العدد 4778 - الثلثاء 06 أكتوبر 2015م الموافق 22 ذي الحجة 1436هـ

تحديات عالمية كبيرة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

شهد العالم في نهاية 1991 تفكُّك الاتحاد السوفياتي إلى 15 بلداً منفصلاً، وهذا التفكُّك جاء بعد أحداث جسيمة خارجيَّة، تفاعلت مع الوضع الداخلي الذي كان عاجزاً عن إجراء الإصلاح الاقتصادي (بريسترويكا) والسياسي (غلاسنوست). قبل ذلك التفكُّك، كان جدار برلين قد انهار وتوحَّدت الألمانيَّتان، كما تمَّ تحرير الكويت بعد احتلال القوَّات العراقيَّة لمدة 7 أشهر، وبرزت معالم جديدة لما تصوَّر حينها الرئيس الأميركيُّ الأسبق جورج بوش الأب أنَّه «نظامٌ عالميٌّ جديدٌ». بعد انهيار الاتّحاد السوفياتي شهدت أوروبَّا صعود نجم الحركات القوميَّة المتطرّفة، التي ارتكبت جرائم ضدَّ الإنسانيَّة، وتسبّبت في مآسٍ كان العالمُ يعتقد أنَّه ودَّعها منذ زمن طويل، لكن في النّهاية انتصر الأنموذجُ الديمقراطيُّ الأوروبيُّ في معظم بلدان القارَّة الأُوروبيَّة، وازدادت جاذبيَّة الأنموذج الغربي الذي يحقّق الأمن والاستقرار والكرامة والرفاهيَّة.

وهكذا، وعلى مدى ربع قرن مضت، شهد العالم سيادة قوَّة عالميَّة واحدة، تتمثَّل في الولايات المتَّحدة الأميركيَّة، وبروز قوَّة الاتحاد الأوروبي كمنهج تزدهر فيه اقتصاديَّات أعضائه، وتُحتَرم فيه حقوقُ الإنسان، وتَنتصرُ فيه سيادةُ القانون.

كل ذلك أدَّى إلى انتشار الابتهاج بانتصار الديمقراطيّة الغربيَّة (بشقَّيها الأميركي والأوروبّي)، وأصبح الحديث يدور حول موجات الديمقراطيَّة التي لن تتوقَّف عند شرق أوروبَّا فقط، وأنَّ المجتمعات في كُلّ أنحاء العالم تتوق إلى العيش بكرامة وحريَّة وحقوق، وبالتالي فإنَّها ستسعى إلى اللحاق بالعالم المتقدّم في هذا المجال.

على أنَّ المتغيّرات التي نمُرُّ بها حاليّاً تمثّل تحدياً غير مسبوق للعالم الغربي... فالاتحادُ الأوروبّيُّ الذي فتح حدوده لمئات الملايين من الأوروبّيين ليعيشوا في كنفه، يواجه اليوم أكبر أزمة للمهاجرين إليه بعد الحرب العالميَّة الثانية. وفي الوقت ذاته برزت وريثة الاتّحاد السوفياتي (روسيا) بصورة غير متوقَّعة، لتتحدَّى المنهج الغربيَّ في طريقة التَّعامل مع القضايا المشتعلة. إضافة إلى ذلك، فإنَّ ما برز من حركات دينيَّة مُتطرّفة يفوق خطرها الحركات القوميَّة في أوروبَّا؛ وذلك لأن امتداداتها أكبر، ولأنَّ تأثير الدينِ أقوى من تأثير الإثنيَّة. إنَّ المرحلة الحاليَّة تمثّل تحدياً أكبر ممَّا مضى، وهي لا تمثّل تحدياً للأمن العالمي والإقليمي فحسب، وإنَّما تتحدَّى المفاهيم والقيم التي تحرّك الدول والمجتمعات، وهو ما يجعل وقائعها وتبعاتها أكبر من ذي قبل.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4778 - الثلثاء 06 أكتوبر 2015م الموافق 22 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 2:42 ص

      روسيا كا قوة نعم ولكن...

      نحن هنا نتكلم عن سوريا و لا نتكلم عن أوكرانيا التي تحاذي روسيا حدوديا. القضاء على أي جماعة كانت من المتواجدين على الساحة السورية سوف يكون صعب جدا . لو الموضوع سهل لتمكن الجيش السوري بمساعدة حلفائه من حزب الله وايران من القضاء عليهم. برائي الطيران سوق يدمر منازل ومناطق ويقضي على المدنين اكثر من الجماعات المتشدده والتي اعتقد بان الان لديها خبرة بحكم القصف الجوي عليها من التحالف الدولي. اذا تدخلت القوات الروسيه ميدانيا فاعتقد انها ستكون مؤثره اكثر ولكن السئوال الى متى ستمول الحرب وتصمد؟

    • زائر 4 | 1:24 ص

      تحديات منتهية رغم انفها..

      هذه التحديات التي تبلورت بسبب احداث العالم منذ انتهاء الحرب العراقية الايرانية الى يومنا هذا كانت ولازالت تطبق عليها مفاهيم ونظرات مستقبلية لرسم المنطقة حسب التطلعات الامريكية بدعمها الديمقراطية المزيفة في الشرق الأوسط وشروق أوربا كما ذكر في المقال.
      وتتجلى اليوم أمامنا زيف المؤامرات التي نسجت بحنكة لتطفو على السطح هذه التحديات الصعبة التي سوف تنتهي لا محال مع المواجهة السرية التي تنبأت لها الصحوة الاسلامية في المنطقة والدول وبعض الدول المتعظة من السياسات الغربية الفاشلة التي أدت الى الفوضى .

    • زائر 3 | 11:36 م

      روسيا غير قادرة على تقديم البديل لأمريكا ... لو قلت الصين صدقتك، لكن روسيا لا!

      روسيا قد تفوز في معركة أو معركتين على أمريكا، بس مستحيل تفوز عليها في الحرب!
      مقارنة موضوعية بين امريكا و روسيا:
      حجم الإقتصاد:
      أمريكا: 18 تريليون دولار
      روسيا: 2.2 تريليون دولار
      تعداد السكان:
      أمريكا: 309 مليون نسمة
      روسيا: 146 مليون نسمة
      الإنفاق العسكري:
      أمريكا: 685 مليار دولار
      روسيا: 90 مليار دولار
      يا دكتور، السالفة في بوتين، بوتين صدق عبقري، لأن أوباما مثل ما نقول بلهجتنا دعلة أو خمبة. أوباما شخص من دون خبرة، عكس بوتين اللي حكته الحياة و دخل الكيجيبي و ترقى منها.

    • زائر 6 زائر 3 | 1:51 ص

      في الكيف لا الكم

      صاحب العضلات المفتوله رصاصة تقتله. ونحن في عصر القنبلة الذريه. وجندي واحد يقتل عشره إذا كان مدرب ووفق للتصرف بحكمه. الآن الرهان بتواجد الصين وكوريا الشماليه.

    • زائر 2 | 11:28 م

      بوتين يذكرين بكريستيانو و روسيا تذكرني بمنتخب البرتغال

      روسيا لديها قائد عبقري داهية هو بوتين هذا الشيء لا غبار عليه، و لكن بوتين هو مثل كريستيانو نجم لامع في منتخب فاشل. يعني إذا غاب هذا النجم (كريستيانو) يخسر المنتخب.
      متوسط عمر الإنسان في روسيا (67 سنة) مقارنة بالبحرين و أمريكا (76 سنة) ... هذا البلد يعاني من أمراض أولها إدمان الكحول، الروس يشربون الفودكا أكثر من الماء!

    • زائر 1 | 11:20 م

      mwaleedm

      فصل الدين و القبلية عن السياسة واجب في هذا الوقت من الزمان مثلا لايجوز ان تقول او تعمل في الديمقراطية و انت تعيش تحت هذا الأركان مثلا بلدا الدستوري و التشريع الديني لايجوز بل تعطي ضوء اخضر لكي يسود الظلم بين الناس

اقرأ ايضاً