العدد 4745 - الخميس 03 سبتمبر 2015م الموافق 19 ذي القعدة 1436هـ

توقعات البيئة العالمية قراءة مطلوبة لبناء السلوك البشري والتنمية المستدامة

شبر إبراهيم الوداعي

باحث بحريني

توقعات البيئة العالمية تقرير منهجي يجري إعداده ضمن استراتيجية المشروع الدولي البيئي، ويدخل ضمن منظومة عمل برنامج الامم المتحدة للبيئة (UNEP) ويمثل في جوهره وبعد مضامينه قراءة مؤسسة ومطلوبة لبناء السلوك البشري وإنجاز أهداف التنمية المستدامة ويشارك في إعداد محاوره مجموعة من الخبراء والمختصين والباحثين في المجال البيئي إلى جانب العاملين والناشطين في حقول العمل البيئي من مختلف قطاعات العمل الحكومي والخاص والمجتمع المدني، ويجري في محددات فصوله وعناوينه الفرعية معالجة القضايا البيئية بالارتكاز على المنهج العلمي في دراسة الواقع البيئي وتشخيص الوقائع والأحداث والمخاطر المحيطة بمعالم النظام البيئي والأمن الصحي والبيئي للإنسان وتحديد المؤشرات الاستراتيجية والاتجاهات المنهجية في منظومة العمل التنفيذي لتغيير حالة البيئة وبناء السلوك البشري وإنجاز أهداف التنمية المستدامة.

ورش العمل العلمية المنهج الذي يعتمده برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) في توحيد الجهود العلمية للخبراء والمختصين والباحثين والعاملين والناشطين في حقول العمل البيئي لإعداد تقرير توقعات البيئة العالمية وتمر خطوات العمل لإعداد التقرير بمحطات مختلفة الاتجاهات والنشاطات العلمية لفرق العمل التي يجري تشكيلها وفق محددات القضايا البيئية، وتَعمد بالارتكاز على منهج الشمولية في تناول وتقصي وعرض وتشخيص الواقع البيئي في تنظيم ورش العمل وعقد الاجتماعات العلمية وتحديد المحاور والموجهات الرئيسة لإعداد التقرير، ومن أجل إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي تعمل فرق العمل العلمية المختلفة في جمع البيانات والحقائق بشأن واقع النظم البيئية المختلفة وقراءتها وتشخيص محددات المخارج العلمية للمعالجة والحل، ويرتكز الخبراء والمختصون والباحثون على منهج البحث العلمي في استقصاء الحقائق البيئية وتحديد عوامل بروز المشكلات البيئية وتحديد وتصنيف بُعدها الزماني والمكاني وفق المنهج التاريخي في قراءة الحقائق ومتغيرات الظروف البيئية، والعمل في سياق ذلك على تشخيص فوائد الرأسمال الايكيولوجي المعيشية والاقتصادية والثقافية والتراثية والروحية ومقوماته الإنسانية ضمن سياق المفهوم الشامل لفوائد الرأسمال الايكيولوجي في منظومة الأمن البيئي للمجتمع البشري.

العمل الدولي البيئي في سياق منظومة العمل لإعداد تقرير توقعات البيئة العالمية يأخذ بمنهج التخصيص وتقسيم مجموعات العمل وفق الاتجاهات المنهجية لمحاور التقرير والنظام المناطقي للأقاليم العالمية، ويمثل إقليم غرب آسيا أحد الأقاليم الرئيسية في محددات مفاصل التقرير، وفي إطار خطة العمل الموجهة لإعداد الفصل الخاص بمنطقة غرب آسيا في تقرير توقعات البيئة العالمية GEO-6، نظم برنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا في المملكة الأردنية في الفترة من 10-14 مايو/ أيار 2015 مؤتمر البرنامج الإقليمي لغرب آسيا عن شبكة المعلومات الاقليمية بمشاركة 53 مندوباً يمثلون دول منطقة غرب آسيا إلى جانب الشركاء الإقليميين (أكساد، أفد، AGEDI ،CEDARE IUCN ،ROPME)، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وخبراء GEO ومنظمات المجتمع المدني.

جدول أعمال المؤتمر شمل ثلاث اجتماعات رئيسية تمثلت في الاجتماع التشاوري بين ممثلي حكومات غرب آسيا وأصحاب المصلحة حول التقييم الإقليمي (GEO) وشبكات المعلومات البيئية والاجتماع التشاوري عن شبكة المعلومات البيئية بالمنطقة العربية وقضايا البيانات الإقليمية والاجتماع الاول لمعدي التقييم الخاص بـ (GEO6) وتصدر الحوارات والمعالجات في المؤتمر قضايا الحرب والسلام والأمن والبيئة وموارد المياه العذبة والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية والإدارة المتكاملة للنفايات والإدارة المتكاملة للمناطق البحرية والساحلية وتحسين نظم الإدارة البيئية، والتعاون الدولي الإقليمي وقضايا التصحر والطاقة وتغير المناخ والمدن المستدامة والنفايات غير التقليدية والاقتصاد الأخضر، والسياحة البيئية، والمحاسبة الخضراء، وتقييم رأس المال الطبيعي والاستغلال المفرط للثروة السمكية والزيادة المتصاعدة للنفايات المنزلية، كما جرى تشخيص أولويات القضايا البيئية والتوقعات البيئية والقضايا البيئية الناشئة والعديد من القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية ضمن أولويات الإدارة البيئية في منطقة غرب آسيا.

الحرب تمثل المعضلة والخطر الفعلي وأداة التدمير الاجتماعي والبيئي وأن قراءة الواقع البيئي في منطقة غرب آسيا ينبغي أن يرتكز في تشخيصه لواقع المشكلة البيئية بالعمل على دراسة حقائق محددات بيانات الآثار السلبية للحروب في المنطقة، إذا ما أدركنا حقيقة أن الحروب المتواترة الأهلية والإقليمية في المنطقة منذ سبعينيات القرن الماضي حتى المرحلة المعاصرة تركت آثاراً سلبية بيِّنة على معالم النظام البيئي والأمن الصحي والبيئي للمجتمع ومقومات النظام الاجتماعي، وتشير الحقائق والبيانات الرقمية إلى مستوى تلوث البيئة البحرية وتدهور التنوع الحيوي والتلوث الإشعاعي والكيميائي للتربة والمحيط البيئي للمنطقة التي شهدت عمليات عسكرية شاملة وتسبب ذلك في تدهور مناطق واسعة من الأراضي الزراعية والحياة الفطرية والتنوع البيولوجي في البيئات البرية والبحرية والتسبب أيضاً في انتشار الأمراض المزمنة والخطيرة إلى جانب التسبب في تهتك العلاقات بين الدول وتعطيل الجهود الوطنية للإدارة البيئية والعمل الإقليمي البيئي المشترك ما ترك أثره السلبي على جهود التعاون الإقليمي في تقييم الواقع البيئي والتصدي لظواهر التلوث البيئي المتصاعدة آثارها التدميرية على الأمن البيئي للمجتمع في غرب آسيا.

التقرير جهد علمي مهم ويشخص الحقائق ومؤشرات المعالجة والحل، بيد أن التقرير ليس له طابع الإلزام القانوني في التنفيذ على رغم أهميته الاستراتيجية كوثيقة مهمة في المشروع الدولي البيئي التوافقي والتي هي ملزمة من الناحية الأخلاقية، وتبقى الإرادة السياسية للدول وتفهمها بضرورة العمل بحسن نية في الامتثال بما يجري تشخيصه من مخارج ومناهج والتزامات، المؤشر الذي تنتظر منجزاته المجتمعات البشرية في تحسين الواقع البيئي.

إقرأ أيضا لـ "شبر إبراهيم الوداعي"

العدد 4745 - الخميس 03 سبتمبر 2015م الموافق 19 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً