العدد 4888 - الأحد 24 يناير 2016م الموافق 14 ربيع الثاني 1437هـ

مصاحبة الأطفال

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

مرت أيام الامتحانات النهائية التي كانت صعبة على أطفالنا وأبنائنا في كل المراحل الدراسية وعلينا أيضاً كأولياء أمور وجبت عليهم متابعة أبنائهم وتوفير سبل الراحة والبيئة المناسبة التي يحتاجها الأبناء للدراسة. بعضنا اعتبرها أيام طوارئ فيما ذهب بعضنا الآخر لاعتبارها فترة عادية تحتاج لمجهود أكبر وتوفير وقت أطول من الاهتمام والمتابعة، وأياً كان ما اعتبرناه فإن هذه الفترة قد انقضت بعد أن أخذت وقتاً طويلاً من أبنائنا ومنا. ومن هنا وجب علينا تعويضهم بما هو خير وسعيد.

قرأت في إحدى المرات خبراً في الصفحة الأخيرة بإحدى الصحف مفاده أن أحد الأطفال اتجه لوالده المشغول عنه دائماً بالعمل وفي يده ورقة يريد منه قراءتها، وهو الطفل الذي للتو يتعلم حروف الهجاء ولا يمكنه قراءة رسالة كاملة، لكن الأب زجره وأبعده عنه بحجة انشغاله بأوراق العمل التي بين يديه، فذهب هذا الطفل إلى جدته التي لا تجيد القراءة وطلب منها إخباره بما تحتويه هذه الرسالة، لكنها تظاهرت بالقراءة وأخبرته أنها تحتوي على مديح له من معلمته وخصوصاً حين قال لها إن معلمته هي من سلمتها له.

في اليوم التالي أوصل الأب ابنه إلى المدرسة من غير أن ينتظر دخوله، وهو ما كان يفعله دائماً، وعاد إليه بعد انتهاء الدوام المدرسي، لكنه وجده واقفاً على الباب وقد أخذ منه العرق والجهد والجوع ما أخذ، استغرب الأب من وضع ابنه ومن خلو الساحة المدرسية فسأله عن السبب فأجابه إن المدرسة مغلقة اليوم ولا يعرف سبب ذلك، حينها اتصل الأب بمعلمة طفله وهو غاضب لكنها صدمته حين قالت له إنها أعطت جميع الأطفال رسائل تنبيهية بهذا الأمر، فتذكر الأب الرسالة وطلب من طفله أن يقراها ليعتريه الندم الذي لم يعد ينفع.

كتبتُ هذه القصة رغبة مني في تذكير نفسي وأولياء الأمور بأهمية أن نكون مع أطفالنا وخصوصاً في فترة إجازتهم المدرسية، أن نأخذ بأيديهم ونسمعهم. نحاورهم ونناقشهم. ننزههم بعد أن نوجد وقتاً لذلك في خضم انشغالاتنا؛ فالطفل لا يجيد فهم ما حوله حين يتعلق الأمر بغياب والديه عنه طوال الوقت.

أتذكر أنني شاركت في أحد اجتماعات أولياء الأمور بالطلبة في مدرسة طفليّ وكان عنوانه حينها أعطني وقتاً، وفوجئت بردود الأطفال حين خيّرهم المعلم بين عمل والدهم لساعات طويلة براتب كبير يوفر احتياجاتهم جميعها وبين وجوده معهم لعمله في وظيفة بدوام أقل وراتب لا يفي بأي حاجة.

كان الأطفال حينها في الصف السادس، لكنهم أجمعوا تقريباً على رغبتهم في وجود آبائهم معهم حتى ولو كان ذلك على حساب توفير ما يتمنون.

إن لأطفالنا علينا حق. حق وجودنا معهم ومشاركتهم لحظاتهم السعيدة والمحبطة لنربي فيهم شعورهم بالأمان والمحبة والانتماء للأسرة التي هي أساس المجتمع واللبنة الأولى في تأسيس وطن سعيد.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4888 - الأحد 24 يناير 2016م الموافق 14 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 9:24 م

      بنتي يوميا

      قبل ما اطلع الصبح
      اتقولي تعالي من وقت اليوم
      ليش لأن دوامي يخلص ثنتين وربع على بال ما أوصل ثلاث وشوي واهي توصل البيت الساعه وحده
      كنسلوا التمديد ذبحتووونا وذبحتوا اعيالناااا
      مع اني طول العصرية معاها لكن شسوي
      اعيالنا يحسون بفجوه بينا وبينهم
      الله يلعن التمديد

اقرأ ايضاً