العدد 4696 - الخميس 16 يوليو 2015م الموافق 30 رمضان 1436هـ

نظرية «جون أدير» في القيادة Action-Centred Leadership

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يطرح المفكر الإداري «جون أدير»، نظرية «وظيفية»، يطلق عليها مسمى Action-Centred Leadership وهو نظرَ إلى أن كلَّ مهمة تحتاج إلى فريق، وأن شخصاً واحداً لا يمكنه تحقيق ذلك لوحده، وأنه إذا لم تتم الاستجابة لاحتياجات الفريق فسوف يعاني ولن يكون الأفراد - بصفتهم الشخصية - راضين عن العمل داخل الفريق. كما أن كلَّ فرد له احتياجات تعنيه دون غيره، ولذا يجب تلبية الاحتياجات الفردية وإلا فسيُعاني الفريق وسيضعف أمام واجبات أداء المهمة المطلوبة.

ولذا يرى أن القائد الفعّال يتوجب عليه تلبية احتياجات ثلاثة عناصر أو مجالات... فيتوجب عليه أولاً تلبية احتياجات «تنفيذ المهمة» Task Needs، وثانياً عليه تلبية احتياجات «صيانة فريق العمل» Group Needs، وثالثاً فإن عليه تلبية احتياجات كل عضو في فريق العمل Individual Needs.

ويوضح «جون أدير» أن فريق العمل الفعّال له أهداف واضحة ومشتركة بين جميع الأعضاء، وغالباً ما تكون المهمة هي التي تجمع أفراد الفريق معاً في المقام الأول. ولكن المهمة لن تتحقق إلا إذا كان كل أعضاء الفريق يعملون ككيان متماسك. غير أن الفريق يتكون من أفراد وكل فرد له احتياجاته وله دوافعه ويجب أن تراعى من أجل أن يستمر كعضو فعّال في الفريق.

ويرى «جون أدير» أن فريق العمل يحتاج إلى تعزيز مستمر لتماسكه للتأكد من أنه يعمل بكفاءة. كما أنه يجب مراعاة احتياجات الفرد المادية والنفسية، من أجل دفعه للإيمان بالهدف وضرورة الإنجاز، إذ إنه إذا لم تتم تلبية الاحتياجات الفردية تنخفض قيمته داخل فريق العمل ما يؤدي إلى إضعاف التماسك ويؤثر على إمكانية أداء المهمة.

من الواضح أن جون أدير لا يرى أن القيادة صفة ملازمة لمن يولدون وهم عظماء، وإنما هي تدريب وتفاعل وظيفي، ضمن ثلاث دوائر مجازية، وهي دائرة «تنفيذ المهمة»، ودائرة الحفاظ على فريق العمل وصيانة متطلباته، ودائرة تطوير كل فرد من أفراد الفريق. ويَعتبر أدير أن القادر على تحقيق ذلك هو القائد الفعّال والمميز الذي يستطيع الحصول على هذه المهارات القيادية عبر التدريب.

هذه النظرية تتحدث عن الحاجة إلى تحقيق التوازن بين احتياجات جميع العناصر على النحو التالي:

- يلزم تحديد وتقييم متطلبات المهمة.

- ضرورة التواصل مع وبين فريق العمل من أجل كسب التزامهم.

- التخطيط لتحقيق هذه المهمة مع فريق العمل.

- تحديد الموارد داخل فريق العمل وتحديد مسئولية الأفراد.

- رصد وتقييم التقدم من المجموعة بأكملها ومن الأفراد كلٌّ على حدة.

- أخذ الملاحظات وردود الفعل من أجل دعم فريق العمل والثناء على إنجازاته، وتشجيع الأفراد.

- استعراض الخطط، وإجراء التغييرات اللازمة، وذلك بمشاركة فريق العمل حتى يتم تحقيق المهمة.

أدير يؤكد على ضرورة تطوير الفريق باستمرار، ويرى إمكانية تحقيق ذلك من خلال الرعاية المستمرة لصيانة احتياجاته، وأن دور القائد في كل ذلك يكمن في توضيح الأهداف وتحفيز الفريق وتنمية قدرات كل عضو من أعضاء الفريق، وأن دليل نجاح القائد هو تحقيق المهمات المنوطة بفريق العمل ضمن قياسات الأداء المعتمدة داخل المؤسسة والتي يمكن من خلالها تحقيق الموقع التنافسي المستهدف.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4696 - الخميس 16 يوليو 2015م الموافق 30 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 8:48 ص

      اللبنة الأساس

      ينظر للمؤسسة على إنها "مجتمع" وإذا ما اعتبرنا إن فرق العمل هي الحجر الأساس واللبنة الأساس لهذا المجتمع فإن هذه النظرية هي في غاية الأهمية .. شكراً دكتور على هذا النفس الإداري الجميل في الكتابة

    • زائر 5 | 8:27 ص

      حال البحرين الي اريد ينتقد مصيره السجن

      بعض الشركات الأنتاجيه تضع رقم هاتف اتصال مجاني: حتى تبدي رايك في المنتج ويكون في صالح الشركه ويزيد من انتاجها وترضي الزبون ولا تعتبر هذا مسيئ,ولكن البعض لا يريد هذا الاسلوب و يعتبره كره الى الشركه ويكون بعد ذلك تدني الأنتاج .

    • زائر 4 | 8:26 ص

      كلام جميل ولكن اين نحن منها

      الدكتور ما شاء الله عليه لديه اطلاعات وقراءات جميلة وكتاباته تعكس ذلك، نتمنى من الاخوة في مواقع القيادة والاشراف العمل بهذه النظريات التي اارتقت العالم الصناعي الى اعلى عليين، بينما الدول النامية وخصوصا دول الخليج تتعلم النظريات ولكن الاولويات الشخصية او المحسوبيات تكون في المقام الاول لهذا لا نرى تقدما في مؤسساتنا الوطني

    • زائر 3 | 3:16 ص

      نعم حاليا تٌدرس

      نعم في اغلب المعاهد الان تٌدرس هذه النظريه لانها النظريه الوحيده التى اثبتت نتائجها الملموسه على المدى الطويل واغلب ما تدرس للافراد الذين يقودون فريق عمل في المحلات او المؤسسات التى من ورائها ربح مادي وبجهود الفريق وقائدهم

    • زائر 2 | 1:38 ص

      احم احم

      هدي الفكرة جيدة ؟ هدي يستخدمنه السياسيين لبناء واعادة بناء التحالفات وهدي ما اتكون اللا بعد وجود بنية تنظيمية ؟
      على العموم انت قود السفينة ؟ وابحث عن تحالفات ؟ اعتقد صناع القرار وحتى الاحزاب والجمعيات وانا شخصيا مرحب باي خطوة قد لا تكون مؤلوفة او مقبول او ممكن التحقق اليوم ؟ ولو اني ما احب العمل السياسي؟
      ولو اني اعرف المشكلة في البحرين انك ماراح اتحب اتكون فدائي لانك في النهاية تتعامل ويا بشر وتتاثر بسلوك بشر ؟ ومشكلة البحرين هي اقتصادية مئة بالمئة اكثر من كونه سياسية ؟

    • زائر 1 | 10:26 م

      من البر

      مشاء الله تبارك الله

اقرأ ايضاً