العدد 4828 - الأربعاء 25 نوفمبر 2015م الموافق 12 صفر 1437هـ

عبدالحميد القائد ومشوار الترجمة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

عبدالحميد القائد هو رجل من رجالات البحرين، ناضل أيّام الستّينات والسبعينات، وقد شدّته اللغة الإنجليزية منذ أن كان مراهقاً، وأوصلته إلى الترجمة، وها هو يزيد عن الـ 40 عاماً في مجال الترجمة.

تعلّم القائد الكثير من خلال ترجمة الكتب والمقالات العلمية والمجلّات والمؤتمرات، ولكن هذه الترجمة لم توقف حبّه للشعر والأدب، فطبع الدواوين والروايات، وألقى الشعر بأسلوبه العذب الجميل، وخدم وطنه من خلال عمله في الترجمة، ومن خلال إثراء المكتبة البحرينية والعربية بشعره ورواياته، على رغم توجّهاته السياسية في السابق كباقي أبناء البحرين.

لماذا القائد وهو قائد بعيد عن الأنظار؟! لماذا لا نستفيد من هذه الخبرة الطويلة لتدريب أجيال المستقبل على الترجمة؟! هل هناك شراكة بين وزارات الدولة وبينه من أجل التدريب والتطوير في مجال الترجمة؟! نحن فعلاً نحتاج الترجمة، فهناك أمور كثيرة مفتاح حلّها الترجمة والمترجم.

دوماً نتكلّم عن العصور الذهبية عند المسلمين، وخاصة في الأندلس، ونتباهى بما لديهم من علم، ولكن أليس هذا العلم أتى كلّه بالترجمة؟! فلقد واظب العلماء على الترجمة، وترجموا كل ما يصل لهم من كتب ومخطوطات، حتى يوصلوا العلم إلى الآخرين، وبالتّالي استفاد العلماء المسلمون من هذه الترجمة، وطوّروا ما وصلوا إليه من خلال الترجمة، وكذلك ابتكروا أشياء جديدة بسبب قراءة الكتب المُترجمة.

أعجبتني قصيدة في ديوان عبدالحميد القائد (عاشق في زمن العطش)، باسم (من منبوذ في الدولة العثمانية إلى الصدر الأعظم)، وإليكم القصيدة حتى تتذوّقوا الكلمات التي تذوّقتها:

سيفك المدهون بالزهري والسل، وألوان السموم المرعبة، سيفك المجنون - يا مالك قيدي - لن يطال الرقبة

فأنا من رغوة الشمسِ تكوّنت، ومن أرمدة النار، تجسدتُ تواريخ الزمان المرعب، الموغل في شتى عصور الدم والموت، تجسّدتُ الزوابع، صار اسمي قمراً، نجماً، بنفسج، صار اسمي دمغة من عبق البركان.

في جفن كتاب السفر الراكض في جوف المحيط صار اسمي ذهباً، أصبح راية، صار لحن العالم اللاهث، لا يصمت، يعلو خلف مليون جدار، صار اسمي مطراً يضحك في أوج النهار

سيفك البتّار ما شجّ جبيني، أبداً - مولاي - ما أدمى حنيني.

فأنا أنقش اسمي كل يوم بوريدي

(أموت في اليوم مرّة أو مرّتين لكنني - يا سيدي - أُبعث في اللحظة ألف مرّة وهكذا أظل واقفاً وأنا أعدو)

إنني العاشق والمشتاق والمجروح

إني أعترف أنني العاشق - يا سيّاف - تدري

سيفك المسموم، أدري لن يطال الرقبة.

يا ليتنا نُشجّع الصغار على الترجمة وعلى الشعر وعلى الأدب، ويا ليتنا نوصلهم إلى ما وصل عبدالحميد القائد ومن معه في تلك الحقبة إلى ما وصلوا إليه، فلقد تعلّموا الأدب والشعر والعلم والترجمة والسياسة، منذ نعومة أظافرهم، ولم يقفوا عند هذا الحد، بل تميّزوا في كل ما يقدّمونه للآخرين، فلعبدالحميد القائد وحقبته الذهبية وأبناء وطنه في تلك الأيام ألف تحيّة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4828 - الأربعاء 25 نوفمبر 2015م الموافق 12 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 5:20 ص

      زائر من عدت

      ااااه اعدتيني سيدتي الي ايام الزمن الجميل زمن عدن والبحرين انا مهندس عدني وكاتب صفحتي بالفيس باسم يشرفني ان نتواصل وقارئ لقصائد احمد الحداد وعبدالحمن والرفيع ولي زملاء درسنا معا بالهند
      من بينهم الاستاذ العزيز التائب السابق خليل زينال راجيا ان تمدوني بنا لديكم انا بحربني الهوى ساكن عدن ،،سلمتم لنا اعزائي

    • زائر 7 | 4:10 ص

      الهيئة

      هل ستستفيد من خبرته هيئة الثقافة؟

    • زائر 4 | 3:06 ص

      الكاتب والشاعر عبد الحميد القائد...من مثقفي فترة الستينات متعددي المواهب

      الفترة التي يتعمد نسيانها ورجالاتها لاسباب سياسية ومذهبية...الا نستغرب ان بعض الاخوة لايعرفون من هو هذا الشاعر بالرغم من اصدارة عدة دواوين ورواية وصاحب عمد في اخبار الخليج...ومنظم لندوات وامسيات شعرية عديدة...ولكن النغس وما تهوى...

    • زائر 5 زائر 4 | 11:11 ص

      مترجمون ما اكثرهم

      استاذة مريم تحياتي . ولكن موضوع الترجمة هو اوسع من الاستاذ القائد وهناك قامات كثيرة من المترجمين في هذا الوطن وانت احداهن . كنت اتمنى ان تنوهي بالقامات التي سبقت القائد والتي زامنته واعطت الكثير في الترجمة وفي مختلف المجالات وكذلك الجيل الجديد من المترجمين كلهم بحاجة الى رعاية واهتمام لان الترجمة هي مسألة ثقافية عامة فيها كثير من المترجمين المهضومي الحقوق والذين يكدون من اجل العيش ولا من يسأل عنهم. ربما يكون القائد احدهم لكنه ليس وحده وربما لم يكن وضعه اسوء من غيره. شكرا لك . يوسف مكي

    • زائر 3 | 1:34 ص

      وانت الصادق لو كان طبال

      لو كان طبال من طبالة هالوقت لحصل على ..... بسرعة البرق مع فلتين وكل المطلوب الشتم وكل الكلمات القبيحة

    • زائر 2 | 12:12 ص

      ونعم الرجل

      لقد عملت مع هذا الرجل وهو وطني ومخلص بامتياز وهذه هي المشله لو كان احد المنافقين لاختلف الوضع معه تحيه الي الاخ عبدالحميد

    • زائر 1 | 10:49 م

      شكرًا على المعلومات الجميلة

      نعم ان القراءة خارج المسموح به في أفق إطار الثقافة الدارجة سفر في عالم حر جميل ليس فيه حدود او قمع فكري تفرضه العادات القرو وسطية التي تسود في مجتمعاتنا العربية المنكوبة بالجهل والتخلف وسيطرة الماضاوية على فكر الشباب ! لم اسمع عن المترجم السيد القائد من قبل للأسف الف شكر على المعلومات الجميلة

اقرأ ايضاً