منح انخفاض أسعار الحديد الخام قبلة الحياة لعدد من أكبر مصانع الصلب في الصين لكنه في الوقت نفسه زاد من احتمال نمو الصادرات ما يؤجج الخلافات مع الاتحاد الأوروبي ودول أخرى من بينها الهند.
وفي حين ينكمش الطلب على الصلب محليا، تعاني الصناعة من مشكلة طاقة إضافية مزمنة، غير أن انخفاض أسعار الحديد الخام ساهم في تحقيق عدد من المصانع الكبرى أرباحا أفضل في 2014 مقارنة بالعام السابق بفضل صادرات قياسية.
لكن هذا الوضع لا يبشر بالخير لمنتجي الصلب في مناطق أخرى في العالم الذين كانوا يأملون باصلاحات جذرية في صناعة الصلب في الصين أكبر منتج للصلب في العالم.
وقال المحلل في «ام.إي.بي.اس للاستشارات» المتخصصة في قطاع الصلب ومقرها لندن جيريمي بلات «من الواضح أن (الخام الرخيص) شجع صناع الصلب الصينيين على مواصلة الانتاج لان مع انخفاض الكلفة وبسبب الطاقة الفائضة ثمة حافز قوي لمواصلة التصدير».
وارتفعت صادرات السبائك الصينية بنحو 50 في المئة في العام الماضي مسجلة مستوى قياسيا عند 94 مليون طن ولا تتوقع المؤسسات في قطاع الصلب في الغرب خفضا كبيرا للانتاج.
وتبين أحدث بيانات لأرباح قطاع الصلب في الصين أن 3 فقط من 18 مصنعا كبيرا لانتاج الصلب تكبدت خسائر في 2014 مقابل 5 قبل عام. وفي العام الماضي ارتفعت أرباح 6 من بين 13 مصنعا حقق أرباحا في 2013.
وارتفعت صادرات الصين 41 في المئة في الربع الأول من العام ما أثار قلق المنتجين المنافسين في مختلف أنحاء العالم.
ويوم الثلاثاء الماضي قالت شركة بوسكو الكورية الجنوبية هي سادس أكبر شركة منتجة للصلب في العالم إنها تتوقع تنامي الضغوط عليها بسبب الصادرات من الصين وروسيا ما قد يضر بالأسعار.
ويفرض الاتحاد الأوروبي رسوم مكافحة إغراق على بعض واردات الصلب من الصين وتايوان. كما أوصت وزارة التجارة في الهند بفرض رسوم مكافحة إغراق على الصين وماليزيا وكوريا الجنوبية على بعض واردات الصلب للاغراض الصناعية.
وتهدف الصين لخفض عدد مصانع الصلب بنسبة تتجاوز 40 في المئة لتقل عن 300 مصنع بحلول العام 2017، كما تخطط لأن يقتصر عدد عمالقة منتجي الصلب في البلاد على ما بين 3 و5 بحلول العام 2025. وكذلك تود أن يصل انتاج أكبر 10 مصانع إلى 60 في المئة من الاجمالي ارتفاعا من 37 في المئة من انتاج العام 2014 الذي بلغ 823 مليون طن.