العدد 4731 - الخميس 20 أغسطس 2015م الموافق 06 ذي القعدة 1436هـ

الإرهاب حين لا يأتي من النافذة

غانم النجار ghanim.alnajjar [at] alwasatnews.com

كاتب كويتي

هل هناك فرق في التعامل مع إرهاب بأيد خارجية يدخل من النافذة وإرهاب يتم بأياد محلية مشرعة له الأبواب؟

عبر السنوات والكويت تتعرض لأعمال إرهابية متنوعة ومتعددة وبأحجام وأشكال مختلفة، إلا أن أغلب تلك الأفعال الإجرامية كانت تأتينا من الخارج، من النافذة، تمثل أعلاها في محاولة اغتيال سمو الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، وأكثرها دناءةً في تفجير المقاهي الشعبية التي راح ضحيتها ضمن من استشهدوا الرجل الطيب سليمان الشميمري، مدير إدارة المقاهي الشعبية، حيث وضعت القنبلة تحت الكرسي الذي كان يجلس عليه، إلى أكثرها فداحةً من حيث الحجم وعدد الشهداء في يونيو/ حزيران الماضي في مسجد الإمام الصادق (ع)، وغيرها، نسأل الله أن يحفظ بلادنا من عبث العابثين.

الإرهاب القادم من نافذة خارج الحدود معالجته تختلف عن التعامل مع الإرهاب المحلي القادم من الأبواب، عندما ينغمس فيه نفرٌ من أبناء الوطن، حينها تصبح الحاجة إلى المعالجة مختلفة والتعامل أكثر شمولية.

وبسبب ما يحدثه الفعل الإرهابي من صدمة آنية، فعادة ما يأخذ شكله ردود أفعال إما قانونية بتعديل التشريعات، والتي تجنح للتشدد وتتغاضى في أغلب الحالات عن اعتبارات حقوق الناس، وإما بتقوية الجهاز الأمني وتبرير انتهاكات قد تحدث بأنها ضرورية لحماية الأمن.

ردود الفعل على المستويين القانوني والأمني على أهميتها إلا أنها تقليدية، ليس فيها إبداع، فهي لا تتعامل بشمولية مع خطورة أن يكون في داخل نسيجك الاجتماعي إرهاب وإرهابيون.

التعامل مع الإرهاب المحلي، الذي يأتي من الأبواب، بحاجة إلى جدية أكبر وأوسع وأشمل، حيث يجب أن يكون مجتمعياً يشارك فيه الجميع، فمن كبح جماح خطاب الكراهية، وتعزيز العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، والتقليل من التفاوت الاجتماعي، وعدم الخلط بين دعاة العنف وبين منتقدي السلطة سلمياً وتقييد الحريات، والتعامل الواضح في السياسة الخارجية مع أي طرف يثبت أن له يداً في إثارة النعرات الداخلية، والحرص على سياسة إعلامية أكثر شفافية، وتعزيز ثقافة قبول الآخر، من خلال أدوات ومؤسسات التوجيه الاجتماعي والتربوي.

فلكي تقضي على الإرهاب المحلي عليك أن تقضي على كل الأسباب التي تجعل من المجتمع أو فئات داخله حواضن اجتماعية للإرهاب، سواءً كان محلياً كامل الدسم أو نصفه محلي ونصفه خارجي.

إقرأ أيضا لـ "غانم النجار"

العدد 4731 - الخميس 20 أغسطس 2015م الموافق 06 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:49 ص

      احم احم

      داعش انتهت وانا ابارك للمستضعفين الانتصار على داعش لكن هذا يزيد من فرص ان يقوموا باعمال ارهابية ليقولوا اننا هنا موجودون فقط ؟
      موضوع الارهاب انتها

اقرأ ايضاً