العدد 4766 - الخميس 24 سبتمبر 2015م الموافق 10 ذي الحجة 1436هـ

هل «داعش» باقٍ ويتمدد؟

غانم النجار ghanim.alnajjar [at] alwasatnews.com

كاتب كويتي

اختار القائمون على «تنظيم الدولة» شعاراً له طابع دعائي، وهو «باقية وتتمدد» للرد على من يقولون إن التنظيم قد انحسر، وسينتهي إن عاجلاً أم آجلاً، ولتأكيد أنهم كتنظيم باقون وسيصلون إلى مبتغاهم المعلن، وهو إقامة دولة الخلافة التي اتضح لنا بعضٌ من ملامحها الواردة سلفاً في كتاب «إدارة التوحش».

من يقرأ «إدارة التوحش» يكتشف أنه خليط بين الواقع والتمني، وبين الحقيقة والخيال، رؤية بعضها معاصر وبعضها لا علاقة له بالتاريخ، ويدل على أن من كتب ذلك لم يكن شخصاً واحداً، بل أكثر من شخص، وأن المخطوطة تعرضت للمراجعة عدة مرات، وتلك سمة سائدة في أغلب الكتب العقائدية المسيسة.

ثلاثة أسباب تجعل «داعش» واقفاً حتى الآن، وهي قدرات ذاتية من عسكريين محترفين سابقين، وتدفق مستمر للمتطوعين، وحواضن اجتماعية في مناطق تعاني فراغاً سياسياً وانتهاكاً لحقوق البشر، وأخيراً حالة تشتت وتناقض في الغايات لخصومها، إلى درجة أن بعض من يعلن خصومته لـ«داعش» يقوم بدعمها على الأرض.

فخصوم «داعش» حتى هذه اللحظة لم يتفقوا على اسم له، سواء أكان ذلك باللغة العربية أم غيرها، فهو تارة «داعش» وتارة «تنظيم الدولة» وتارة «الدولة الإسلامية» وتارة «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وتارة أخرى «الدولة الإسلامية في العراق وسورية»، وربما أسماء أخرى، وإن أردتَّ شيئاً من الكوميديا العبثية فتابع فقط طريقة وسائل الإعلام في التعامل مع الاسم فقط.

بل نجد حتى الحكومة الأميركية من قمة رأسها إلى أخمص قدميها تعاني ارتباكاً في استخدام التسميات؛ فهي DAESH أو ISIS أو ISIL أو IS، فكيف يمكن محاربة مجموعة اسمها أصلاً غير متفق عليه؟ ذلك ليس إلا مؤشراً على كمّ التناقض بين الخصوم.

في الـ35 عاماً الأخيرة ظهر في أدبيات العلوم السياسية مصطلح «كيانات شبيهة بالدول»، وهي عندما تسيطر مجموعة مسلحة على رقعة جغرافية في بلدٍ ما متداخل جغرافيّاً، وتقيم سلطة لا تعترف بها المنظومة الدولية، ويوجد منها العشرات في الوقت الحاضر.

وقد اتضح أن أهم عنصر لبقاء مثل هذه التنظيمات هو وجود دعم إقليمي أو دولي، أو خلافات حادة بين دول الإقليم تجعل من المصلحة الإبقاء على تلك الكيانات، ويبدو أنه مازالت هناك أطراف إقليمية مستفيدة من وجود «ذلك الشيء» يضاف إليه وجود حواضن اجتماعية للتنظيم، وخصوصاً في بعض المناطق العراقية أكثر بكثير من سورية.

سينتهي ذلك الشيء ولن يتمدد حالما يستشعر الجميع أنه يمثل تهديداً حقيقيّاً لهم، لكن حتى اللحظة فإن «داعش» أو الدولة أو التنظيم يحقق مصالح لأطراف فاعلة إقليمية ودولية، وحتى تنتهي تلك المصالح المشتركة، وتتحول إلى تهديد حقيقي تستشعره الأطراف، فإن «ذلك الشيء» لن يبقى ولن يتمدد.

إقرأ أيضا لـ "غانم النجار"

العدد 4766 - الخميس 24 سبتمبر 2015م الموافق 10 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 5:36 ص

      احم احم

      داعش ماممكن تقدر اتاسس دولة ؟ هناك مناطق مو منضبطة وتشكل حواضن لبقايا نظام صدام وداعش ؟ وكان ممن الصعب على امريكا والحكومة العراقية ضبط هذي المناطق فاختاروا تسليط داعش عليهم ليحصلوا على ما كسبت ايديهم ؟
      من الناحية الميدانية داعش لا تواجه انما تقوم بعملية انتحارية او تفجير يربك الوضع وتنتظر المسعفين والقوات عند تطويقها للمكان وتهجم فتقتل الجنود وتعتقل المسعفين بتهمت انهم عملاء ؟
      داعش هل تبني شوارع ومرافق وتوفر كهرباء وماء وخدمات ؟ بالطبع لا فهي لاتملك ومحاصرة في شمال العراق ومنفلته في سوريا

    • زائر 1 | 3:06 ص

      دعاش تتمطط ولا تتمدد!

      تعتد داعش على حركه هنا وهناك لإثبات وجودها في باقي دول المنطقه المنكوبه بهذه العصابه ووجود الحواضن الفكريه سهل ذلك لكن وجود الفكر المضاد وإدراك حكومات تلك الدول ان هذه المجموعة لايمكن لها ان تسيس بمزاجيات تلك الحكومات صعب عمليه تهجينها .فتم اختراع الجيش البديل الذي فشل في اول هجوم ولم يبقى الا عدد الاصابع. اعتقد دلالات الضربه القاضيه لداعش قريبه بتنازل اردوغان المعلن وفرض الامر الواقع من حلفاء سوريا ليسدل الستار على اكبر مؤامرة .

    • زائر 3 زائر 1 | 6:01 ص

      بقايا داعش

      ذلك الفكر الضال والمضل سيبقى حتى يتيقن المجتمع الدولي بان الخطر أحدق به وعندها ستتغير المنطقه برمتها ومعهم هذا الغكر المكفر والإلغائي صاحب النفوذ على مدى أعوام.

اقرأ ايضاً