العدد 4672 - الإثنين 22 يونيو 2015م الموافق 05 رمضان 1436هـ

أعلام في التسامح والسلام... معرض رسالة الإسلام من سلطنة عمان

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

تُعدّ المعارض اليوم من أهم وسائل الترويج والتسويق بمعناه الشامل، بما فيه التسويق للدول والحضارات، وكذا الترويج بمفهومه الإنساني الواسع الذي يتخطّى الجانب الاقتصادي البحت، إلى الترويج بمفهومه الجامع للقيم والمبادئ السامية.وقد تعدّدت المعارض العالمية الكبرى التي تستقطب معظم دول العالم، مثل معرض «أكسبو» الدولي. وفي هذا السياق يُعدّ معرض «رسالة الإسلام»، الذي تشرف عليه وزارة الأوقاف والشئون الدينية بسلطنة عمان واحداً من هذه المعارض التي غدت تقليداً دوريّاً يجوب العالم ليقدّم صورة سمحاء عن الإسلام ويجلو ما ران على هذا الدين من دَرَنٍ بسبب ما تأتيه بعض الجماعات الإرهابية من جهة وبعض السلوكيّات الفردية المحسوبة على الإسلام والمسلمين من جهة أخرى والدين منها براء. من هذا المنطلق انتقينا اليوم معرض «رسالة الإسلام في سلطنة عُمان»، والذي أقيمت نسخته الأخيرة في مايو/ أيار الماضي بعنوان «رسالة الإسلام في سلطنة عُمان: التسامح والتفاهم والتعايش» ليكون عَلَماً جديداً من سلسلة أعلام في التسامح والسلام نعرّف به وبأهدافه ونوصل صوته إلى من لم يسمع به ونذكّر بدوره الريادي لعلّ الذكرى تنفع القارئين.

تم إطلاق معرض «رسالة الإسلام» من قبل وزارة الأوقاف والشئون الدينية بسلطنة عمان العام 2010، وزار المعرض منذ إطلاقه أكثر من عشرين دولة وأكثر من ست وستين مدينة حول العالم حتى الآن، ويحمل بين جنباته وفي طيات أركانه رسالة الإسلام الخالدة في خدمة السلم العالمي، وتعزيز الإخاء الإنساني ويهدف إلى نشر مظلة هذه القيم بين شعوب العالم، وقد اكتسب المعرض قبولاً متنامياً في الأوساط العالمية، وتم التنسيق بشأنه مع عدد من المنظمات العالمية وأهمّها منظمة «اليونسكو»، والعديد من المراكز الدينية المهتمة بنشر القيم المعتدلة والدعوة إلى السلم والعيش المشترك بين الناس والثقافات والأديان.

وقد كانت محطّته الأخيرة، منذ شهر تقريباً، في «شركة تنمية نفط عمان» التي يوجد بها أكثر من سبعة آلاف موظف من أكثر من 60 جنسية مختلفة، وقد تمّ تنظيم المعرض في هذه الشركة لمزيد نشر ثقافة التسامح بين «سكان هذا العالم المصغّر» الذي تحويه الشركة من أجل أن يسودها الحب والاحترام المتبادل أكثر فأكثر، ومن أجل أن يعمّها التسامح وقبول الآخر لضمان أعلى درجات التفاهم والانسجام للارتقاء بالعمل والإنتاج داخل الشركة.

كما يأتي تنظيم هذا المعرض داخلياً للتأكيد على أنّ التسامح واحترام حقوق الإنسان مبدأ يهم الجميع، ولا يمكن التسويق له خارجيا والتغافل عنه داخليا، وهو ما يعني التكامل والإحاطة بالطيف الاجتماعيّ المتعدد في سلطنة عمان.

وليس التسامح غريباً عن المجتمع العماني، ولا التعايش وقبول الآخر بالأمر الجديد، بل كانت عمان ولا تزال عنواناً للتسامح ومن الدول الرائدة في التواصل الحضاريّ حمل تُجّارها، منذ القديم، إلى الهند والصين قيم الدين الإسلاميّ الحنيف والأخلاق والمبادئ الإنسانية السمحاء ما أكسبهم قبولاً لدى هذه المجتمعات والحضارات الإنسانيّة، ولا تزال الشخصيّة العمانية بوصفها بيئة حاضنة لقيم التسامح والتعايش والتآلف منذ سالف ماضيها التليد، وحتّى واقع حاضرها المشرق، مضربَ الأمثال بين أبناء الخليج والعرب عموماً في تسامحها وطيبتها.

إنّ معرض»رسالة الإسلام في سلطنة عُمان، والذي يدعو إلى التسامح والتفاهم والعيش المشترك يعدُّ بوّابة مشرعة لإيصال رسالة الإسلام النبيلة إلى مختلف شعوب العالم داخل السلطنة وخارجها؛ إذْ يحمل معرض رسالة الإسلام بين جنباته الدعوة إلى التسامح والتقارب والتفاهم والحوار بين مختلف شعوب العالم، ويسعى إلى تقديم صورة ناصعة لجوهر الدين الإسلامي الذي يحرص على المساواة بين البشر، وعلى الحياة وإعمار الأرض، وتحقيق الخير والسلام للبشرية جمعاء.

وفي زمن الصراعات المذهبية والدينية والقومية، كالتي نعيش في عالمنا العربي، تتأكد الحاجة إلى ثقافة التسامح والحوار، ومن ثمّة فإنّ هذا المعرض يُعتَبَرُ عَلَماً من أعلام التسامح والسلام وواحداً من المناشط الثقافية التي وجب الإشادة بها والتأكيد على أهميتها والنسج على منوالها بهدف نشر قيم التفاهم والحوار بين شعوب العالم والتركيز على المشترك الإنساني، ونبذ كل صور وأشكال التطرف والعنف والكراهية والدعوة إلى احترام المقدسات والأنبياء؛ «فلا يمكن الوقوف ضد نزعات القتل والإلغاء لدواعي دينية أو مذهبية أو قومية إلا بتعميق خيار التسامح والحوار في مجتمعاتنا العربية والإسلامية»، وذلك بإعادة بناء علاقتنا بعضنا ببعض مع مراعاة تعدديّتنا الدينية والمذهبية والقومية والعرقية، وذلك على أسس العدالة والمساواة التي يضمنها الدين الإسلاميّ،وعلى أساس تكافؤ الفرص واحترام حقوق الإنسان التي تضمنها المواثيق الدوليّة.

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 4672 - الإثنين 22 يونيو 2015م الموافق 05 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 1:39 ص

      هذا ما هو موجود فعلا

      التسامح واحترام حقوق الإنسان مبدأ يهم الجميع، ولا يمكن التسويق له خارجيا والتغافل عنه داخليا، وهو ما يعني التكامل والإحاطة بالطيف الاجتماعيّ المتعدد في سلطنة عمان.

    • زائر 3 | 6:41 ص

      يا رب يتحقق

      يحمل معرض رسالة الإسلام بين جنباته الدعوة إلى التسامح والتقارب والتفاهم والحوار بين مختلف شعوب العالم، ويسعى إلى تقديم صورة ناصعة لجوهر الدين الإسلامي الذي يحرص على المساواة بين البشر، وعلى الحياة وإعمار الأرض، وتحقيق الخير والسلام للبشرية جمعاء.

    • زائر 2 | 2:59 ص

      عمان بلد التسامح والعيش المشترك دون تمييز

      الله يحفظ السلطنة من كل سوء وهنيئا للعمانيين السلطان قابوس حفظه الله ورعاه

    • زائر 1 | 1:20 ص

      هذا أكيد... شكرا على المقال

      فلا يمكن الوقوف ضد نزعات القتل والإلغاء لدواعي دينية أو مذهبية أو قومية إلا بتعميق خيار التسامح والحوار في مجتمعاتنا العربية والإسلامية

اقرأ ايضاً