العدد 4794 - الخميس 22 أكتوبر 2015م الموافق 08 محرم 1437هـ

لماذا يكذب السياسيون؟

غانم النجار ghanim.alnajjar [at] alwasatnews.com

كاتب كويتي

يكاد الكذب أن يكون ظاهرة لصيقة بالعمل السياسي، يقول أحد الساسة: «نحن لا نكذب، لكننا نقتصد في قول الحقيقة». لأستاذ العلوم السياسية جون ميرشمر كتاب بعنوان: «لماذا يكذب القادة» عبارة عن دراسة لظاهرة الكذب في العلاقات الدولية. الكتاب شيق، عرضته على سلسلة عالم المعرفة، الذين تجاوبوا مشكورين لكي أنقله إلى العربية تعميماً للفائدة.

تدور تساؤلات حادة منذ سنوات في بريطانيا عن حجم الكذب والتدليس والتلاعب في الإعلام الذي قامت به حكومة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير لتبرير مشاركتها في الحرب على العراق، وتشكلت مجموعات ضغط من أهالي الجنود الذين قتلوا أو تشوهوا في الحرب وغيرهم، ونتج عن هذه الضغوط أن تشكّل رأي عام معاد للحرب، وينظر إليها بسلبية شديدة.

ونتيجة لتلك الضغوط تشكلت لجنة تحقيق برئاسة القاضي جون تشيلكوت، للتحقيق في ملابسات المشاركة البريطانية في الحرب، ومن الواضح أن أصابع الاتهام تشير بوضوح إلى ضلوع بلير وطاقمه الإعلامي، وعلى رأسهم أليستر كامبل، في «طبخ» المشهد الإعلامي المفبرك للحرب على العراق. من المؤكد أن الكلفة السياسية على بلير عالية جداً.

ويبدو أن «لعنة العراق» ستظل تلاحق بلير، حيث نشرت «ديلي ميل» قبل أيام وثيقة أميركية يتحدث فيها كولن باول، وزير الخارجية الأميركي الأسبق لجورج دبليو بوش، عن استعداد بريطانيا للحرب في (مارس/آذار 2002)، أي قبل سنة كاملة منها. وأوضح باول في الوثيقة أن بلير قد تطوع بأن يقوم بفبركة الأحداث إعلاميّاً لدعم التوجه نحو الحرب، وأن بلير لم يكن عنده أي تصور لخطة ما بعد الحرب.

إذاً هذا ما قاله بلير لباول، بينما كان يصرح في الوقت ذاته للإعلام بأنه يبذل مساعي جادة للحل الدبلوماسي، وأنه بإمكان العراق تجنب الحرب إذا سلّم أسلحة الدمار الشامل، والتي لم يكن لها وجود إلا في إعلام طوني بلير وأليستر كامبل.

بالطبع ما هذا إلا نموذج حديث للكذب في السياسة، أما في منطقتنا فحدث ولا حرج، وخاصة في غياب أجهزة إعلام مستقلة وأجهزة رقابية تكشف الكذب. فهل الكذب جزء أصيل في السياسة؟ وهل لابد لكل سياسي أن يكذب لكي يمارس عمله السياسي؟ سؤال مفتوح.

إقرأ أيضا لـ "غانم النجار"

العدد 4794 - الخميس 22 أكتوبر 2015م الموافق 08 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 10:13 ص

      احم احم

      السياسي ما يجدب ؟ السياسي ممكن يعطي تحليل خاطيء لكن ما يجدب ؟
      احنا عندنا النواب سابقا يوعدون الناس بي بيضة من دهب ؟ لكن اتغير الزمن الحين يطلعون ايهددون الشعب

    • زائر 7 | 9:04 ص

      وشكرا

      السياسة = النفاق + التعاسة . و شكرا

    • زائر 6 | 2:45 ص

      لهذا الدول المتحضرة أبعدة السياسة عن الأديان والمذاهب

      حتى لا تلصق أخطاء ممثلي الديانات السياسية بدياناتهم أو مذاهبهم ولا يستغلوها لصعود إلى الكرسي

    • زائر 4 | 2:01 ص

      وهل للسياسة أخلاق حتى لا يكذِّب عٌمالها؟!

      السياسيون مثلهم كمثل السماسرة )الدلَّلين( لا يؤدون أعمالهم إلا بالكذب والخداع والمراوغة، أعاذنا الله من شرورهم.

    • زائر 2 | 1:47 ص

      ببساطة

      السياسيون حرمية فلابد من الكذب

    • زائر 1 | 10:51 م

      شكرا

      المقال يتحدث عن الحاضر. كذب السياسيين قديم بقدم البشرية. كان فرعون يدعي الالوهية و يقول انا ربكم الاعلي فاعبدون. الم يكن يعلم بكذب ادعائه؟ الحال سيستمر و سيتوالون السياسيون علي نفس المنهج.

اقرأ ايضاً