العدد 4810 - السبت 07 نوفمبر 2015م الموافق 24 محرم 1437هـ

تقرير الرقابة... جادك الغيثُ إذا الغيثُ همى!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

سننشغل في الصحافة خلال هذه الأيام بتقرير ديوان الرقابة المالية، ومع نهاية هذا الأسبوع ستعلقه الوزارات والهيئات الحكومية على الرفّ إلى جانب التحف القديمة وقطع الأنتيك، بعد أن تتحفنا بردودها الساحقة الماحقة.

الشعب البحريني العزيز اطلع يوم الخميس الماضي على احتفالية الصحف المحلية بصدور التقرير، فأصدرت ثلاث صحف ملاحق خاصة في 16 و14 صفحة (كما في «الوسط»)، بينما خصّصت الرابعة 8 صفحات داخلية مع خبر متوسط على الأولى بعنوان «اختبار جديد للبرلمان»، أما الخامسة فخصّصت 5 صفحات فقط، مع عنوان صغير على الأولى: «لاتزال التجاوزات مستمرة: شحنات أدوية تدخل البلاد من دون فحص وغير مطابقة». ويبدو أن الصحيفة لم تكن مكترثةً كثيراً بالتقرير، أو أنّها ملّت من المشاركة في هذه الاحتفالية السنوية وتكرار المكرّر كل عام!

لن أنقل اليوم شيئاً عن «الوسط»، وإنّما سألتقط عناوين سريعة مما اختاره الإخوة المحرّرون في الصحف الزميلة الأخرى، فهذه الأرقام تهمّ وتؤثّر على حياة الجميع، وخصوصاً مع دخولنا مرحلة رفع الدعم عن سلع وخدمات أساسية، يُطالب فيها المواطن اليوم بتحمل كلفتها وتبعاتها، دون أن يكون له رأي في رسم السياسات الاقتصادية في السنوات السابقة والقادمة.

لنبدأ بعناوين الملاحق: تزايد المخالفات الإدارية وتراجع في المالية، 6 جهات حكومية تتجاوز مخصصاتها المالية بمقدار 33 مليون دينار، و8 جهات صرفت أقل من 43 في المئة من مخصصات مشاريعها. استمرار مخالفات قانون المناقصات مع تراجع كبير في عددها ونوعها. والإعلام تخالف قانون المناقصات بمشتريات قيمتها 25 ألف دينار. ونسبة صرف كل الجهات الحكومية على المشاريع لم تتجاوز 54 في المئة.

الملحق الآخر بعنوان «فشل إداري يهدر الملايين»: والدين العام يعرض الدولة لمخاطر عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها مستقبلاً. طبيب مقيم يسجل 156 ساعة عمل إضافي والفعلي ساعة و19 دقيقة! وبرنامج تلفزيوني بـ 130 ألف دينار مقابل 100 ألف للرقابة على المسلسلات! والأخطر هو 11.2 مليار عجز صندوقي الخاص والمدني في التأمين في 2013.

من ناحية الاستثمار الذي كثيراً ما نسمع عنه في الكثير من المناسبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية والفنية، والاكتوارية وغير الاكتوارية أيضاً! فقد ركّز هذا الملحق على أن «الصناعة لم تضع دراسة جدوى لمرسى البحرين للاستثمار، وأن مستثمر مرسى البحرين أجّر 90 في المئة لمنشآت تمارس أنشطة غير صناعية! بل إن المشاريع القائمة بالمرسى لم تخلق فرص عمل في المجال الصناعي، والوزارة توقّعت 30 ألف وظيفة، بينما الواقع 4 آلاف وظيفة فقط! والله أعلم كم كان نصيب البحرينيين منها.

ومن العناوين إلى بعض التفاصيل الخفيفة المتفرقة، نمر عليها سريعاً، ففي حلبة البحرين دفع مبالغ لوكالات الإعلانات دون مطالبتها بتقديم الفواتير والمستندات للتحقق من صحتها وشرعيتها. ووزارة الداخلية تجاوزت المصروفات الفعلية لموازنة المصروفات المتكررة بحوالي 3 ملايين دينار فقط؛ وزيادة نفقات القوى البشرية والتوظيف والمهام الرسمية بالخارج ومشتريات السلع الرأس مالية ومصروفات إيجار السيارات. أما وزارة الأشغال والبلديات، فأنفقت 45 في المئة من موازنة مشاريع البلديات، (3 ملايين من أصل 6.8)، بينما تتلكأ في تنفيذ مشاريع مجارٍ في بعض المناطق والمجمعات السكنية لأكثر من عشر سنوات، بما يهدّدها بمشاكل صحية وبيئية وانتشار الحشرات والفئران نتيجة فيضان المياه الآسنة، مما نشاهده رأي العين وليس نقلاً عن آخرين، بحيث لا نتهم أو يتهم التقرير الرسمي الذي ننقل عنه بـ «التسييس» أو «مجافاة الحقيقة» و «التعريض»!

التقرير معروض على العموم، نعيد قراءة العناوين نفسها كل عام، وبنفس الصيغ والتعابير في أكثر الأحيان، وصدق شاعر الأندلس لسان الدين ابن الخطيب:

لم يكن وصلُكِ إلا حلماً... في الكرى أو خلسةَ المختلسِ!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4810 - السبت 07 نوفمبر 2015م الموافق 24 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 7:20 ص

      هه

      يا زمان الوصل بالاندلس

    • زائر 10 | 3:26 ص

      هم شيء الاكتوارية التي ستودينا في سبعين داهية

      من ناحية الاستثمار الذي كثيراً ما نسمع عنه في الكثير من المناسبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية والفنية، والاكتوارية وغير الاكتوارية أيضاً!

    • زائر 9 | 3:16 ص

      ما هو السبب؟

      في التحليل النفسي لعلماء النفس ان التفسير الوحيد لهذا النوع من التصرفات الهوجاء للبشر سببين لا ثالث لهما اما انهم أناس يكرهون أنفسهم لدرجه المقت ويريدون معاقبه أنفسهم والاخرين وأما انهم يكرهون الآخرين ولا يريدون الخير ان يعم على الناس وانا اعتقد ان السببين قد اجتمعا لدينا

    • زائر 8 | 2:47 ص

      لا مكان لاهدار المال العام

      يجب اولا الغاء ديوان الرقابة و توفير المال العام و الثاني تكريم لجنة متابعة تنفيذ الاحكام على الفاسدين بمال الديوان الملغي هذا ما لزم و شكرا لجهودكم. ....

    • زائر 7 | 2:31 ص

      الاخطر فعلا

      التامينات الاجتماعيه .. عجز بقيمه 11 مليار يعني اشهار افلاسهم في ظل عجز الموازنه العامه الحكومه اصلا .. باختصار راحت فلوسكم يالمتقاعدين اذا ما اخذتوها من الحين

    • زائر 11 زائر 7 | 6:00 ص

      سؤال

      حقيقتا. أودّ ان اعرف؛ ماذا هو موقف كل الجهات اذا أعلنت الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية افلاسها؟ ماذا سيكون وضع مئات الآلاف الذين دخروا اموالهم فيها؟ هل يرد احد؟ او نخول السؤال للفلكيين؟

    • زائر 6 | 12:59 ص

      هذا قليل من كثيرررررر

      المستغرب لماذا لا تنشى لجنة برلمانية يكون مهمتها تحويل الفاسدين أو المرتشين لل...، ثقة الناس أصبحت معدومة في كل شئ ، وإلا فمالهدف من هذا التقرير ، فقط نشر الغسيل ، المثل يقول إذا ابتليتم فاستتروا

    • زائر 5 | 12:23 ص

      ماذا يهدفون من كشف هذا الكمّ الهائل من الفساد

      هل هي مسألة تحدّ للشعب ؟
      هل هو موضوع تباهي بكشف هذا الكم الهائل من الفساد؟
      هل هي نظرية رئيس مجلس النواب السابق (اذا بليتم فاستتروا)

    • زائر 4 | 11:24 م

      ابن سهل الاشبيلي

      اذ يقود الدهر أشتات المنى
      ننقل الخطواعلى مايرسم
      زمراً بين. فرادى وثنى
      مثلما يدعوا الحجيج الموسم

    • زائر 3 | 10:42 م

      هم يفسدون ويسرقون ويا شعب تحمل تبعاتهم

      هذا والحال كما يقال عندنا برطمان....

    • زائر 2 | 10:20 م

      البعض

      يريد ان يكون مسؤل ولا كن لا يريد احد ان يسئله سوا كان صواب او خطاء ولا يريد ان يتحمل مسؤلية خطاءه هكذا هو المسؤل في البحرين

    • زائر 1 | 10:02 م

      لم يكن وصلك الا حلما

      في الكرى او خلسة المختلس!

اقرأ ايضاً