاً (نتشحول)! ثم ماذا بعد؟

هل تعلمون من الذي يحرم المواطن من أن يتحسر/ يحلم؟ هو ذلك الذي يؤمن بمقولة «احمدوا ربكم»، ومن لفّ لفه، فبالنسبة له المقارنة بين المواطن البحريني وأشقائه من المواطنين الخليجيين هي مقارنة غير عادلة، بل علينا وعليه أن نقبل بالمقارنة بين البحريني وبين المواطن في زيمبابوي أو غينيا أو بنغلاديش!

ولا ننكر بالطبع أن هناك الكثير من الجهود لتحسين مستوى معيشة المواطن البحريني، لكنها يا جماعة تأخذ أمداً بعيداً مرتبطاً بالعديد من العراقيل كأسعار النفط ومحدودية الموارد المالية وغيرها، فيما نجد في المقابل ديوان الرقابة المالية والإدارية يضج سنوياً بـ (شحولة) ملايين الدنانير التي يمكن أن تصرف على مشاريع التنمية والتطوير وتحسين المعيشة، بدلاً من أن تأخذ طريقها في مسار عبث العابثين بالمال العام وأهل الفساد.

المرهم أو المخدر من قبيل: «الحكومة لن تقصر. الحكومة تسعى دائماً لتحسين مستوى معيشة المواطنين. الحكومة تدرس الكثير من البرامج. هناك تصورات لدى الحكومة لزيادة الرواتب، والحكومة.. والحكومة والحكومة.. وستبقى الحكومة هي الهدف الذي يجب أن يشفي غليلنا، وهي التي يتوجب عليها أن تسمعنا المزيد والمزيد مما نحب ونرضى». أليست هذه العبارات ذات طابع متكرر مسموع حتى من جانب ممثلي الشعب، النواب، منذ العام 2002 حتى اليوم؟

لنصدق مع بعضنا ولنجري مسحاً وطنياً لمعرفة مدى رضا المواطن البحريني عن خطط وبرامج تحسين معيشته؟ هذا إذا استطاع الكلام دون أن (يتشحول) أيضاً!

ما نحبه ونرضاه هو أن نعيش كما يعيش الأشقاء في دول مجلس التعاون. هناك، تنقل الصحف ووسائل الإعلام وكذلك المواقع الإلكترونية، قرارات الزيادات بستين وسبعين وثمانين وتسعين ومئة في المئة، فتفوح من رؤوسنا «دخاخين» لا مثيل لها. لا في زيادة الخمسة عشر في المئة، ولا في غيرها التي لم تصل إلى مستوى الطموح وهي قليلة عموماً.

من سوء الحظ أن التحوّلات المشابهة حولنا في منطقة الخليج متسارعة بصورة أكبر، وإذا ما تجاوزنا جانب اختلاف الإمكانيات والموارد المالية وما إلى ذلك، فإننا لا نستطيع تجاوز موجة الغلاء التي تطحن أولنا وآخرنا في دوران لا يتوقف! وإذا كنا لا ننظر إلى موضوع زيادة الأجور على أنه مطلب لمواجهة غول الغلاء وارتفاع الأسعار وصعوبة تحقيق الحلم في الحصول على مسكن مناسب، فما الذي سينظر إليه المواطن؟

ومن سوء الحظ، أننا لا ننفك ننظر إلى قرارات الزيادات في الأجور التي تصدر في دول الخليج، ونجد أنفسنا «نلطم» ألماً وحسرة، ويجد البعض منا فرصته السانحة للبكاء الحار، ولكننا في كل الحالات سنبقى متطلعين إلى ما يمكن أن يبعث في قلوبنا السرور. ولابد أن يكون لدينا مخططون استراتيجيون يعرفون جيداً ماذا يعني وضع خطط فعالة لتنمية المستوى المعيشي، ليس بالطبع كتلك التي لا تخرج من حدود (مانشيتات الصحف)، بل كتلك التي ينتفخ لها الجيب و... الخدود.

ممن يأتي التقصير؟ طرحت مراراً أن ممثلي الحكومة وممثلي الشعب كلهم مقصرون، لأنه لا يوجد هناك توافق على ما يبدو للتعامل مع مسألة تحسين الأجور على أنها مسألة مرتبطة بالحياة اليومية ولقمة العيش وليست مرتبطة بالرفاهية. وإذا كانت الصحف تمتلئ بالمقالات والأعمدة والكتابات من الصحافيين والقراء أيضاً، فإن ذلك لا يمكن أن يعطي انطباعاً حول صعوبة الوضع، بل صعوبته وحقيقة شدته تظهر من خلال تغطية التزامات آخر الشهر المالية والتي تجعل رب الأسرة في وضعية الفنان عبدالحسين عبدالرضا في مسلسل «درب الزلق»: «أووول يا حسين يا بن عائول.. أبييييها»... شفتون شلون حسرات البحريني غير شكل؟

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 4599 - الجمعة 10 أبريل 2015م الموافق 20 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 6:46 ص

      رد على زائر6

      انت الحين اتكلم عن ايران انت تدري عن ايران عشان تتكلم رحت ايران وسويت احصائيات عن ايران كلما احد تكلم عن الظلم الي يجرى فى البحرين نط واحد مثلك وقال ايران يا اخى الكاتب تكلم عن البحرين ويش ادخل ايران بلمو ضوع انصحك ان تغسل الاحقاد الي فى قلبك ولاتقرا كثير كلام الكذابين الماجورين اتطلع واعرف الحقيقة قاتل الله الجهل

    • زائر 7 | 6:39 ص

      الحق

      هم يتنعمون ويه الاجانب بالملايين واموجدين على الشعب لمنتف قولوا الحمدالله ويبون الناس ماتخرج الى الشارع وتحرق الشوارع ويبونهم اسكتون على الظلم اعطوهم حقهم وهم مابيخرجون الى الشوارع صراحة ما فى شعب اتحمل الظلم مثل البحرينى المشتكى لله وقاتل الله الجهل

    • زائر 6 | 5:25 ص

      يعني المواطن الإيراني عايش خوش خوش

      وليشت ما يبت طاري ايران والا المواطن الايراني الفغير عايش خوش عيشة؟ شفيكم انتو ماتشوفون شعب ايران شلون عايش؟ احنه في البحرين الحكومة انعمت علينا بيوت ورواتب واراظي وكل شي بلاش بدون رسوم بدون أي شي..............

    • زائر 5 | 4:52 ص

      ..

      على أي حال، نعم.. حين يتحسر المواطن البحريني يا أستاذ سعيد فهو واقعًا لا يحظى بما يحظى به المقربون من الحكومة: مسئولون..مشايخ..كتاب..صحافيون..إعلاميون.. طبعاً من البحرين وخارجها لأن مهمتهم تلميع الحكومة على الفاضي.. المواطن المسكين يسكنه الخوف من الاعتراض حتى لا يتم اتهامه بأنه ضد النظام... واذا طالب واعترض فهو في الأصل في خانة التخوين..على الحكومة أن تقرأ الأوضاع الداخلية والاقليمية جيداً والا فالمخاطر عليها كبيرة ولتترك تصريحات الصحف والإعلام واستخدام التمييز والطائفية.

    • زائر 4 | 4:39 ص

      الخونة والشرفاء 2

      هذه المعادلة غير العادلة، الخونة والشرفاء، لم تأتي من فراغ.. بل هي أساساً ابتكار حكومي دقيق جدًا وملهم بالنسبة للموالاة ومن يحمل فكر أن المطالبة بالحقوق تعني الانتساب للخط الإيراني الفارسي...................... وما إلى ذلك.. كل تلك التسميات هي ...........................المشتغلون عليه يحققو مكاسب مالية واعطيات وهبات محدودة فيهم ، لكن الشريحة الأعظم من المواطنين التابعين والمصفقين لهم يعيشون ظروفًا صعبة ولا يستطعيون الاعتراض.

    • زائر 3 | 4:36 ص

      الخونة والشرفاء 1

      كأستاذ إعلام ممارس لسنين، أعتقد أن الكثير من التصريحات الإعلامية والبهرجات الصحفية أثرت كثيرًا في نفسية المواطن البحريني الذي لا يرى شيئًا على أرض الواقع من تلك التصريحات فيما ...............يزدادون غناءً فئويًا.
      الشعب البحريني منقسم إلى قسمين: قسم معارض بشدة ويذهب إلى مطلب الحكومة المنتخبة، وهو خائن، وقسم يريد بقاء الحكومة بكل ............... وهؤلاء هم الشرفاء.

    • Shubat | 1:57 ص

      !!

      عندما نطالب بتحسين أوضاع الناس ليس بسبب لأن أوضاع الجيران أفضل من أهل البحرين بل لأن هناك توزيع غير عادل للثروة، فالمقارنة غير واقعية وغير مجدية أصلاً فكل بلد يكرهم مواطنيه حسب قدرتها المتوفرة سواء كان الجيران أفضل مننا أو أسوأ ، وفي كل الأحوال منح المواطنين حقوقهم لا يعني أن يكون البلد رعوياً نأخذ بلا مقابل فكل حسب يمنح حسب مجهوده وليس لكونه مواطن فقط

    • زائر 9 Shubat | 1:41 م

      shubat ماذا تقول يا عزيزي..

      من خلال فهي للمقال، فهو من صبغة المقالات التهكمية الساخرة، يعني موب لازم نطرح مقارنة واقعية أم غير واقعية في إطار الحديث عن بلد يملك خيرات كثيرة تذهب في الفساد والعبث بالمال العام.. من وجهة نظري فإن الحقوق المقصودة هنا ليست بلا مقابل، بل هناك ظواهر كثيرة تؤثر على معيشة المواطن، حتى عندما تجاوز سعر النفط 110 قبل سنوات لم ينعكس ذلك على معيشة المواطن، مع الشكر لك وللكاتب.
      أم نواف

    • زائر 1 | 12:40 ص

      مواطن اثنينه سلندر.

      انا بكوني مواطن أثنينه سلندر ما عدت اعتقد إني في يوم من الايام راح اصبح مواطن ثمانيه سلندر

اقرأ ايضاً