العدد 4609 - الإثنين 20 أبريل 2015م الموافق 01 رجب 1436هـ

الأمن والتنمية والديمقراطية... وإلا فالمآسي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في تصريح له يوم أمس، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: «إن البحر الأبيض المتوسط يتحوَّل بسرعة إلى بحر من البؤس لآلاف المهاجرين». والواقع هو أن تهريب المهاجرين أصبح تجارة رائجة، ففي العام الماضي نشرت صحيفة «صنداي تايمز» تقريراً عن الليبيين الذين يقومون بتهريب مهاجرين غير شرعيين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا، مشيرة إلى أن نقل المهاجرين من ليبيا يكلف نحو 700 دولار للشخص الواحد. وأشار التقرير إلى أن أعداد المهاجرين من ليبيا الذين وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية سجلت أرقاماً قياسية خلال 2014، حيث تمكن أكثر من 60 ألف لاجئ من سورية وإريتريا ومالي من إتمام رحلتهم عبر المتوسط. ونقلت الصحيفة عن أحدهم قوله إن «البعض يمتهن التهريب لأشهر قليلة أو عامين، حتى يتسنى له أن يفتح متجراً أو نشاطاً تجارياً خاصاً به».

هذه التجارة في البشر ليست سوى نتيجة لانهيار الأوضاع في العديد من المناطق، وليبيا أصبحت أحد أهم المراكز الرئيسية للإتجار بالبشر، وذلك بعد انهيار نظامها السياسي وانتشار الفوضى والإرهاب بسبب تفكك النخب وتضارب المصالح الدولية والإقليمية والمحلية. كارثة المهاجرين تضغط على الاتحاد الأوروبي، على رغم أنه كان قد التفت إليها في منتصف التسعينيات من القرن الماضي وأطلق حينها مبادرة «الشراكة الأورو-متوسطية»، أو ما سُمِّيَت في البداية بـ «عملية برشلونة»، والتي تكمل عمرها العشرين قريباً.

تلك المبادرة الأوروبية كانت تسعى إلى هيكلة علاقات الاتحاد الأوروبي مع الدول المطلة على جنوب البحر الأبيض المتوسط، بهدف تشجيع برامج التنمية، والحث (بصورة مخففة) على الديمقراطية، وحل النزاعات بما يحقق الأمن الإقليمي. وهذه الأهداف جميعها مهمة، ولكن أيٌّ منها يسبق الآخر؟ فهل التنمية تسبق الديمقراطية، وهل هذان يسبقان الأمن، أم العكس؟ وهل يمكن تشجيع التنمية من دون الديمقراطية؟ الشراكة الأورو-متوسطية نجحت في تنشيط برامج التنمية في تونس، مثلاً، ولكن الدكتاتورية كانت في ازدياد، وانتهى الأمر بإشعال فتيل ما سُمّيَ بـ «الربيع العربي» في مطلع 2011. بينما ركز الأوروبيون على الأمن مع القذافي وانتهى الأمر إلى فراغ بشع في ليبيا يتم ملؤه حالياً بالإرهاب والإتجار بالبشر.

في الواقع، إننا في كلِّ بلد، بحاجة إلى تحقيق الأهداف الثلاثة (الأمن والتنمية والديمقراطية) بصورة مترابطة ومن دون التضحية بأيٍّ منها. وهذه الأهداف يجب أن تعني أمن الجميع، والتنمية للجميع، وديمقراطية تشمل الجميع... وإلا فإنّ النتيجة هي ما نشاهده حالياً من مآسٍ في منطقتنا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4609 - الإثنين 20 أبريل 2015م الموافق 01 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 3:40 ص

      الامن والتنمية والديمقراطية جميع شعوب العالم تتطلع لتحقيقها 1025

      بس بالطرق السليمة وليس بالأصطفاف الطائفي البغيض الذي أغرق المنطقة بالتجارب والكراهية وإنشاء الله البحرين تتعافى من هذا المرض ويكمل العلاج بردم هذه المستنقعات جميعها ويزول التلوث الطاءفي إلى الابد

    • زائر 7 | 11:51 م

      انهيار الأنظمة السياسية القادم و أثره على تفكك الدول والسيادات و الشعوب .... ام محمود

      الكثير من الدول ستتأثر بشكل مباشر بسبب التفجر الحالي و ستخرج الامور عن السيطرة و هناك ارهاب غير مسبوق و محاربته استنزفت كل الطاقات و هناك شهداء يسقطون بشكل يومي و بأعداد كبيرة حتى بات الناس يؤمنون بان هناك لا منقذ للتدهور الحالي في الاوضاع الا بانتصار و منقذ سماوي يخلص الكون من النفق المظلم و القتل الدامي .. هناك انشقاق طائفي خطير و نلاحظه من خلال التعليقات في الوسط المسلمين يسبون في بعض و يغلطون و يتشمتون في بعضهم البعض و هذا دليل ضعف الايمان و الاسلام الضعيف

    • زائر 9 زائر 7 | 6:07 ص

      عاصفة الحزم ستقضي على الطائفية 1300

      هذه بداية انتصار الأمة العربية والإسلامية

    • زائر 5 | 10:28 م

      انهيار هيكل الدولة على الشعب

      النظام الليبي كان يدير هيكل دولة بدون تفاصيل حقيقية للدولة و سقط الهيكل و عمت الفوضى بفعل الحملة العسكرية للدول الغربية و دول عرببة و تركيا و ما يجري الآن من حالة استقطاب و حروب داخلية بايعاز اطراف من الخارج هو السيناريو المكتوب لحالة سوريا في حال سقوط نظام الاسد و طور ليكون فوضى في ظل وجود الاسد بعد ان عجز عن اسقاطه و استبدال الدكتاتورية بفوضى

    • زائر 4 | 10:27 م

      الدكتاتورية و الشرور في ازدياد ..والدول العربية تستغيث من هول مناظر الدم و التدمير و الابادات..... ام محمود

      الدول الكبرى اليوم قريبة من المواجهة العسكرية مع دول تم استهدافها لسنوات طويلة و عانت من الظلم و الحصار والتهميش و الحروب النفسية نرى هناك تركيزا على قتل الجنود و الضباط و ايضا العلماء هناك موجة مجنونة لقتل الانسان بوسائل بشعة في الصومال و أفغانستان ونيجيريا و التفجيرات في العراق و جرائم الذبح و سفك الدماء الهائل كل ذلك يجعلنا نستنتج ان الحال وصل لقمة الارهاب و التطرف و القتل و هذا سيجعل من دول معينة تنهض للحرب ولتعديل الاوضاع المأساوية وامريكا تدرك ذلك و انها لن تفلت من الضربات والدخول في معرك

    • زائر 2 | 10:16 م

      المنطقة على وشك الدخول في حرب عنيفة بسبب مخططات الأعداء .و بسبب الحرب الطائفية التي مفعولها كالقنبلة الذرية ..... ام محمود

      الأهداف الثلاثة الامن و التنمية و الديمقراطية لن تنفع في ظل المؤامرة لتدمير الدول و قتل الشعوب بأحدث الاسلحة التي اشتروها و بالغازات السامة المحرمة و بانتشار تنظيمات مرعبة مثل داعش و القاعدة وغيرها و بالغطاء الجوي هناك نزوح كبير من الأنبار حوالي 100 ألف عراقي قطعوا مسافة 100 كيلومترا سيرا على الاقدام للوصول الى بغداد في ظل معركة تحرير يتخوف منها الانتصار لاسباب كثيرة هناك معارك شرسة في سوريا بسبب توسع داعش و احتلاله مدن جديدة مثل ادلب الحرب الجديدة في منطقتنا ستكون هناك ضربات قاسية و تقسيم دول

    • زائر 1 | 10:05 م

      كوارث انسانية و مآسي المهاجرين بسبب اهمال الدول التي تطل على المتوسط في توفير سفن حديثة للنقل الآمن .. ام محمود

      أعلن الاتحاد الأوروبي عن عقد قمة استثنائية الخميس المقبل لبحث كيفية مواجهة مأساة المهاجرين عبر «البحر المتوسط» وذلك بعد سلسلة من كوارث الغرق التي خلفت مئات القتلى. ووقعت آخر هذه المآسي في جزيرة رودس اليونانية حيث غرق مركب أمس الإثنين ما أدى إلى مصرع ثلاثة مهاجرين غير شرعيين و انقاذ 93
      أسوأ كارثة كانت يوم الاحد حيث غرق 700 مهاجر و في عام 2014 غرق 500 مهاجر في مالطا عندما طلب منهم استخدام قارب صغير
      و السبب تركهم(رجال نساء و أطفال) للمجهول و للتجارة الرخيصة في استخدام سفن غير صالحة للسفر مع الامواج العميقة

اقرأ ايضاً