العدد 4873 - السبت 09 يناير 2016م الموافق 29 ربيع الاول 1437هـ

شغالتنا هربت!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

لا أعتقد أن أحداً من قراء هذا المقال لم يقل أو يسمع هذا التعبير «شغالتنا هربت» من قريب أو صديق، أو جارٍ، أو زميل عمل، فهروب عاملات المنازل هذه الأيام بـ «الجكية»، أو بالجملة، ويبدو أن هذا الأمر أصبح موضة رائجة تتفنن من خلالها عاملات المنازل في طريقة الهروب.

لا أريد أن أبحث في هذا المقال عن الأسباب، ولا أريد أن ألوم طرفاً من الطرفين سواء عاملة المنزل أو صاحب العمل، فقد تكون عاملة المنزل مظلومة ومغلوباً على أمرها، فلم تجد طريقة للتخلص من مشكلتها إلا الهروب، وقد تكون عاملة المنزل انتهازية انتهزت مهنتها، واختارت أن تعمل بأسلوب آخر، فاختارت الهروب لتحقق أحلامها على حساب رب العمل الذي دفع المبلغ الفلاني لصاحب المكتب، وكم من رب عمل، هربت عاملة منزله، وهو لايزال يدفع مبالغ وصولها إليه.

ليست هذه المشكلة التي وددت تسليط الضوء عليها، فهذه المشكلة تخص صاحب العمل وعاملته فقط، ولكن أود تسليط الضوء على مشكلة أشمل، أكمل، وأكبر، وأخطر، تخص المجتمع بأكمله، وتتلخص في هذا السؤال: أين تذهب هذه الأعداد الكبيرة من عاملات المنازل بعد أن تنجح في ترك العمل والهروب من المنازل؟!

الحديث هنا ليس عن كل العمالة، بل فقط عن عاملات المنازل وأغلبهن في سن مبكر، ومتوسط، ونحن لا نتحدث عن عاملة أو عاملتين، بل نتحدث عن آلاف العاملات اللاتي نجحن في شد أحزمتهن، ومغادرة المنازل التي يعملن فيها، فبحسب هيئة تنظيم سوق العمل، فإن الهيئة تلقت 1108 بلاغات ترك عمل (هروب) لعاملات منازل، وهذه الإحصائية تشمل الفترة منذ تسلم هيئة سوق العمل لمهام إصدار تراخيص عاملات المنازل، إلى بداية أغسطس/ آب من العام الماضي (2015) فقط، وبالتأكيد هناك أضعاف هذا العدد قبل وبعد هذه الفترة.

غالبية عاملات المنازل يخترن الهروب ليلاً، بل وغالبيتهن لا يمكنهن الهروب من دون مساعدة أحد، والقصص هنا لا تحتاج إلى سرد، فكثيرات من ضبطن هاربات مع أشخاص لهن علاقة مسبقة بهم، و «سوالف» الناس عن هذه القصص تنتشر بينهم كانتشار الهواء.

من الذي يقوم بتهريب هذه العاملات؟! وأين وجهتهن بعد الهروب؟! هل يعملن في أماكن أخرى؟ وما هي هذه الأماكن؟ وما هو نوع العمل الذي يقمن به؟

عندما يقرأ الناس هذه الأرقام المرعبة، ويسمعون الكثير من هذه القصص اليومية عن هروب أو تهريب عاملات المنازل، يحق لهم أن يخشوا من وجود شبكات متخصصة في الاتجار بالبشر، وتحديداً الاتجار بعاملات المنازل واستثمارهنّ ربما في أعمال غير مشروعة، كما يحق للناس أن تتساءل عن الإجراءات المتخذة حيال الأشخاص الذين يضبطون وهم يقومون بهذا النوع من المخالفات التي تنتهك حقوق الإنسان بالدرجة الأولى.

الآلاف من عاملات المنازل، أو فلنقل ألف عاملة فقط، كما صرحت هيئة سوق العمل، هل يمكن لهن أن يسكنّ في الشارع أو على الأرصفة أو في الأماكن العامة؟! إذاً أين يسكنّ، وأين يأكلن، وأين يمارسن حياتهن، وكيف يمكنهنّ العيش؟ وما هو مصدر دخلهن ومن يؤويهن ويوفر لهنَّ سبل العيش؟! بالتأكيد ليس الجن من يقومون بهذه المهمة؟ بل هم بشر يتاجرون بالبشر، وعلينا حماية المجتمع من خلال تعقب المتربحين من هذا العمل حتى لا يجد أربابه الأبواب مفتوحة لهم من دون حسيب أو رقيب، فتصبح هذه التجارة رائجة لضعاف النفوس، ويقع المجتمع ضحية لكارثة غير محسوبة العواقب.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 4873 - السبت 09 يناير 2016م الموافق 29 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 7:55 ص

      البنغالية

      سبب هروب الشغالات كله البنغالية اللي ايغسلون السيارات
      عندنا شغالة اندونيسية هربت بعد ثلاثة اشهر

    • زائر 24 | 6:44 ص

      العقرب

      افتحوا خط على الافل للتبليغ عن الخادمات الهاربات
      فريقنا متروس من الخادمات اللي بالساعة و كل يوم و زيدوا السعر خصوصا من الجنسية البنغالية والأثيوبية مع انه ما اشوف مكاتب خدم اتجيب من الجنسية البنغالية
      الجنسيات الاخرى مثل الجنسية الفلبينية يفضلون اشغال قانية خصوصا لما اتكون متعلمة او على الاقل تبغي حريتها اتروح و اتجي فتروح تشتعل في مطعم او غيره

    • زائر 23 | 4:57 ص

      الخدامة تهرب اما بسبب ان عندها هاتف خاص تتواصل مع الآخرين فهذا اللوم يقع على صاحب العمل فالمفترض تريد تتصل تعطيها تلفون فقط لوقت الاتصال لان اكبر خطأ ان يكون عندها هاتف ومن ثم البعض يعطيها حرية الخروج من المنزل وشراء الاغراض بدون رقابة كما يحصل عند الكثير كما ان المعاملة السيئة لها دور والافضل تكون خادمة جديدة على البلاد وماعندها حتى خبرة ومعرفة بأحد شغلها فقط في المنزل بالله شنو فائدة عندها خبرة وتعرف البلد وبعدها تهرب وضاعت فلوسك يا صابر

    • زائر 22 | 4:07 ص

      خدامتكم هاربة رحو دور عليه في الشقق المشبوهة في الجفير

    • زائر 21 | 1:49 ص

      ضعف القوانين و عدم الجدية في التطبيق
      يا أخي لا تلم إلا القوانين الهزيلة و الضعف في تطبيق هذه القوانين. لو أن القوانين واضحة و صارمة على الطرفين ، رب العمل و العاملة لانعدمت حالات الهروب. يعني لو عرف العامل أن عليه التزامات إذا أخل بالعقد أو انقطع عن العمل قبل المدة ؛ أو هرب فعليه جميع المصاريف؛ لما هرب.
      على الجانب الآخر يجب أن يُمكَّن العامل من معرفة حقوقه، و يستطيع في رفع شكواه إلى السلطات المختصة، و ذلك بإرفاق أرقام الاتصال بالسلطات في عقد العمل ليراها بنفسه و بلغته.

    • زائر 20 | 1:21 ص

      القانون على المواطن كالسيف وعلى الخدم كالورد

    • زائر 19 | 1:15 ص

      اذا تبغي كلمة الحق : بعض الناس يتفق مع خدامة جاره ان يهربها ويوعدها وتالي تهرب معاه ويوديها شقق دعاره او فندق دعاره ,, وهالشي يصير بالسر و المشكله انه هالجار واسطته ومعارفه واجد وما تقدر تشتكي عليه بدون ما تصوره بدليل قاطع ,, و ان شاء الله اذا تم تصويره بالجرم المشهود راح ننشره

    • زائر 18 | 1:10 ص

      أنا عندي حالة خاصة و استجلبت خادمة لرعايتها و الان هربت و لم تكمل حتغŒ 4 شهور و انا تعب جدا فهي بحاجة رعاية كاملة فالذي يهربهن لا يعلم ضرف الناس و يقوم بهذا العمل الله لا يسامحه و لا يبري ذمته و عساه يشوفه في اعز ما يملك هو و الشغالة الهاربة عسغŒ المال الي تحصله تتعالج فيه و لا يكفيها لان حالتي تصعب علغŒ الكافر الله ينتقم من كل من اسهم في معانتي و من ضمنهم المكتب

    • زائر 17 | 1:02 ص

      يجب فتح باب التحقيق علغŒ مصراعيه و كشف هذه الشبكات التي تسرق قوت المواطن المطحون اجيب شغالة ما كملت 3 شهور و تهرب وين القانون الي ينصف المواطن و المكتب يقول لا ضمان علغŒ الهروب ما فائدة ضمان 3 شهور اذا لم يتضمن الهروب !! ظلم طاغي للمواطن و الاجنبي يستفيد من القانون لا و تهرب في ليلة ممطرة دليل ان سيارة اخذتها من عند البيت وين دوريات الشرطة المنتشرة عنهم . الفيزا ضاعت و ضاع حقنا في المبلغ الكبير الي دفعناه للمكتب حتغŒ ما دفع لنا نسبة او عوضنا بس حسبنا الله و نعم الوكيل علغŒ من آذانا و الله يأخذ الحق

    • زائر 16 | 12:41 ص

      غياب القانون الرادع لهم

      غياب القانون الرادع لهم
      يجب ان يكون هناك قانون رادع وغرامة مالية قوية لكل من تسول له او لها نفسها بالهروب

    • زائر 15 | 12:34 ص

      من أمن العقوبة أساء الأدب .. ليس هناك قانون يردع العاملات من الهروب بل ما يوجد يشجعهن على الهروب وحتى الإجراءات بعد الهروب من قبل الجهات الرسمية غير جادة لحل واضح بل هي عدم جدية واضحة لذلك ترى اعدادهم في تزايد وجود قانون وإجراءات جدية لمعالجة المشكلة

    • زائر 13 | 12:06 ص

      طالما ان المستفيد من علية القوم ومن هم اصحاب مصالح كبرى فلا طائل من الكلام عن الموضوع

    • زائر 12 | 11:54 م

      من خلال خبرتي هناك عصابات تعمل بشكل منظم ومرتب وربما الطرف مغضوض عنها لأن العصابات تهرب الخدّامات لبعض الفلل الفخمة وبعض الفنادق وغير ذلك .
      القانون مسلّط على المواطن لكنه كسيح ومعاق تجاه الخدم خوفا من سفاراتهم

    • زائر 11 | 11:24 م

      موضوع مهم للغاية ومع الأسف لم تتخذ الجهات المعنية اجراءات صارمة ضد هروب الخدم، هربت من عندي خادمة لمدة تقارب ثلاث سنوات وفي النهاية تسفير فقط؟؟؟

    • زائر 10 | 11:18 م

      سبب الهروب

      عندما تهرب العاملة فبمساعدة اشخاص .لماذا يزداد الهروب لعدم وجود رادع. نوابنا الافاضل خبر خير ليش رشحناكم مو تسنون قوانين. وين عجل بصوتك تقدر هذ احنا رشحناك ونمر على مكتبك ليل ونهار مسكر ولا نسمع ليك حس في المجلس؟؟؟

    • زائر 8 | 11:02 م

      المواطن ضحية الهروب

      أولا : بالنسبة لمن يقوم بـ تهريب الخادمات هناك أشخاص يقومون بذلك مقابل مبالغ يأخذونها من الخادمات.
      ثانيا: الخادمات الهاربات من الجنسية الإثيوبية يتواجدن في بعض المقاهي في سوق المنامة .

    • زائر 7 | 10:59 م

      بعيدا عن الموضوع قليلا

      الخدم مثل الزواج قد يتوفق الزوج بزوجه صالحه وقد لا يتوفق وكذلك بالنسبه للزوجه والشغاله مسألة توفيق وحظ وبعدين تجي الاسباب الا تخليها تهرب

    • زائر 9 زائر 7 | 11:09 م

      زائر

      القانون غير منصف فحين تتصل بك الشرطة بعد أربع أو خمس سنوات وتقول لك أحضر جواز السفر وتذكرة عوده للخادمه لا تسئلها أي كانت وعند من كانت تعمل انت مجبر على دفع كل ذلك وربما تدعي انك لم تدفع لها رواتب كذا شهر وأيضا تدفعها وانت طيب فأين القانون ؟

    • زائر 6 | 10:50 م

      يمكن هربت من الضيم والجور الي شافته بالكرف والتعب يمكن
      الشغالات من تعطونهم تلفونات قولو لهم بيباي

    • زائر 5 | 10:32 م

      الأخ عقيل

      ليش ما تتصل في الشرطه 999 الله يكون في عونك ، ما تستاهل أخوي عقيل.

    • زائر 4 | 10:28 م

      الهروب

      موضوع ممتاز وتساؤل وجيه وفي محله ،
      بالفعل لا تهرب الشغاله بدون ترتيبات خارجية وقد حدث بالفعل معنا والحقيقه تكمن في وجود عصابات تقوم بتهريبها وتتاجر بها في الدعاره وأخريات في العمل الجزئي في مناطق بعيده عن مكان عملها السابق والفئة الثالثة تتوجه للعمل في الفنادق نادلات او عاملات ليلاً

    • زائر 3 | 10:26 م

      بعض الهاربات يعملن في الفنادق تنظيف الغرف والمرافق بنظام الساعات وبعضهن يعملن لحساب مكاتب خاصة تستخدمهن في أعمال خدمة البيوت بنظام الساعة في البيوت ( دينار ونصف للساعة ) والطريقة أكثر من سهلة للمتاجرين بهن ، أذا هربت من كفيلها في منطقة مدينة عيسى مثلا فإن المكتب يستخدمها في منطقة المحرق أو المناطق البعيدة وهكذا ، المشكلة التي لم تتطرق إليها هي قوانين العمل عندنا فهي تساند العاملة الهاربة في نهاية الأمر ، فبعد أربع أو خمس سنوات من الهروب تأتي لتأخذ جوازها وتذكرة سفرها وأنت مجبر على ذلك.

    • زائر 2 | 10:18 م

      الاجابة واضحه

      لتجد اجابة لسؤالك فقط اذهب للقضيبية او الحورة في المطاعم التي تخص بلدانهم وستجدهم يسرحون ويمرحون هذا ليس لغزا فالمواطن العادي يراهم فما بال المختصون يغمضون اعينهم

    • زائر 1 | 9:53 م

      سؤالك مهم

      فعلا؛ نحتاج لبحث الأمر من كل جوانبه وعلى كل سؤال طرح في المقال.

    • زائر 14 زائر 1 | 12:15 ص

      احذر من اللي يغسلون السيارات

      مشاكلنا كل من بطونا.

اقرأ ايضاً