العدد 4666 - الثلثاء 16 يونيو 2015م الموافق 29 شعبان 1436هـ

نيمار «الحارس» الوحيد لما تبقى من «جوغو بونيتو»

اشتهرت البرازيل عبر تاريخها الكروي بتصدير نجوم كبار وعلى رأسهم بيليه، لكن «الجوهرة السوداء» لم يكن في أيامه النجم الوحيد في تشكيلة «سيليساو» وذلك خلافا لنيمار الذي يجد نفسه مضطرا لفعل كل شيء مع المنتخب الحالي المشارك في كوبا أميركا تشيلي 2015.

اثبت نيمار في المباراة الأولى لبلاده ضد البيرو أنه قادر على الارتقاء إلى مستوى المسئولية الملقاة على عاتقه كالنجم الكبير الأوحد في تشكيلة المدرب كارلوس دونغا، وذلك بتسجيله هدفا وتمريره كرة الهدف الثاني (2/1)، مانحا «سيليساو» فوزه الحادي عشر على التوالي منذ خروجه المذل من مونديال 2014 على أرضه بخسارته في نصف النهائي أمام ألمانيا 1/7 ثم على مباراة المركز الثالث أمام هولندا صفر/3.

لقد وصفته الصحافة التشيلية بعد مباراة البيرو بأنه لاعب من خارج هذا الكوكب بسبب الأداء الرائع الذي قدمه في مستهل مشواره بلاده في البطولة القارية.

ما هو مؤكد أن نيمار، القادم من موسم رائع مع فريقه برشلونة الاسباني، إذ توج مع الأخير بثلاثية الدوري والكأس المحليين ومسابقة دوري أبطال أوروبا، يعتبر «الحارس» الوحيد لما تبقى من ثقافة اللعب الجميل أو «جوغو بونيتو» الذي عرف به أبناء «اوريفردي» لكن ذلك قد يصب في مصلحته لأنه سيتمكن من إظهار موهبته الحقيقية خلافا لوضعه مع ناديه الكاتالوني، إذ يجد نفسه مضطرا لتشارك الأضواء مع الأرجنتيني ليونيل ميسي أو الاوروغوياني لويس سواريز واندريس انييستا.

«يجب الأخذ بعين الاعتبار أننا فقدنا 5 لاعبين كان مقررا مشاركتهم في البطولة»، هذا ما قاله دونغا في تبريره للأداء المتواضع الذي قدمه المنتخب أمام البيرو باستثناء نيمار الذي قدم لمحات فنية رائعة.

ويمكن تبرير موقف دونغا الذي يفتقد خدمات صانع ألعاب تشلسي الانجليزي اوسكار بسبب الإصابة التي حرمته أيضا من خدمات الظهيرين الهجوميين مارسيلو ودانيلو. وقد شدد بطل العالم للعام 1994 على أن الفوز الذي حققه منتخبه، ورغم غياب الجمالية البرازيلية التقليدية، جاء بفضل الأداء الجماعي لكي يخفف من وطأة اعتمادية «سيليساو» على نيمار وحسب.

«دونغا يمنحنا الكثير من حرية التحرك يسارا أو يمينا، لكنه يطلب منه دائما أن نساند الدفاع. الفريق يلعب بجماعية وبشكل مدمج»، هذا تفسير مهاجم فلوميننسي فريد لإستراتيجية دونغا الذي يعرف عنه تركيزه على النتيجة عوضا عن الأداء الجميل.

الإبداع البرازيلي في أدنى مستوياته هو انعكاس لشخصية دونغا اللاعب الذي كان يلعب دورا حاسما في وسط الملعب من اجل إبقاء الكرة بين أقدام لاعبي «سيليساو» الذي يعتمد بعد الدفاع على جرأة ومخاطرة بعض اللاعبين ومن أبرزهم نيمار. لكن الدفاع بحد ذاته لم يكن في قمة مستواه أمام البيرو وذلك باعتراف دونغا الذي يدرك أنه يقود فريقا يبحث عن الفوز وليس عن الاستعراض البرازيلي التقليدي، أما بالنسبة لقلب دفاع باريس سان جرمان الفرنسي ديفيد لويز فكان راضيا عما قدمه منتخب بلاده في مباراته الأولى: «المباراة لم تكن جيدة؟ حسنا، هذا رأيكم وليس رأيي»، هذا ما قاله لاعب تشلسي الانجليزي السابق الذي كان عرضة لانتقادات الصحافة البرازيلية بعد لقاء البيرو.

وستكون الفرصة سانحة أمام ديفيد لويز لتلميع صورته الأربعاء بمواجهة خايمس رودريغيز وراداميل فالكاو رفاقهما في منتخب كولومبيا الذي يملك قدرات ومؤهلات تخوله أن يكون صاحب الـ «جوغو بونيتو» في البطولة القارية لكنه عليه أن يلعب أيضا بواقعية أمام رجال دونغا بعد سقوطه في المباراة الأولى أمام فنزويلا صفر/1.

وستكون المواجهة المرتقبة في سانتياغو إعادة لمباراة الفريقين في الدور ربع النهائي من مونديال الصيف الماضي حين فازت البرازيل 2/1 لكنها خسرت جهود نيمار الذي أصيب في الثواني الأخيرة بكسر في الفقرة القطنية الثالثة في ظهره اثر تعرضه لضربة بالركبة من قبل المدافع خوان تسونيغا، ما حرمه من مواصلة المشوار مع البلد المضيف.

العدد 4666 - الثلثاء 16 يونيو 2015م الموافق 29 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً