العدد 4824 - السبت 21 نوفمبر 2015م الموافق 08 صفر 1437هـ

هل يحق للغرب أن يكره المسلمين (2)

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مع أن الدول الغربية قد ساهمت بشكل غير مباشر في خلق التنظيمات التكفيرية المتطرفة في العالم العربي منذ فترة الاستعمار حين تعمدت القضاء على الملايين من المناضلين الداعين إلى الاستقلال وبناء الدول الديمقراطية الحديثة في أوطانهم، مروراً بدعمها المباشر لتنظيم «القاعدة» إبان الغزو السوفياتي لأفغانستان وما تم ارتكابه من أخطاء خلال غزو العراق، ومد المنظمات الإرهابية في سورية بالسلاح والأموال والعتاد وحتى بالمقاتلين، «كما جاء في المقال السابق»، ولكن أليس من الظلم تحميل الشعوب الغربية فشل دولنا العربية والإسلامية في استغلال فترة ما بعد الاستعمار لأن تبني منظومة سياسية توفر لمواطنيها الظروف التي تضمن لهم العيش الكريم، ومجتمعاً متآلفاً يحتكم للقانون ونصوص المواثيق الدولية بما يتصل بالديمقراطية وحقوق الإنسان.

ولذلك يبقى السؤال بارزاً ولو بصورة أخرى في هذه الحالة، هل يحق للشعوب الغربية أن تكره المسلمين وهي ترى كل هذه الفظاعات التي تم ارتكابها خلال السنوات القليلة الماضية على أيدي «مسلمين» بدءاً بأحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 وانتهاء بالمجزرة التي وقعت قبل أيام في فرنسا، وما بين ذلك من جز الرؤوس على الهوية وأكل الأكباد والتفنن في ابتكار أشنع طرق القتل والإعدامات وسبي النساء وفرض الجزية على النصارى واليهود وأصحاب المذاهب الأخرى؟

لم يكن من المستغرب أن تظهر ملامح الكراهية تجاه العرب والمسلمين بعد أحداث باريس الأخيرة والتي راح ضحيتها 129 شخصاً بريئاً على أيدي مسلمين متطرفين، حيث أشارت تقارير صحافية إلى ظهور كتابات معادية للاسلام على جدران المساجد وتوجيه إهانات إلى النساء المتحجبات، ورفع لافتات تربط الإسلام بالإرهاب، وفي بعض المدن الفرنسية خرجت مظاهرات تطالب بطرد المسلمين، ولم يقتصر الأمر على فرنسا وحدها بل شملت مشاعر الكراهية للمسلمين مناطق مختلفة من أوروبا حيث أضرم مجهولون النار في أحد المساجد عن طريق إلقاء عبوات حارقة في إسبانيا، وفي هولندا أيضاً، حاول مجهولون في مدينة «روزندال»، إحراق مسجد، يرتاده المغاربة القاطنون في المنطقة... ويبدو أن الأمر لايزال في أوله، فما حدث من مضايقات للمسلمين في الولايات المتحدة الأميركية عقب أحداث 11 سبتمبر يمكن أن يتكرر الآن في الدول الأوروبية وبأشكال أكثر حدة، وخصوصاً إن استغلت حركات اليمين المتطرف مثل هذه الأوضاع لتحقيق أفكارها المعادية للأجانب.

كما أن الفرنسيين لم ينسوا حتى الآن حادثة الهجوم على صحيفة شارلي إبدو، حين اقتحم ملثمان مقر الصحيفة في باريس في 7 يناير/ كانون الثاني 2015، وبدآ إطلاق النار من أسلحة كلاشنكوف، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وجرح 11 آخرين، حيث تبنى بعد ذلك بأسبوع تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب العملية، وقال إن العملية تمت بأمر زعيم التنظيم أيمن الظواهري. وعندها نظمت في فرنسا مسيرات مليونية ناهزت 3.7 ملايين شخص وشارك فيها نحو 50 من قادة العالم.

لا يمكن أن يلام الشعب الفرنسي أو الشعوب الأوروبية على ذلك، فليس من السهل تقبل حمامات الدم التي تهدر باسم الإسلام، فبالنسبة لهم لا يمكن تقبل «أن الإرهاب لا وطن أو دين له»، فهناك دولة الخلافة الإسلامية التي تمتد من العراق إلى الداخل السوري والتي ترفع الإسلام شعاراً لها.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4824 - السبت 21 نوفمبر 2015م الموافق 08 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 1:15 ص

      صدق!!!

      إذا وصلت الأرقام إلى أرقام الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية والقنبلة النووية والحرب الكورية وفيتنام وووو
      تالي تعال نتفاهم

    • زائر 3 | 12:35 ص

      يا اخي لو انا ما كنت مسلم جان كرهتهم

      المسلمين في الغرب ما يتبعون اسلامهم تلاقيهم في المراقص والديسكوات ويشربون الخمر ويعربد مع بنات خلق الله ويخونهم ويغدر فيهم ويتهاوشون ورعاة مشاكل ومفشلينا في كل مكان وما يعطون أي صورة حسنه عن المسلمين فشلون تبغي الغربي يحبك او يحب دينك ؟؟

    • زائر 2 | 11:58 م

      طالما أننا شعوبا لدينا قابلية الاستحمار فكل يحقّ له استحمارنا

      يحقّ للغرب ان يجعلوا من ارض المسلمين هدايا وعطايا لليهود وغيرهم ويحقّ للغرب ان يتلاعب بمصير الأمم الاسلامية كيفما يشاء.
      يحقّ للغرب ان يستعمر بلاد المسلمين وينهب خيراتهم ويعيث في ارضهم فسادا وتدميرا
      في المقابل لدينا نحن المسلمين قابلية الاستحمار والجاهزية للقبول بأن نكون مطية يركبها كل من هبّ ودبّ

    • زائر 1 | 11:15 م

      صباح الخير

      السؤال أخي الكريم الصحيح 'المنطقي متى نحن العرب سؤأ حكومات أم شعوب كان لنا وط قدم من الاحترام في الغرب ناهيك لو ما عندنا النفظ والله كنا منسيون أنني لم اتطرق من الناحية السياسية والهمجيه الدينيه المتخلفه اتي أسسها بعض المحسوبين على الإسلام أد قال أحدهم قولته المشهوره عصاتي هاده خير من محمد( ص)يكفيك أن تشاهد العجائب والغرائب ومدى تخلفنا نحن العرب عندما نذهب إلى السياحه في بلدانهم

اقرأ ايضاً