العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ

إعادة اللحمة الوطنية... الأعمق والأبسط

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لا يمكن لأي محب لهذا الوطن وأبنائه إلا أن يبارك ويدعم أي مبادرة للم الشمل، وإعادة اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد وإصلاح ما تم تخريبه خلال السنوات الماضية من زرع الفتنة الطائفية، شرط أن تصفى النوايا وتصدق، فليس هناك فصل بين حب الوطن وحب جميع أبنائه مهما اختلف بعضهم عن بعض مذهبياً وسياسياً.

منذ أيام قليلة تم الإعلان عن تشكيل جمعية «التوافق الاجتماعي والوطني»، وحسب القائمين على هذه الجمعية فإن أهم الأهداف التي يسعون إليها هي «لم الشمل وإعادة البحرين لما كانت عليه قبل الأحداث، شعباً واحداً لا مصلحة لأي طرف فيه من نشوب أي نزاع والوصول بالبلد لنفق مظلم».

الجمعية تسعى لتحقيق هذه الأهداف من خلال التواصل بين أبناء المجتمع، والزيارات المتبادلة، والمحاضرات وورش العمل... وأن الجمعية لن تنسق أو تجتمع مع أي جمعية سياسية لتحقيق أهدافها، حسب تعبير العضو المؤسس للجمعية جميلة السماك.

مرة أخرى تقع هذه الجمعية في نفس الخطأ الذي وقع فيه من حاول سابقاً القيام بمثل هذا الدور.

كتبت أكثر من مرة حول عدد من المبادرات الشجاعة التي قام بها عدد من المخلصين لهذا البلد لإعادة اللحمة الوطنية، والتقريب بين مكونات المجتمع بعيداً عن الاستقطابات السياسية والأيديولوجية، وقلت حينها إنه «مع الأسف مع مرور الوقت أيقن هؤلاء أن الجرح اتسع بأكثر مما يمكن معالجته بالنوايا الصادقة والحب الخالص لهذا الوطن».

وبالعودة لتاريخ المبادرات التي طرحت خلال الفترة الماضية يمكن التذكير بـ «الملتقى الوطني» الذي تأسس في يناير/ كانون الثاني 2012 وشارك فيه ما يقارب من 300 مواطن من الطائفتين في نادي العروبة ليشكّلوا «الملتقى الوطني»، الذي هدف إلى تعزيز الروابط والوحدة الاجتماعية، والحفاظ على النسيج الاجتماعي البحريني، كما أعلن بعد فترة قصيرة عدد من المواطنين في المحافظة الوسطى تشكيلهم لـ «مجموعة تواصل» حيث أكّدوا في بياناتهم أن الهدف الأساسي من تشكيلهم للمجموعة هو نبذ الطائفية والانقسام الطائفي في المجتمع والسعي إلى تبني ونشر وإشاعة ثقافة وقيم التسامح والاعتدال وترسيخ مفهوم المواطنة القائمة على الإيمان بالوحدة الوطنية.

وفي شهر يوليو/ تموز من العام نفسه أطلق سهيل غازي القصيبي المؤسسة البحرينية للمصالحة والحوار المدني بمساندة سمو ولي العهد، حيث تعمل هذه المؤسسة على تنظيم الفعاليات والأنشطة الاجتماعية والتوعوية وغيرها لتسهيل تبادل الأفكار بين مختلف شرائح المجتمع بهدف تعزيز المصالحة والحوار المدني، وتعزيز التلاحم الوطني عن طريق الحوار الهادف.

جميع هذه المبادرات للأسف فشلت في تحقيق ولو جزء بسيط من أهدافها، أو هدفها الأوحد في لم الشمل مرة أخرى، لسبب بسيط وهو الفشل في تشخيص المرض في الحالة البحرينية، فالمشكلة ليست اجتماعية أو مذهبية على الإطلاق، وإنما هي مشكلة سياسية بالدرجة الأولى، ومتى تم حل المشكل السياسي فإن الفتنة الطائفية ستختفي في الحال.

المشكل الطائفي في البحرين لا يحتاج لزيارات متبادلة، أو ورش عمل ومحاضرات، ولا حتى لمواثيق شرف، فالمسألة أعمق من ذلك بمراحل، وهي في نفس الوقت أبسط من ذلك بكثير!

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 4:30 م

      احم احم

      اللحمه الوطنية الاعمق والابسط ؟ والله انا حسب علمي اذا كان في فرص للحياة بجزء من الكرامة وجزء مغشوش من العدل ؟ ممكن للسفينة ان تبحر ؟
      لكن بعد غياب هذا المتوفر من العدل والكرمة ؟ اعتقد الناس راح تقتنع بان المفروض بهدي العقلية كل واحد ايسوي ليه دولة لوحده ويكعد فيه وكل شخص وعنده قدراته وموارده وكان الله غفورا رحيما لا يحتاج تتكلم ولا تنتقد ولا اتغير لا نظام ولا وزير ولا حتى اللي ايخم في الشارع اما ان الاصلاح بسيط ؟؟؟؟ فهذا حلم لنه البحرين حكومة ومعارضة ما استوعبت شنو ايدور في البحرين

    • زائر 16 | 2:39 ص

      ..

      الجهات الرسمية بيدها الوحدة الوطنية وبيدها أيضا مفاتيح التفرقة بين الطائفتين فمجرد ممارسة التهمييش ضد أي فئة أو مكون أساسي ف المجتمع سوف يتنج عنه الفرقة بين الطائفتين

    • زائر 17 زائر 16 | 4:11 ص

      إذا كانت فرقة الشعب وتهميشها لطائفة لايصب إلا في مصلحتها

      فلماذا تساعدها في هذا ونهمش بعضنا البعض في جمعيات لايمكن أن يجمعها حتى إللقاء فكيف بالثقة بينها فلماذا لانعود للعمل السياسي المشترك ونخرب على كل من يريد تفرقتنا والطاءفيين الكريمتين يجمعها حب الشعب والوطن

    • زائر 14 | 12:43 ص

      اللحمة طارت يا جميل

      وصل سعر اللحمة 3 دينار

    • زائر 11 | 12:31 ص

      التفرقة سلاح استخدمه البعض لضرب مطالبات الشعب

      رغم ان الشعوب تعرف وتعلم ان التفرقة سلاح استخدمته انظمة وجهات استعمارية وغيرها لضرب كل مصالح الشعوب وتلاحمها الا ان البعض يركض وراءها ركضا اعمى

    • زائر 8 | 12:11 ص

      المستفيد من انشطار المواطنين هي السلطة للابتعاد عن الاستحقاق

      الديمقراطي والمحاسبة وإعادة اللحمة الوطنية هي القوة الحقيقية التي تنتج برلمان قوي يكون مصغر عن صوت الشعب بعيدا عن عدد هذا الطيف اوذاك وهذا لاياتي إلا من جمعيات هذا أساسها من كل الأطياف وتحمل جميع أجندات المواطنين على اختلاف ألوانهم

    • زائر 7 | 11:48 م

      الحل ليس بالجمعيات ولا التكتلات

      الحل بيد الدولة حل قضية السجون وفتح الوضائف في الوزارات لكلتا الطائفتين دون تمييز والابتعاد عن تهميش الموظفين الشيعة في الوزارات والشركات من هنا ستعود المصالحة بشكل طبيعي

    • زائر 6 | 11:28 م

      لقد جربنا التفرقة الطائفية 6 سنوات هل اقتربنا من حل الأزمة السياسية

      بل تعقدة أكثر وكان الخوف من بعضنا هو المسيطر وان بدأ للبعض غير ذلك حتى وقفنا كطاءفتين ضد بعض فهل نكرر هذا وقبلنا لبنان فاشل سياسين بسبب الأحزاب الطائفية الاختلاف السياسي شئ طبيعي في الدول الديمقراطية بس لايمس وحدة الشعوب والعيش المشترك

    • زائر 4 | 11:05 م

      العمل السياسي المشترك بين أبناء الوطن الواحد

      هو بكل بساطة يذهب الطائفية وإلى الأبد وقد مورس النضال السياسي المشترك في السابق وحتى برلمان 73 الناخب البحريني لا يعير أي اهتمام لمذهب المترشح وحتى العرائض في التسعينات كانت مشتركة

    • زائر 3 | 11:01 م

      .

      قوله ( وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ( 63 ) ) الله الف بينهم بالدين و القرآن , والداهيه العظمى أن يصبح الدواء داء . فما الحل ؟؟ الرسول يقول فلا ترجعوا بعدي كفارا يكفر بعضكم بعضا , فرجعنا نكفر بعضنا بعضا باسم الدين ؟؟؟؟ مصيبه !!!

    • زائر 2 | 10:50 م

      الأمور سليمة ولاتكبور السالفة

      من تراه الدولة مخرب تم سجنه وتعذيبه وسحب الجنسية وبيت الإسكان منه وفصله وتهجيره وأخذت الدولة حقها منهم بس من ......................... ويوتمت ويوتم ليهم الله وعفى الله عما سلف.

    • زائر 1 | 10:50 م

      لاتامن

      كل شي يرجع إلا السمعه اذا ذهبت لإ ترجع

اقرأ ايضاً