العدد 4810 - السبت 07 نوفمبر 2015م الموافق 24 محرم 1437هـ

الأقربون أولى بالمعروف فما بالك بأصحاب الحق

يعقوب سيادي comments [at] alwasatnews.com

.كاتب بحريني

حين الخيار في التكافل، المدفوع بالفطرة السليمة، في لحظات الضرورة لستر العورة مثلاً، فإن الطبيعي أن تمنح أخاك نصف ثوبك، لكي تستره ولا تعري نفسك، لا أن تنزع ثوبك لستره وتكشف عورة نفسك، فإنك بذلك إنما نقلت المشكلة منه إليك، وظلت النتيجة كما هي، في العورة المكشوفة.

كذلك الحال في التفاضل ما بين البحرنة والعولمة، في توزيع ثروة الوطن، البحرين أصبحت تعاني من الكساد الاقتصادي نتيجة أمرين، الأول جاء إجباراً لا خيار فيه، وهو تراجع أسعار النفط، المصدر الأساسي والأكبر والأهم، لمصادر دخل الدولة، ولكن الأمر الثاني جاء نتيجة خيارات، لم تلتفت إليها الجهات المختصة، وهي نتيجة طبيعية حين تجميد مسئولية التخطيط والإدارة، والشاهد الأفصح على ذلك، تقارير ديوان الرقابة المالية الإحدى عشر، وآخرها الذي صدر قبل أيام.

ومثل هذا التعاطي الحالي مع الأزمة الاقتصادية لن يخرج عن الحلول الحالية، وهذه الحلول حَمَّلت المواطن، مآسي مرحلة الغلاء الآنية، وستحَمِّله المستقبلية المنظور استشراؤها، أكثر وأكثر في الحدة والتنوع، بدءاً من إعادة توجيه دعم اللحوم الحيوانية والدجاج، ليتقاسمه أطرافه الثلاثة، المستوردون الحاليون والجدد، ومتقاضو الرشا والعمولات والسرقات، وهكذا ستكشف للجميع الأيام القادمة، عن باقي خطط ومعالجات الضائقة المالية، المشكوك في عدم كفاية احتياطات فترات الطفرة تلو الطفرة، لسوابق أسعار النفط، أو أن هناك بدل الاحتياطات، سرقات ولا يوجد سارقون.

وإلا فإن الأمر محصور في أولى خطواته، في وقف الإمدادات والمساعدات المالية للخارج، في الاعتماد على المواطنين، في تولي الوظائف العامة، دون تمييز ولا حرمان لأي طرف، مقابل وقف استعارة الموظفين من الأطباء والمعلمين، العرب والأجانب، فالبحرين ممكن أن تكون في أرقى صورها، داخلياً وخارجياً، في حال اتبعت الدولة نصوص الدستور العادلة للدولة المدنية الديمقراطية، وأجرت التعديلات اللازمة لإستكمال ذلك، وحاربت آفة العصر، الفساد المالي والإداري. في حديث مع بعض المحللين الماليين.

وعلى أساس نفس المقياس، ترى ما يثير الشك، حول جرأة الدولة في الاقتراض، إلى سقف سيفوق العشرة مليارات دينار، مضافاً إليها كلفة استخدام الأموال (الفوائد)، لمدى زمني مفتوح، ربما تجاوز العشر سنوات أيضاً، وذلك نتيجة لعدم تقدير حساب منحنى تقلص السعر وزيادته، قياساً للعشر سنوات القادمة، إضافة الى عدم توافر الاحتياطات المالية، المحولة من وفرة موازنات سابقة، وذلك بحسب المعلن رسمياً، والذي على أساسه بدأت عمليات إعادة توجيه الدعومات والموازنات.

والنتيجة أنه ليس هناك من جهة تمويل، تعتمد على الشك الممكن، دون اليقين الأكيد، لضمان استرجاع أموالها بزيادة الفوائد، إلا إذا كانت هذه الجهات، إما أنها منحت الأموال على سبيل المعونات غير المسترجعة، وهناك جهات حولتها الى قروض، أو أن هذه المليارات، هي أصلها فوائض الموازنات السابقة، وبعض مما ثبت الاستيلاء عليه دون وجه قانوني، وتم إعلان فقده في تقارير الرقابة المتوالية، ومن ثم تم تكييفها، لتؤول إلى آخرين، في إعادة رسم خريطة عناصر الفساد، وذلك من خلال مؤسساتهم الخاصة المحلية والخارجية ومتقاضي العمولات، أما الدولة كمؤسسة فهي في سبات عنهم، أو أنها استرجاع غير معلن وغير مُحاسَب عليه، من مقترف الفساد والسرقة فيما مضى من الحقب.

حتى الاستجابة الرسمية لموضوعات التجاوزات والمخالفات، والتطاولات على الأنظمة والقوانين، التي سردتها التقارير تكراراً، وكذلك تلك التي استجدّت، جراء جديد مسبباتها وأساليبها، من إصدار الى إصدار، إحدى عشرة مرة، انحصرت في تصاريح إعلامية، في كل مرة بمثل سابقتها، في ظل استمرار عجلة الفساد الإداري والمالي، تدور في فلك حصدها الخاص، دون الخشية من سلطة الجهات المختصة، بما يثير الشكوك حول تشويه وتدمير نظام إدارة الدولة، السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ونتيجته طبيعياً أن تكون، في تدمير المعادلة الحقوقية والمواطنية المتساوية، وذلك لضرورات السياسات التمييزية، اللازمة كأرضية لإخصاب الفساد.

ولولا وجود السارق، لما وجدت السرقة، إلا لدينا في البحرين، فهناك فساد وسرقات، والفاسد والمُفْسِد والسارق، من الجن الأزرق، فهل رأى أحدكم الجن الأزرق!!

ومن أبرز آليات المحاسبة التي يتوجب إجراؤها، أن تناط مسئوليتها الى هيئة مستقلة، للرقابة والتحقيق وإحالة ما يلزم إلى القضاء، هذه الهيئة يلزمها التفويض الدستوري، لتكتسب صفة إحدى مؤسسات الدولة الأصيلة، إسوة بباقي السلطات، ولها سلطة التحقيق والإحالة القضائية، على جميع أفراد ومؤسسات سلطات الدولة، وهي متعددة التخصص المترابط من خلال تنوع تخصص أعضائها، في مجالات عملها المتنوع والشامل، للمجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحقوقي والمالي، ولها ضرورة الاعتبار، من أجل استقلالية دورها وإجراءاتها وقراراتها، أن يكون أعضاؤها من المختصين كل في مجاله، من خارج الجهاز الرسمي، بل من قبل جهات خارج أفراد ومؤسسات سلطات إدارة الدولة.

إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"

العدد 4810 - السبت 07 نوفمبر 2015م الموافق 24 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 6:41 ص

      ويش لينا في المالكي والعراق احنا؟

      الموضوع محلي عن البحرين ليش حشرت اسم المالكي والعراق في الموضوع بس لان المالكي شيعي يعني؟ احنا نريد معاقبة المفسد كان سنيا ام شيعيا ام بوذيا ام شيوعيا لايهم معاقبة المفسدين اي كانوا حتى لو كانوا من اقرب الناس لنا فهمت لو بعد بتقول ليي العراق ومدغشقر

    • زائر 21 | 3:35 ص

      مقال رايع وقدره على التحليل ووضع الحلول

      ولهذا نقول من أمن العقوبه اساء الادب على ضوء الوضع الحالي ومجلس نواب ضعيف بل متهالك لا يمكن تنفيذ اي من تلك المقترحات

    • زائر 18 | 1:58 ص

      اترك المالكي خلنه في المالكية الي عندنه الح....

      لاخلوا ساحل وفرضة ووجعه توجعهم وتوجع الي بلانه ابهم

    • زائر 16 | 12:31 ص

      أستاذ: شكلك تحلم، تريد (هيئة مستقلة، للرقابة والتحقيق )

      تبي هيئة مستقلّة للرقابة والتحقيق؟ انت من صدقك استاذ يعقوب تطالب بمثل هذه الأمور في البحرين؟
      عيل ليش قرابة 4000 معتقل وراء القضبان وكل يوم مكتشفين خليه

    • زائر 13 | 11:46 م

      المرضى الطائفيين

      إحنا نتكلم عن البحرين وهو يقول افتح الخطوة ياحسين ووضع اسم العراق والمالكي في المكتوب يالحبيب العراق سيحلون قضاياهم وسترى ونحن سنحل قضايانا هنا وسترى وهذا الزمن ليس زمن ... وتستطيع متابعة من الذي صرح به ومن الذي رد عليه قال العراق والمالكي

    • زائر 12 | 11:42 م

      ؤموضوع جميل لكن الحلول الموجودة في نهاية مقالك ليس لها مجال في التطبيق

      انظر لجميع الوظائف كيف يتم التعيين فيها سترى مقترحك لو طبق بتعيين أشخاص من خارج الدولة او من غير موظفيها هو ضرب من الجنون وأقول لا تستبعد ان يتم اتهامهم في قضايا كيدية انتقاما منهم والفساد لن تكون له نهاية بهكذا مجلس نواب ذو صلاحية ضعيفة وأقول لعلها تشتد الأزمة الاقتصادية ويجئ خلفها الفرج

    • زائر 9 | 10:53 م

      زائر 8 أجزم أنك من ا..

      ...تحدث عن بلدك المتروس حراميه وفاسدين ومفسدين وراشين ومرتشين وروح شوف البلاوي في تقريرك لما يسمى الرقابه الماليه والإداريه ،.....

    • زائر 14 زائر 9 | 12:00 ص

      زائر 9

      البحرين بالف خير مقارنة بالعراق البحرينى ما ينام و هو جوعان اما شوف حالة العراق المالكى شنو سوى فيهم من الفساد المالكى قبل كم يوم اشوف يوتيوب ابناء الملكى يتنزهون فى شوارع لندن مع حراسهم بالسياراة فرارى و شعب العراقى ما لاقى ياكل هذى فلوس شعب العراقى ينصرف على رفاهية ابناء اللى دمر العراق بالمناسبة و هو رئيس جمهورية ليس ملك سؤال هو من اين لك هذا

    • زائر 8 | 10:25 م

      المالكي

      إذا اتهمت الناس بالحراميه عجل المالكي مال العراق شيطلع أكبر حرامي وسلم مناطق العراق لداعش من عمره ماتبخر تبخر واحترق

    • زائر 10 زائر 8 | 11:15 م

      كلام سليم

      المالكي ضيع العراق أوباما يقول ليه بعد اجتياح داعش افتح الخطوه وقل ياحسين

    • زائر 11 زائر 8 | 11:16 م

      كلام سليم

      المالكي ضيع العراق أوباما يقول ليه بعد اجتياح داعش افتح الخطوه وقل ياحسين

    • زائر 15 زائر 8 | 12:29 ص

      اي عراق....نحن بلد صغير جدا لم نتجاوز 800 الف المساحه صغيره. ..أي العراق اومصر أو السودان ....إحنا حاله خاصه......

      الله يهديك بس

    • زائر 17 زائر 8 | 12:56 ص

      ههههههه

      استر عورتك قبل ما تطالع عورة غيرك

    • زائر 20 زائر 8 | 3:06 ص

      العراق والمالكي! !!

      تكلم عن بلدك من جانب طاري العراق والمالكي لو لأنه شيعي فقط؟أي تبغي تخلط الأوراق ونحن في هذا البلد ويش مستفيدين من المالكي وعلى العموم رحل وتبدل. . خلك في حالك وحال بلدك وترك عنك بخ سم الطائفية هذا لا راح يخدمك ولا يخدم هذا الوطن الغالي الي هو أغلى عندنا من العراق وإيران وكل دول العالم قاطبة وبسك هرار زايد

    • زائر 6 | 10:16 م

      وزارة التربية تعيد عجزة غير قادرين على العطاء للمدارس

      في اجلى صور الفساد وزارة التربية تعيد عجزة تم تمديد لهم لمرات بعد سن التقاعد الآن دون الحاجة لهم فقط لارضاء لوبيات

اقرأ ايضاً