العدد 4733 - السبت 22 أغسطس 2015م الموافق 08 ذي القعدة 1436هـ

أيضاً أُحبّكم!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

على رغم الطعنات التي قد تُصيبنا من قبل بعض النّاس الذين نكن لهم الحب والاحترام، وعلى رغم قساوة العلاقة التي تحوّلت بين ليلة وضحاها من دفء وحب إلى كراهية وغضب، لا تنسوا تلك الأيام الجميلة التي جمعتكم، وإن ذهبت العلاقة فالمشاعر لا تذهب.

نعم، تتغيّر المشاعر، ولكن يظل الحب، نعم الحب ليس بذاك القدر الكبير الذي كان يغمر قلوبنا، ولكن الحب هو نفسه الذي يجعلنا لا نحقد ولا نكره، ولذلك نقول لمن تأذّى من أحدهم وهو قريب جداً منه: لا تتوقّف عن حبّهم ولو أنت بعيد عنهم. نعم اتّخذ موقفاً، فالمواقف قد تُربّي الآخرين، وتجعلهم يعون خطأهم، ويبقى هذا الشعور الجميل في القلب، لا تزيله الطعنات ولا أيادي الغدر.

تذكّروا يوماً «العِشرة» التي كانت بينكم، فبعد انقطاع العلاقة لا تبقى إلاّ الذكريات المخزونة داخل قلوبكم، وكلّما اشتقتم إلى من تحبّون، افتحوا صندوق الذكريات، فستجدون صوراً وكلمات ومشاعر فيّاضة بينكم وبين من انقطعت العلاقة معهم، وتوجّهوا إلى المولى وادعوه بحفظهم وزيادة الخير لهم، وهذا أعظم الحب بعد انقطاع العلاقات.

للأسف بعد انقطاع العلاقات كثيرٌ منّا لا يتذكّر إلاّ المواقف الحزينة، التي تزيد من غضبنا وتؤثّر في نفسيّاتنا، ونقول لمن يتذكّر المواقف الحزينة ابتعد عنها، لأنّها تزيدك همّاً أنت لا تحتاج إليه في حياتك، وتؤثّر عليك سلباً. أنت لست ناقصاً من السلبيات التي حولك، فلو أحسست بالاشتياق لا تتذكّر إلا الخير لمن أحببتهم في يوم من الأيام.

قد تنقطع العلاقة بين صديق أو أخ أو ابن أو أب... إلخ، وقد لا ترجع أبداً، وأنت تعلم في قرارة نفسك أنّك لا تحتاج لهم ولو أنملة واحدة، ولكن تلك المشاعر التي لا تعرف كيف تصفها موجودة وحقيقية لأنها كانت صادقة وبنيّة طيّبة، وأنت لست بصدد إرجاع هذه العلاقة، ولست مطالباً بإرجاعها، ولكن تذكّر دائماً أنّ الخير يجلب الخير، والشر يجلب الشر، ولا تنسوا أنّ الدنيا تدور وتدور، والله يعزّ ويذّل، ويغيّر الأحوال، ومن ابتعد عنك في محنة فإنّك لا تريده في رخاء.

وقد ترجع العلاقات بعد انقطاع طويل في بعض الأحيان، سواءً من جانبك أو جانبه، أو تدخّل أحد الأحباب، ولكنّها لا ترجع كالسابق، ولا يمكن لها الرجوع كما كانت، فالصحن الذي انكسر وحاولنا تعديله ولصقه، تبقى فيه الشروخ ولا تذهب، وهذه الشروخ تجعلنا أقوياء، فالضربة التي لا تقتلك تقوّيك دائماً، والدنيا نمر بها ويتم امتحاننا فيها، امتحانات تلو الامتحانات، امتحانات صعبة، تُعطينا الخبرة، وتقدّم لنا أجمل ما في هذا الكون... تُقدّم لنا النضوج والتعقّل في الأمور.

أقول لمن يكرهني: «أيضاً أحبّكم، ولا أكرهكم»، جملة لو ردّدناها على أنفسنا لوجدنا السلام والطمأنينة الداخلية، التي لا يعرفها إلاّ أصحاب القلوب الراضية، التي لا تقبل بالكراهية أن تطرق بابها، فهل نحن على قدر هذه الجملة؟ وهل نستطيع قولها؟ نعلم أنّه من الصعب خروج هذه الجملة من أفواهنا إلى من يجرحنا، ولكنّها سهلة عندما نكون أقوياء حقّاً.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4733 - السبت 22 أغسطس 2015م الموافق 08 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 5:49 ص

      احم احم

      كلام جميل ؟ انا قبل ماحد قال ليي هذا الكلام ؟
      وقبل كم يوم كنت اتكلم ويا فلسطينية قلت ليه الفلسطينيين والعرب ما ايعرفون شنو ايحبون وشنو يكرهون ؟ يعني بلا مشاعر ؟

    • زائر 22 | 4:38 م

      من خلال كتاباتك أنت محبوبة لأصالتك

      انت أخت عزيزة أستاذة.. ولا تسوحشي في طريق الحق لقلة سالكيه.. كما يقول الإمام علي ع

    • زائر 20 | 6:36 ص

      الحب

      الحب هو الدواء لكل المشاكل والفتن التي ابتلى بها مجتمعنا الصغير حيث لا يوجد دواء أو علاج للازمات المعنوية المفرزة من قبل البعض في التمييز والاحتقان الطائفي سوى الحب الذي يعالج تلك المساؤى الدئية.

    • زائر 19 | 4:03 ص

      الله يعزش يابنت الشروقي الأصيله

      فيه بعض الناس حتى لو كانوا في يوم ما أعز النا س لدينا لكن في بعض الأحيان يصبح فراقهم أفضل لحياتنا وكل الذكريات الجميله ننساها فجأة لصدمة نتلقاها من هذا الصديق او الحبيب فأنا مثلاً كان لي صديق اقرب الي من روحي والآن لي خمس سنوات لم أتكلم معه حتى وجهه لم أعد انظر اليه عندما أراه بالصدفه انمسحت كل الأشياء الجميله من الذاكره بسبب كلام غير محسوب العواقب وجرحه الى الآن باقي.

    • زائر 18 | 3:43 ص

      نعم نعم

      ما اجوف له داعي هالكلام الحب والكره صفتين يتعلقون بالفلب والعقل الحب من الله والكرة من الفعل او صدمة في موقف واذا احد كرهك لازم في شي خلاه يكرهك مو بدون سبب

    • زائر 16 | 2:53 ص

      ظلمني القريب

      وظلم ذوي القربى اشد مضاضة = على النفس من وقع الحسام المصمم ...واتذكر بيتا اخر : قد كنت للبعداء اقرب منجد = واليوم ابعدهم عن القرباء

    • زائر 15 | 2:33 ص

      لو زين كل الناس نفسك

      سأضرب مثال هو قريب وليس ببعيد وهو يوضح أن بيننا بشر لهم فقط الكلمة والمضمون بعيد...
      "عندما خرج الشريف إبراهيم شريف من السجن خاطب الجميع ومن ضمن من خاطب هم من عذبوه وقال لهم : أنا سامحتكم .
      ولكن حينما تلقى من سامحهم إبراهيم شريف الرسالة إتصلوا إليه وأودعوه السجن مرة أخرى ربما لأنهم أحبوه لم يستطيعوا تحمل فراقه.

    • زائر 13 | 2:19 ص

      الأحرار

      أختي العزيزة
      أنت اخترت طريق الحرية والإنسانية وعشت في مجتمع يعج بالمحبة والتراحم
      ولكن الإعلام الرخيص أفسد قلوبهم ومسخ عقولهم وشحنوا بالكراهية
      فمن الطبيعي أن تصابي بسهامهم ورماحهم
      هؤلاء المخدوعون والمضللون سيأتي اليوم الذي عن آرائهم يتراجعون
      الباطل لا يدوم
      ونحن نحبك وإن اختلفنا معك في بعض الأمور

    • زائر 12 | 2:15 ص

      ولكن ياسيدتي الكريمة !!!

      وان كان التسامح صفة كريمة ، الا انه يكون ضعفا في بعض الأحوال ، واذا طعنك الصديق وانت غافل بل واستغل غفلتك او طيبتك فلا يمكن ان تنسى او تسامح لان هذا الصديق استغل التسامح وضربك لانتزاع مايريد منك بالقوة ،فالحذر ثم الحذر ان الجروح الكبيرة لا تندمل

    • زائر 11 | 2:02 ص

      نحبك اكثر

      جبل هذا الشعب على الحب والسلام وعندما دخلت السياسة وخبثها فرخت طائفية ومقت وخصومة .ولكن المواطن الاصلي عصي على احتراقه فينظل نحبك ونحبك اكثر

    • زائر 10 | 2:01 ص

      اخ يا مريم

      ( الكارهين ) وضعوا الكره في كل مفاصل الحياة ولم يقتصر كرههم على موضوع معين ، وللصراحة الكره السياسي وعدم الأتفاق على المطالب التي خرج من أجلها البعض قام الكارهون بأستثمارها على جميع مفاصل الحياة من عمل وارزاق وتعليم وبيع وشراء وبات الكره في كل شيء حتى وصل لعدم الرغبة في ان يروك موجودا تمشي على الأرض ، ولكن سوألي لك يا مريم شخصيا واتمنى ان تجيبي عليه ( ماذا عن الطبقة المثقفة وكرهها ) هل له مبرر؟؟ .

    • زائر 9 | 1:34 ص

      أكبر الخراب هو تدمير النفوس واشعال الفتن

      ان من اشعل الفتن بين فئات شعب البحرين قد ارتكب كبيرة من الكبائر العظمى التي حذّر الله منها.
      وبما ان في السياسة يجيز السياسيون لانفسهم استخدام كل الاسلحة لكن سلاح الفتنة والشقاق بين ابناء الوطن سوف تدمّر الوطن باكمله على مدى السنوات

    • زائر 8 | 1:13 ص

      صباح الخير

      صباح الكلمة الحلوة صباح الحب بلا حدود صباح الاماني والشوق الاصيل صباح يحتويه الكون لانك انتي فيه موجودة ... تحياتي

    • زائر 7 | 12:30 ص

      تستاهلين كل خير الله يعزش

      يعجز الكلام في ترحيبك فأنت ذخر هذا الوطن المحافظة على كل الشعب بلا استثناء وحقوق المواطنين اخوك في الله

    • زائر 6 | 12:06 ص

      الاختلاف

      لدينا مشكلة في فن الاختلاف ولم نتعلم التفريق بين الحب والكراهية والاختلاف فنحن اما نحب او نكره اما معانا او علينا اما من صوبنا او صوبهم هي ايضا أزمة حضارية وثقافية وقد تكوني في العلاء ومقال واحد قد يجعلك في الحضيض حنا كذا

    • زائر 21 زائر 6 | 6:42 ص

      علي حبكم

      كلامك يا ام عيسي عسل في عسل يا بنت الاجاويد يالحدية

    • زائر 2 | 10:40 م

      ايضا احبكم

      الكلمه يا بنت الشروقي والاجوديه واصلي كتاباتك بالقلم الذي تعودنا عليه وأكثر مواضيعك صراحة فواصلي من هذا القلم الطيب ولكن بعض المغرضين والحاقدين والذين لا يفرق بين موضوع وموضوع بما معني عقول قاصره الى اصحاب العقول القاصره اقرأ قبل ان تحكم على غيرك

    • زائر 5 زائر 2 | 11:31 م

      كلامك عسل يا حبيبي ولكن

      حبذا لو لم تكتب كلمتي المغرضين الحاقدين يكفيك فقط بالتنويه فيما كتبت دون ذكر هالكلمتين لعل العقل عندهم ينشط بذاكرة كلمة اسمها الحب والمحبة والاحترام والتقدير لك تحياتي وعفوا منك لتدخلي لا اقصد احراجك او التطفل عليك مسامحة حبيبي اعملوا جميعا هاشتاق سامحني حبيبي اقوى حب كلمة من الجميع وللجميع ستأتي ثمارها احبكم كل ابوكم اي كلكم

    • زائر 1 | 10:05 م

      أصيلة

      أصيلة يا استاذة
      مثل الذهب كلما زاد انصهاره .. زاد لمعانه
      الله يحفظك دخر لهذا البلد
      ولا يحرمنا من طلتك

    • زائر 3 زائر 1 | 10:45 م

      هذه عينة من جوهر اهل البحرين الطيبين

      موافق

اقرأ ايضاً