العدد 4771 - الثلثاء 29 سبتمبر 2015م الموافق 15 ذي الحجة 1436هـ

تنافس أميركي-صيني

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

واحدة من عدة مفاجآت خلال الأيام الماضية كانت التقارير التي تحدّثت عن دخول حاملة الطائرات الصينية (لياونينغ) إلى ميناء طرطوس السوري، مع قوة مرافقة لها تتضمن عدداً من سفن الصواريخ الموجهة. هذا التحرك ربما سيساند التواجد العسكري الروسي الذي حجز له موقع نفوذ معترف به دولياً، ولاسيما بعد لقاء الرئيسين الأميركي والروسي في نيويورك.

من الناحية العلنية، وكما تشير تقارير صحافية، فإنّ روسيا تقول إن من بين أهدافها القضاء على المقاتلين الشيشان في سورية، كما أن الصين تطرح أنها ستحارب مقاتلين من الأويغور الصينيين تدفقوا على سورية في الفترة الأخيرة.

الرئيس الصيني كان أيضاً في ضيافة الرئيس الأميركي، وتحدّثا عن قضايا سياسية واقتصادية؛ لأنهما يشرفان على أول وثاني اقتصاد في العالم على التوالي. ولكن التنافس الأميركي-الصيني بدأ يظهر وينمو في عدة مناطق في آن واحد.

هناك تقارير أيضاً تتحدّث عن رغبة الصين في الاتفاق مع جيبوتي لإقامة قاعدة عسكرية دائمة على الساحل الشرقي للقارة الإفريقية، هذا في الوقت الذي تتواجد فيه حالياً قاعدة بحرية أميركية كبيرة هناك، تستخدمها الولايات المتحدة كنقطة انطلاق رئيسية لعملياتها في المناطق القريبة.

جيبوتي كانت في السابق مستعمرة فرنسية، وفرنسا كانت تتقاسم النفوذ مع بريطانيا التي كانت تستعمر عدن، وكلٌّ من فرنسا وبريطانيا (قبل الحرب العالمية الثانية) كانتا تتحكمان في المنافذ العالمية الرئيسية، والمنطقة التي يلتقي فيها البحر الأحمر مع بحر العرب تُعتبَر من أهم المناطق الاستراتيجية. وعليه، فلا غرابة من سعي الصين لمنافسة أميركا في هذه المنطقة الحيوية؛ وذلك مع ازدياد قوة الصين على المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.

التنافس الأميركي-الصيني يتوسع من غرب المحيط الهادئ إلى المحيط الهندي والآن يمتدُّ إلى خليج عدن وسورية. الصين لها نفوذ كبير في السودان وجنوب السودان، وعدد من الدول الإفريقية، ولديها نظرة بعيدة المدى تضع في الاعتبار أن المرحلة الانتقالية الحالية منهكة لأطراف عديدة، ولكن في المحصلة فإنّ النمو الاقتصادي ومركزية النفوذ العالمي سينتقلان تدريجياً إلى شرق آسيا.

كلُّ هذا يوضح أهمية تنافس أكبر يجري حالياً بين أميركا والصين في بحر الصين الجنوبي، حيث تتواجد العديد من الجزر المتنازع عليها بين العديد من بلدان تلك المنطقة، بما في ذلك الصين، وهناك احتكاكات مستمرة، مثلاً بين الصين والفلبين. وعليه فإنّه يتردد حالياً احتمال إعادة إنشاء قاعدة للبحرية الأميركية في الفلبين، ربما في العام المقبل. يأتي هذا بعد أن كان البرلمان الفلبيني قد صوَّت قبل أكثر من عقدين (في 1992) على إغلاق واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأميركية خارج الولايات المتحدة، في خليج سوبيك، ولكن يبدو أن الفلبينيين قد يلغون ذلك القرار، في إطار التنافس المتصاعد بين الصين وأميركا. أما منطقتنا فهي ليست سوى ساحة، ربما عابرة، لتنافس من نوع آخر بين قوى كبرى.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4771 - الثلثاء 29 سبتمبر 2015م الموافق 15 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 2:05 ص

      فلتحيا الصين

      الموت لأمريكا

    • زائر 3 | 1:44 ص

      انتهى عصر القطب الواحد

      ونتمنى من وضع بيضه فس سلة الأمريكان ان يتكسر وهو بدء في التكسر على الجبهة السورية البطلة بداية النهاية للقطب الأوحد والشرطي المتنمر

    • زائر 2 | 1:34 ص

      نحن من خربنا بلداننا

      بسياساتنااللتي اقصينا فيها شعوبنا من المشاركه فاستفردت بقرارتنا الدول المستعمره لنا .

    • زائر 1 | 12:06 ص

      التنافس

      التنافس الشريف جيد

اقرأ ايضاً