العدد 4763 - الإثنين 21 سبتمبر 2015م الموافق 07 ذي الحجة 1436هـ

اليوم العالمي للسلام والقوى المهيمنة

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في العام 1981 أعلنت الأمم المتحدة وعبر قرار رقم 67/36 تعيين الاحتفال باليوم العالمي للسلام ليكون متزامناً مع موعد الجلسة الافتتاحية لدورة الجمعية العامة التي تعقد كل سنة في ثالث يوم ثلثاء من شهر سبتمبر/ أيلول، حيث احتفل بأول يوم للسلام في سبتمبر من العام 1982، وفي العام 2001 صوتت الجمعية العامة بالأمم المتحدة على القرار رقم 8282/55 والذي يعين تاريخ 21 سبتمبر من كل عام يوماً للامتناع عن العنف ووقف إطلاق النار في النزاعات المختلفة في العالم.

وقف العنف والحروب وسفك دماء الأبرياء هي أمنية تحلم بها جميع شعوب العالم المحبة للسلام بطبعها وفطرتها، فلا يوجد إنسان على وجه هذه الأرض مهما كانت نوازعه من الشر يرتضي أن تنتشر الحروب ليقتل فيها الآلاف ويشرد الملايين من دون ذنب أو جريرة اقترفوها.

هل يمكن لأي إنسان سوي أن يرضى بما يمر به عالمنا العربي من مآسٍ، وقتل على الهوية، وتفجيرات انتحارية لا تفرق بين شيخ وطفل وامرأة، وقصف عشوائي يطول المدن والقرى من طائرات وصواريخ تبرمج آليّاً لتهدم المدارس والمستشفيات ودور العبادة والمساكن الآمنة؟

ما الذي يستفيده أي «إنسان» مسيحي من قتل مسلم؟ وما الذي سيحصل عليه أي سني من قتل شيعي أو إزيدي أو كردي؟ لا أحد من القاتلين أو المقتولين سيستفيد من ذلك.

إذاً لماذا يستمر القتل إلى ما لا نهاية، ولماذا هنالك من يفرح لمصيبة الآخر؟ بل لماذا يشارك البعض في عمليات القتل سواء عن اقتناع شخصي كما المنتمين للحركات والمنظمات الإسلامية كـ «القاعدة» و «داعش» و «جبهة النصرة» و «بوكو حرام»، أو واجب رسمي يؤدونه بحكم انتمائهم للمؤسسة العسكرية؟

بالطبع هناك خداع عام وتشويه لحقائق ومسخ للعقل الإنساني يقوم به من تجرد من جميع القيم الإنسانية ولا يهمه إلا مصلحته الخاصة وما سيجنيه من هذه المصائب من ربح وأموال وقصور ينعم بها.

الواقع يكشف بكل وضوح أن النزاعات والحروب الدموية في العالم لا يمكن تجاوزها في الوقت الراهن، مادامت القوى الإمبريالية هي المسيطرة على مجرى الأحداث وهي من تشكل بحسب مصالحها الأجندات والمسار الذي تتخذه مختلف الدول للحفاظ على مصالحها.

قد يختلف البعض أو قد يتفق مع ما جاء في كتاب تم تأليفه قبل مئة عام من الآن يصف فيه قائد الثورة الاشتراكية في روسيا فلادمير إليتش لينين، تحت عنوان «الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية» وهو تحليل للفترة التاريخية التي تلت الحرب العالمية الأولى، حيث قامت الدول المنتصرة باستعمار العديد من دول العالم الثالث، لتتقاسم ثرواتها وأسواقها، حيث يرى «أن توسع رأس المال هو المسئول عن الحروب التي نشبت بين القوى الرأسمالية المتنافسة وأنها حروب لم يكن من الممكن تفاديها. وحين يكتمل اقتسام العالم بين القوى الاستعمارية، فإنه لا يبقى أمام هذه الأخيرة سوى التوسع بالاعتداء على دول رأسمالية أخرى وانتهاك ممتلكاتها».

لقد ظهر في العقد الأخير مفهوم الرأسمالية المتوحشة كسمة للعصر الذي نعيشه حاليّاً من حيث غياب القيم الإنسانية مقابل الربح والاستحواذ على مقدرات الشعوب من قبل الدول الكبرى والشركات العابرة للقارات وهي الوصف القابل تماماً للإمبريالية في وقتنا الحاضر.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4763 - الإثنين 21 سبتمبر 2015م الموافق 07 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 6:13 ص

      قتال المسلمين

      ذكرت القاعده وداعش واخري ولم تذكر حزب الله وعصاءب الحق وأحزاب حرس الإيراني في سوريا بس علشان تكون منصف ونصدق كلامك

    • زائر 4 زائر 3 | 8:41 ص

      داعش اخترقت الحدود

      الجغرافيه والدينيه والشرعيه والقيميه و و و و الخ من الشرور اما حزب الله فهو يدافع عن عروبتك واسلامك وفي بلده وفي مواجهة إسرائيل وعصائب الحق كذلك ولكن ثمانين جنسيه داعشيه تدافع عن من انتظر جوابك؟.

    • زائر 1 | 2:28 ص

      انها المصالح يا استاذي

      فكل يجر النار لقرصه ولو على حساب غيره اما نحن العرب فشغلونا بصراعتنا ليتفرغو لنهب ثروتنا وقد فعلو ذلك .

اقرأ ايضاً