العدد 4623 - الإثنين 04 مايو 2015م الموافق 15 رجب 1436هـ

حكومة الذين يعلمون!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ارتبطت الحكمة والمعرفة عند فلاسفة اليونان، وخصوصاً في الأخلاق والسياسة وعلوم الاجتماع، واستحوذت على الفكر اليوناني بشكل أثّر في تاريخ اليونان القديم، وهذا الفكر أكّد على أنه يجب وضع كل فرد في المكان الذي يتناسب مع قدراته ومؤهلاته، وأفلاطون يزيدنا كمّاً من المعرفة السياسية عندما يصف الحكومة الأفضل بأنها هي حكومة الذين يعلمون.

نعم، حكومة الذين يعلمون، فهو قدّر بأنّهم هم الذين يجب أن يتولّوا المناصب، ووفقاً للخبرة والكم المعرفي والحكمة، إذ الذي يعلم ليس بالضرورة هو ذاته الذي يعلم وهو حكيم في اتّخاذ القرار، بل نربط الحكمة بالعلم دائماً، لأنّها سيّدت المواقف، فلا تجعل المرء متسرّعاً ولا متغطرساً، بل هو متّزن يوازن أمور موظّفيه، ولديه القدرة في السيطرة على المواقف السلبية وتحويلها إلى مواقف إيجابية، من دون أن يخل بهذا الميزان.

لقد ترك وكيل التربية والتعليم للموارد البشرية الشيخ هشام بن عبدالعزيز آل خليفة منصبه، وهو من المسئولين الذين نصفهم بما وصفهم أفلاطون، بأنّه من الذين يعلمون، ويقدّرون المواقف، ولا يتسرّعون في اتّخاذ القرارات المصيرية، وأشهد للشيخ هشام لأنّي ابنة وزارة التربية والتعليم، بالمواقف العادلة والحكمة في شئون الموارد البشرية، واليوم فرغ المنصب وترجّل الشيخ هشام عنه، ولا ندري من الذي سيشغل المنصب، هل هو شخصية متسرّعة متوتّرة؟ أم أننا في صدد بزوغ شخص يوازي الشيخ هشام أو أفضل منه في المعرفة والحكمة، فوزارة التربية والتعليم تحتاج إلى رجالات مثل هشام آل خليفة، ولا تحتاج إلى من يشخصن القضايا ويبتعد عن المصلحة العامّة!

أهل العلم في الموارد البشرية وأهل الخبرة في المجال نفسه، يعطيهم الحق في الحصول على المنصب، فكلّما تأنّينا في اختيار الشخص المناسب، كلّما قلّ حجم المشكلات، وزاد الرضا لدى الموظّفين والمواطنين، ولن نتراجع إلى الوراء، بل سيتحسّن الوضع، ومن بعده سننعم بنوع من الاستقرار داخل هذه المؤسسة الكبيرة.

أقولها وأنا خارجة عن هذه المؤسسة بإذن الله، بأنّ التعليم والتربية وما يتفرّع تحتهما من موارد بشرية أو تعليم عام أو خاص أو ثانوي أو ابتدائي أو خدمات، يحتاج في نهاية المطاف إلى العقول النيّرة التي تحب الخير للوطن، وتفضّل المصلحة العامّة على المصلحة الشخصية، وتشجّع البحث العلمي الذي عن طريقه يرتقي المعلّم والعملية التعليمية، وتزيد من الدورات التدريبية التي عن طريقها تصقل المعلّم وتؤهّله من أجل الأجيال القادمة.

«الذين يعلمون» جملةٌ قالها أفلاطون في العهد القديم جداً، ونحن نتأمّلها في كل حين، على كل مسئول ابتعد عن العلم والحكمة من أجل المصلحة الخاصة، وتغطرس ونسى أهمّية علمه، ففي النهاية لا تتدهور المؤسسات الحكومية، إلاّ إذا تمّ وضع من لا يناسب المنصب الذي وُضع فيه!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4623 - الإثنين 04 مايو 2015م الموافق 15 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 2:20 م

      حال وزير التربية

      وزير التربية نقل ما لا يقل عن 24 موظفة ومدرسة من مدرسة البديع للبنات في قرار انفعالي بعد ان كشفوا للنائب حمد الدوسري الحال السيء الذي تعيشه المدرسة والنواقص الكثيرة بها. وبعد ان تحدث النائب عن ذلك في البرلمان. مشكلة وزير التربية انه لا يصدق ان هناك نواقص كثيرة في المدارس ولا يريد ان يتحدث احد عن ذلك ومن يفتح فمه يلجمه الوزير بحجر ويعاقبه بالنقل وربما الفصل .

    • زائر 12 | 7:50 ص

      واصلي

      نحو مزيد التألّق" ... لأنّها سيّدت المواقف ... "

    • زائر 11 | 6:37 ص

      شكلك ولا تدرين عن هالشخص

      المسئول عن مصيبه التوظيف الي قصفت الجامعيين ووصل عددهم بالآلاف وهو المسئول المباشر مع وزير التربية وهو المسئول عن توظيف المتطوعين وهو المسئول عن كادر المعلمين والامتحانات وكلها سياسة فساد ومحسوبية فاذا كان انصفك فهو لم ينصف غالبية وباقي الناس حاله كحال وزير التربية!

    • زائر 10 | 3:52 ص

      لمن يعطى المنصب؟

      السؤال الاكبر هو
      هل يمكن ان يعطى لبحراني؟
      أو
      هل يمكن اعطاء منصب الرئيس التنفيذي لطيران الخليج لبحراني؟

    • زائر 13 زائر 10 | 11:17 ص

      بابكو و البا

      رؤساء تنفيذيين سابقين لبابكو و البا و لمدد طويلة كانوا من البحارنة و هم أكفاء

    • زائر 9 | 3:17 ص

      روج ثان !!!

      " وأنا خارجة عن هذه المؤسسة بإذن الله " أقول كما قلتِ " ولا ندري من الذي سيشغل المنصب " !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

    • زائر 8 | 2:13 ص

      الان طائفية حزبية ولوكانت ليست بالعلن

      ظاهرية وطنية تحافظ على اللحمة الوطنية والمصلحة العامة للوطن والمواطن لكن باطنيا تراهم طائفيين.............. لا يحبون مصلحة الوطن وحزبيين والمقصد معروف .... البطالة عالية وخصوصا في المجال التربية ويتم استجلاب الأجانب في ظل ازمة خناقة في موارد الدولة والميزانية هل هؤلاء يحبون مصلحة الوطن بعيدا عن الطائفية انظر لها من باب ان الدولة تريد الاقتراض وانتم تفضلون الأجانب على المواطنين في التوظيف والمزايا طبعا هنا نضيف اليكم الصحة ومميزات الأطباء المستوردين وما خفيه كان اعظم

    • زائر 7 | 1:33 ص

      قصّة حقيقية بهاالكثير من العبر=وضع المتخصصين في البحرين

      حدث ابان الحرب الباردة ان قامت احدى الدول الكبرى باعطاء تعليمات لعميل لها يعمل في مكتب البريد المتعلّق بالتوظيف: كل الذي طلب من هذا العميل هو ان يقوم بتوزيع معاكس لرسائل طلب التوظيف، أي انه حين يستلم طلب توظيف من مهندس يبعث به الى طلبات الطب وكذلك بالنسبة لطلب الاطباء يبعث به الى الهندسة وهكذا دواليك في كل التخصصات. مما نتج عن ذلك انهيار بطيء في تلك الدولة وهذا جزء من الحرب الباردة.
      وكما هو حالنا في بلدنا قليل منا من يعمل وفق تخصصه

    • زائر 6 | 1:19 ص

      شطرنج

      صدقت فألان كل من يوضع في منصب بالمدارس يتسم بالغطرسة يحيك ويحبك ولا يوجد رقيب ما أقول الله يستر على الزمن الجاي لوزارة التربية ؟؟؟؟؟

    • زائر 5 | 12:37 ص

      ما كو داعي ..

      إلى الاستفادة من تجربة قديمة جدا ...افتحي الصحافة اليومية وسوف تلاحظين أن البعض يحصلون على مناصب نازلة من السموات العليا ومثل ما قيل في مسلسل درب الزلق " إذا ما رزك اخوك منهو راح يرزك"

    • زائر 4 | 10:50 م

      صحيح كلامك استاذة

      قال الصادق المصدوق اذا اسند الامر الي غير أهله فانتظرو الساعة

    • زائر 2 | 10:30 م

      معلومة

      كتاب أصول السياسة، للوزير الأعظم للحكم السلجوقي الحاجة نظام الملك فيه متطلبات لأصول الحكم اكثر من ما جاء به الفلاسفة اليونانيين قبل الميلاد. ستجدين فيه الكثير مما يستحق الكتابة عنه و زيادة المعرفة.

    • زائر 1 | 9:57 م

      ماقدر أعلق على مقالتج

      من الذين يعلمون
      والدليل
      هذا حالنااااا

اقرأ ايضاً