العدد 4800 - الأربعاء 28 أكتوبر 2015م الموافق 14 محرم 1437هـ

«الشرق الأوسط انتهى إلى غير رجعة»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الأسبوع الماضي شهد تطوراً جديداً عندما قامت قوات خاصة أميركية وكردية في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 بتحرير رهائن في قضاء الحويجة بمنطقة كركوك العراقية، وأسفرت عملية الإنزال عن تحرير نحو 70 رهينة من يد تنظيم «داعش»، كما قُتل أميركيٌّ خلال العملية. بعدها، انتشر مقطع فيديو يظهر فيه بعض الرهائن الذين تم تحريرهم وخلفهم صورة كبيرة للزعيم الكردي مسعود بارازاني، ولم ينسَ كلُّ واحدٍ ممن تحدَّث أمام الكاميرا أن يشكر بارازاني، بصفته «والد» الجميع، وأن فضله عليهم لا يمكن أن يُنسى. العامل المشترك في المشهد هو اختفاء بلد اسمه العراق، ولا يأتي ذكره إلا من جانبٍ عرَضيّ.

وقد حاول المتحدّث باسم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن العقيد ستيف وارن أن يُعطيَ صورةً أخرى بعد العملية في الحويجة، عندما قال «إن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق تعمل بناءً على دعوة من حكومة العراق»، ولكن سواء كانت هناك دعوة من بغداد أم لم تكُنْ، فإنَّ الواقع على الأرض تغيّر وتحكمه معادلات عملياتية.

هذا التطور ليس مُستغرَباً؛ فالأكراد حالياً يتحرّكون وهم يعتبرون أنفسهم جسداً منفصلاً، وليست لهم علاقة مصيرية ببلد اسمه العراق، اللهم إلا بعض الرسميّات التي يمكن إسقاطها في أيِّ وقت شاءوا. هذا الوضع يتكرر حالياً في شمال سورية، وقريباً سيكون الشمال السوري مماثلاً للشمال العراقي، سواء رضيَت بذلك دولٌ مثل تركيا أم لم ترضَ.

القصة لعلّها تكتمل مع تصريح مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه أمس الأول (الثلثاء 27 أكتوبر 2015) خلال مؤتمر في واشنطن، قال فيه إن «الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة»، مؤكداً أن دولاً مثل العراق أو سورية لن تستعيد أبداً حدودها السابقة. وأضاف «نحن نرى أن سورية مُقسَّمة على الأرض، النظام لا يسيطر إلا على جزء صغير من البلد: ثلث البلد الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، الشمال يسيطر عليه الأكراد، ولدينا هذه المنطقة في الوسط التي يسيطر عليها داعش».

الأنموذج الذي تتجه له عدد من دول المنطقة ربما لن يكون أفضل من ما حدث في فلسطين؛ إذ تأسست دولة لجماعة تنتمي للدين اليهودي، وهؤلاء هم المواطنون الإسرائيليون الذين يتمتعون بكامل الحقوق... أمّا الآخرون الذين يعيشون معهم، مثل «عرب إسرائيل»، فهم مواطنون من الدرجة الثانية، أي أن لهم حقوقاً مدنية ولكنهم محرومون من الحقوق السياسية.

بمعنى آخر، فإنّ عدداً غير قليل من دول المنطقة قد تتحوّل إلى بلدان خاصة بأتباع طائفة أو إثنية معيّنة، ومن يتواجد هنا أو هناك (وهو ليس من الطائفة أو الإثنية الأساسية) فإنّ عليه أن يقبل بمستوى دون المواطنة، أو يرحل إلى بلد آخر يتواجد فيه من يشبهونه في الطائفة أو الإثنية. نأمل أن لا يكون هذا هو الأنموذج الذي يُحتذى بعد كلِّ ما تمُرُّ به المنطقة حالياً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4800 - الأربعاء 28 أكتوبر 2015م الموافق 14 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 1:21 م

      الاكراد مشكلتهم انه متحالفين مع اسرائيل

      وزعمائهم يزورون الزعماء الصهاينه و يتحالفون معاهم ضد العرب فلذا لا امان لهم ! حتى اراضي العرب المهجرين من كركوك باعوها لاسرائليين حتى يخلوا كركوك كن العرب ويحل محلهم اليهود والصهاينه

    • زائر 15 | 6:21 ص

      رد على زائر 14

      لأن الأكراد في العراق اذا أرادوا تشكيل دولة فسيشجعون الأكراد في الدول المجاورة على التمرد و الالتحاق بتلك الدولة ، وبالتالي سيقتطعون من ايران شرقها و من العراق شماله ومن تركيا جنوبها ( كلها مناطق كردية ) ، إذا حسبتها راح تصير دولة شبه دائرية مقتطعة من هذه الدول الثلاث ، لهذا لا تريد ايران ولا تركيا ولا العراق انشاء دولة كردية ، لأنهم يرون أنها ستمزق دولهم .

    • زائر 14 | 5:55 ص

      بالعكس ليش ما تكون دوله كرديه

      الاكراد بشر ولهم الحق في اقامة دوله كرديه شامله ولماذا لا تقوم حكومة العراق وسوريا وايران وتركيا بدعم قيام الدوله واقامة علاقات صداقه وتعاون وغيرها

    • زائر 16 زائر 14 | 8:03 ص

      رد

      صحيح. الأكراد لم تكن لهم دولة طوال تاريخهم. بل كانوا لعبة و اداة بيد القوي الاخري كما هم اليوم بيد الصهاينة و الأمريكان. لو كان لديهم قادة وطنيون و ليس عملاء فاسدون لكننا نساندهم. اذا لديك شك أرد رجاء و سأزورك بالمصادر التاريخية و الوقائع.

    • زائر 12 | 2:16 ص

      صح

      بل تامل .....

    • زائر 10 | 1:40 ص

      الاٍرهاب

      لم يكن هناك ارهاب او تطرف في المنطقة قبل عام تسعة و سبعين

    • زائر 13 زائر 10 | 4:16 ص

      سامحني

      حتي اصدق و أوافق حكمك ؛ أرجو ان تذكر لي فردا او مجموعة وصلوا للحكم دون قتل بني جنسهم و نهبه و سلبه في طوال التاريخ علي جميع إنحاء هذه الكرة؟ التسمية اختلفت. التسمية الحالية صناعة امريكا. لانها تصنع المعايير المغروسة في اللاوعي البشري.

    • زائر 9 | 1:38 ص

      العنصرية الطائفية أو الإثنية اذا أصبحة أهم من الوطن فلا غرابة مما يحصل

      وهذا وهذا مع الأسف ما نجح فيه العنصريين بجعل المذهب والإثنية أهم من الاوطان هذا الحاصل في لبنان والعراق وحتى الصراع الحاصل في المنطقة أصبح تأييد هذا الطرف أو ذاك على حسب مذاهبهم

    • زائر 7 | 12:53 ص

      احم احم

      هو الردي المادة 140 من الدستور اتقول العراق اقاليم وهناك اتفاقيات امنية بين العراق وامريكا ؟
      الحويجة هي تحت سيطرت العراق لكن المنطقة تقريبا تحاصره القوات الكردية على اعتبار انها قريبة من كركوك ؟
      انا شخصيا اعتقد ان العالم لازم يتغير عندما ينظر الى موضوع الاكراد والصراعات اللي مرت ابه المنطقة ويتخلى عن اتفاقية الجزائر الميته ويستبدله بحق تقرير المصير للاكراد ؟
      كنا نسمع عن الاكراد وكاننا نسمع عن كواكب خارج مجرتنا ومع تتابع الاحداث عرفنا انه شعب لازم ياخد مكانته

    • زائر 5 | 11:51 م

      صباح الخير

      الشرق الأوسط الجديد الذي جاء على لسان كونداليزا رايس مات في رحم أمه قبل أن يولد والذي أسقطتهو المقاومه الإسلامية اللبنانيه وسوريا وتحالفها مع روسيا 'الصين وإيران نعم الشرق الأوسط سيتغير كليآ يادكتور القوى هو الذي يثبت نفسه لا يخفى عليك منذ أربعة أعوام الغرب وأمريكا ودول خليجيه متمسكة برحيل النظام السوري المتمثل بالأسد وإيران ليس لها دور أصبح هادا من الماضي وغذأ لناظرهه قريبوا

    • زائر 4 | 11:31 م

      احد الأسباب

      الاموال الخليجية الميزانيات الخليجية التي تدفع لمثل هذة الحروب سواء في سورية او اليمن او العراق والتي تأثر بها المواطن الخليجي بشكل مباشر على حياته اليومية وارتفاع اسعار السلع وتقليص الخدمات الاخرى فضلا عن مشاركة أبناء الوطن في مثل هذة الحروب والناتج ام فكر متشدد او موت بغير هدف حقيقي وواضح

    • زائر 3 | 11:01 م

      أيا منصور صبرا

      تكوين دولة كردية لصالح القوي الاستعمارية و الغرب. لكن القوي المحلية لا تسمح بتأسيسها. اذا عرفنا بان هذه الدولة الكردية المفترضة ستكون محصورة بالدول الإقليمية بعيدة عن شاطئ بحري ، يمكننا الاستنتاج بان تكوينها و استمرارها متوقف علي دول المنطقة. هناك امور تتطور في داخل كردستان. صبرا حتي تنضج.

    • زائر 2 | 10:56 م

      هذا ما تريده امريكا و الغرب

      إنها حقيقة بداية لعصور ظلام قادمة حيث لن تنخفض العملة فقط بل قيمة الانسان الذي سيكون مواطنا اقل قيمة مواطن فقير عقل في حين يتمتع الانسان خارج هذا العالم بحرية الفكر يعيش هذا الانسان العربي بعقل مثل اقدام اليابانيات في عصرهم الحجري عندما كانت توضع في اخذية خشبية صغيرة حتى لا تكبر لانه من علامات الجمال ان تكون القدم صغيره وهنا ان يكون العقل صغيرا ويتحكم فيه حراس النوايا

    • زائر 8 زائر 2 | 1:07 ص

      آآآه

      مو كتبنا. مو صارخنا. قلنا راجعوا التاريخ. خططوا لمستقبلكم. محد عبرنا.

اقرأ ايضاً