العدد 4743 - الثلثاء 01 سبتمبر 2015م الموافق 18 ذي القعدة 1436هـ

مجلس التنمية والمستشارون الاقتصاديون

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نحتاج وبشدّة إلى إعادة النظر في مجلس التنمية الاقتصادية، ليضم مستشارين اقتصاديين وطنيين من البحرين بمختلف توجهاتهم سواء من المعارضين لسياسة الحكومة الاقتصادية أو من الموالين، حتى نستطيع أن نعبر من خلال النفق المظلم الذي يلف مختلف دول العالم، فمجلس التنمية أو المستشارين الاقتصاديين الذي نطمح له، سيكون له دور كبير في رسم الاستراتيجية المستقبلية للوطن، ويضم حفنة من رجال الاقتصاد المتخصصين الذين سيسعون للنهوض باقتصاد البحرين، وهدفهم واحد ومحدّد في هذا المجال من دون نفاق ولا زيادة (خردة)! ولا تعيين من أجل التعيين وإعطاء المناصب للأصدقاء والأقارب وطبقة التجار، لبعض الوزارات والشركات التي لها علاقة بمجلس التنمية الاقتصادية، لاعتقادنا بأنهم على دراية وعلم بالاقتصاد الوطني ونموه.

الدول الصناعية والمتقدمة ليس لديها الوقت لسماع بعض الترّهات حول الترويج والحديث الزائف بأنّ دول الخليج هي أقوى اقتصاد في المنطقة، أو الذهاب إلى أبعد من ذلك بأننا أصبحنا قوّة نتحكّم في أوروبا والولايات المتّحدة الأميركية اقتصادياً وسياسياً، فأي حمق أكبر من هذا الحمق لمن يسوّق هذه الشائعات؟

إنّ اختيار المستشارين الاقتصاديين لا نريده أن يكون على مستوى المحاباة والمصالح والأصدقاء (فكلنا عيال قرية وكلن يعرف خيّة)، ولكننا نريده أن يكون على مستوى من الانتقاء، انتقاء النّخبة، الذين يستطيعون تجاوز الحلول الروتينية إلى الحلول المتميّزة التي تُنعش اقتصادنا وتقوّيه، ويا حبّذا لو قام مجلس إدارة التنمية الاقتصادية بتنظيم تنافس بين المستشارين لاختيار الأفضل من بينهم، ونعلم بأنّ هذا المجلس يستطيع القيام بذلك حرصاً على المصلحة العامّة.

لقد انضم الأستاذ بجامعة جورج واشنطن جاي شامبوج إلى مجلس المستشارين الاقتصاديين الأميركي، ليكتمل عقد فريق يقدّم تحليلات ونصائح بشأن الاقتصاد للرئيس الأميركي باراك أوباما، وأعلن البيت الأبيض يوم الأربعاء (26 أغسطس/ آب 2015) تعيين أوباما لشامبوج ليحل محل موريس أوبستفيلد الذي ينتقل للعمل في صندوق النقد الدولي.

هذه الأمّة الأميركية لا وقت لديها لتمجيد أسطورتها الاقتصادية، ولا وقت لديها لسماع بعض المتمصلحين الذين يمدحون أكثر ممّا ينصحون، وبالتّالي يعمل الرئيس وفق أجندات تغطّي احتياجات الدولة، واحتياج الدولة لشامبوج أصبح حالة ملحّة، فقام أوباما بوضعه في منصب يستحقّه هذا الرجل، فمتى سنستطيع الوصول إلى ما وصلوا إليه؟

تقوية اقتصادنا ليس بالمسألة السهلة كما يظنّها البعض، ولا بالتهريج والتفنّن باستعراض العضلات وإقامة المعارض والتفنن في إصدار عدد الشركات التي سجلت أو الاستثمارات التي جلبت، ولكن تقوية اقتصادنا يتم عبر أصول مهمّة وأوّلها الاختيار الصحيح للقائمين على مجلس التنمية من مستشارين اقتصاديين تعوّل عليهم الدولة قبل أن يعوّلوا عليها بالخيرات والامتيازات وجهاز تنفيذي قوي.

نعم، نُعطي هؤلاء المستشارين امتيازات، ولكن البديل هو ماذا سيقدّمون للدولة، هل سيقدّمون خططاً وهمية في ظل التدهور الاقتصادي؟ هل سيقدّمون خطّة استراتيجية متينة تعيننا على خفض الدين العام وتحسين المعيشة ورفع الاقتصاد؟ هل سيكونون نياماً أم في حالة تأهّب دائمة أم نراهم من خلال التصريحات الإعلامية؟

إن مجلس التنمية الاقتصادية بحاجة ماسة إلى مراجعة متكاملة لإنجازاته وإخفاقاته، حتى لا يصبح ضمن إطار أي مؤسسة حكومية، علماً بأن أكبر المشاريع الصناعية في البلاد كانت في السنوات الجميلة لمملكة البحرين في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي بلباس القطاع الخاص، ولنضرب مثلاً أحد الإخفاقات لمجلس التنمية من وجهة نظرنا، فشركة مطار البحرين ماذا قدمت بعد انفصالها عن شئون الطيران المدني، اللهم لم نرَ التغيير إلا في تحوّل الاسم، وكذلك الموظفين من وإلى، وكذلك الاستنزاف الكبير لموارد الدولة! وبعد هذا كلّه هل سنشهد تحوُّلاً مذهلاً في مجلس التنمية الاقتصادية؟ نتمنّى ذلك.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4743 - الثلثاء 01 سبتمبر 2015م الموافق 18 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 3:54 ص

      عقبات

      نريد أن يفهم الكل أن البحرين لابد أن يطير بجناحين وهما المكونان الاساسيان. وعلينا تقديم الكفاءة مهما كانت دينها وطائفتها التي يجب أن لا يكون لهم اعتبار..

    • زائر 4 | 3:09 ص

      مقال رائع

      المشكلة يتعبرون المناصب والوظائف كعكعة.. لو تصل للكفاءات لسارت البلد للأمام.. عندنا طلاب متفوقين نستطيع استثمار العقول.. لا أن نحرمهم من الدراسة ونحرمهم من رغباتهم من أجل الاستحواذ على كل الكعكعة.. بهم يمكن أن تكون البحرين بلد للسياحة العلاجية لا للعربدة.. ستكون منارة لطلاب العلم.. ستكون البحرين تصدر التكنلوجيا والمعرفة للعالم..
      ولكن نحرم مكون من الشعب لاسباب وظنون ووساوس شيطانية في أنفس مرضى ومعقدين

    • زائر 3 | 1:52 ص

      بلا مجيب

      يجب ويجب ويجب ولاكن اين المجيب اختي الفاضلة

    • زائر 2 | 1:17 ص

      الموضوع جدا مهم

      هل سنصل الي ما وصل اليه الغرب او شرق اسيا او الهند او تركيا

    • زائر 1 | 12:58 ص

      صدقتي المشكلة في الاختيار

      يجب ان يكون اختيار المدراء التنفيذين بناء على تقديم اكثر من واحد و من جهات مختلفة ليتم الاختيار بناء على الاكفاء وليس بناء على معرفة الوزير او الرئيس او او او
      اذا فعلا نريد الاصلاح التطور

اقرأ ايضاً