العدد 4889 - الإثنين 25 يناير 2016م الموافق 15 ربيع الثاني 1437هـ

الخريف الطائفي اختطف الربيع العربي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الذكرى الخامسة للربيع العربي مرَّت علينا أمس... فمسمَّى «الربيع العربي» استبدل مسمَّى «ثورة الياسمين»، لأن الأخيرة اختصت بتونس، ولكن عندما انتشرت الشرارة التونسية إلى مصر وعدد من الدول العربية الأخرى، من المحيط إلى الخليج، فقد أصبحت تسمية «الربيع العربي» هي العنوان التعريفي للثورات والانتفاضات والاحتجاجات التي اشتعلت في أماكن عديدة.

قبل خمس سنوات، خرج الشباب العربي مطالباً بالكرامة الإنسانية وبالحريَّة السياسيَّة، ومُندِّداً بالفساد والفقر والاضطهاد والظلم، واهتزَّ ضمير العالم لنداءات الشباب، وبدأت معالم السياسة الدولية تتغير مع انطلاق موجة من التفاؤل بحدوث إصلاحات سياسيَّة واقتصاديَّة.

الخريف الطائفي غيَّر المشهد السياسي، والآن لدينا انهيارات أو اهتزازات لأنظمة، وانتشار للإرهاب والفوضى والتخريب، وعادت القبضة الحديديَّة لتخنق الحريات العامة في الكثير من الدول بصورة لم تحدث من قبل، وتمَّت مصادرة المجتمع المدني واستبداله بمؤسسات وهمية تساند القمع وتدعو إلى تكثيف الاضطهاد تحت شعارات شتَّى.

يتزامن هذا الاضطراب الكبير مع أزمات اقتصادية تجتاح مناطق عديدة في العالم، وهذا كله يدفع باتجاه تغيير المعادلات السياسيَّة وفرض أمر واقع مختلف. فالسودان انقسم إلى سودانين، والانقسام هناك مُعرَّض لمزيد من الانقسامات، وليبيا أصبحت مبضعة بين المناطق والقبائل، واليمن يمرُّ في محنة كبيرة، وسورية أصبحت موزَّعة بين ساحات حرب، والعراق أصبح يحتوي على حكومتين، إحداهما في بغداد والأخرى في أربيل، وربما تنشأ حكومة ثالثة في المستقبل.

«الخريف الطائفي» اختطف «الربيع العربي»، وهذا الاختطاف قلبَ المعادلات رأساً على عقِب، والدماء لازالت تسيل، والبلدان لازالت تتعرَّض للتدمير بسبب ذلك. الوضع بصورة عامة يمرُّ بمخاض عسير، والمستقبل ستُحدِّده السنوات العجاف التي لازالت لم تنتهِ بعد.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4889 - الإثنين 25 يناير 2016م الموافق 15 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • sabah.fardan | 9:35 ص

      بدل موجة التفاؤل حدثت موجات من التشاؤم بسبب فشل الربيع العربي

      افشال الربيع العربي و حرف الحراك الشعبي عن أهدافه لكثير من الدول العربية أدى الى تضاعف الظلم و التعسف وتوقف للحريات و الديمقراطيات في الكثير من المجالات سنوات صعبة مرت و ايضا سنتين ستكونان من اصعب السنوات حسب التنبؤات و التوقعات لعام 2016 لا توجد انفراجات قريبة سوى الافق المظلم .. امس مرت ذكرى 25 يناير على مصر بسلام ولم يسقط قتلى والتحليلات الاخبارية تقول ان التدخل الروسي في سوريا قلب المعادلات او بالأحرى اوقف المؤامرات الغربية فهل هذا صحيح ام ان امريكا و روسيا تتعاونان من اجل تخريب ما تبقى .

    • sabah.fardan | 2:47 ص

      يتزامن هذا الاضطراب الكبير مع أزمات اقتصادية تجتاح مناطق عديدة في العالم

      بالفعل انه اضطراب كبير لم يهدأ مثلا بعد رحيل القذافي لم ينتخب رئيس اخر و تم حرق ابار النفط و داعش تعيث فسادا هناك و القبائل تتقاتل و اليمن بدون رئيس و لا مستقبل سياسي بالاضافة الى الاوضاع المزرية التي خلفتها الحرب في مصر بعد حسني مبارك الاوضاع متوترة و القتل مستمر في سيناء و بعض المدن و المحافظات مثل استهداف الضباط و الشرطة في سوريا بشار الاسد يحكم ثلث سوريا و الباقي في يد العصابات و العراق حاله يبكي
      وتداعيات الثورات انتقلت الى اوربا و تركيا و امريكا

    • زائر 19 | 12:06 ص

      لم يعد الزمن هو الزمن، ولم يعد بالإمكان الاطباق والحجر على رأي الشعوب وتطلعاتها، ومن يظنّ انه بإمكانه ذلك فإنه واهم قد يستطيع مقاومة التيار لبعض الوقت لكنها سيرهق لاحقا فكل الشعوب تنظر لبعضها بعضا وتحاول اقتفاء من سبقها في الوصول الى المشاركة في صنع مستقبلها ومستقبل بلادها

    • زائر 18 | 12:01 ص

      ستدرك بعض الدول التي حاربت تطلعات الشعوب انها كانت تحارب خيط دخان وستعود بخفي حنين وستندم على وقوفها ضد تيار مطالبة الشعوب بالمشاركة في صنع مستقبلها

    • زائر 17 | 11:53 م

      الوقوف ضد تطلّع الشعوب يعطي لهذه الشعوب درسا أين يكمن الخطر . فالدول العربية تعاونت على الاثم والعدوان ضد تطلعات شعوبها والتي تطمح لأن تدخل عصر حرية الشعوب وكرامة بني الانسان

    • زائر 16 | 11:23 م

      دكتورنا الي ماله اول ماله تالي جوف العراق واليمن وسوريا ولبنان بعد 79 أصبح مكب للنفايات بعد أن كان باريس الشرق

    • زائر 14 | 11:17 م

      ابو علي

      لولا العقلاء في هذة البلدان جان الحمقة فعلو المجازر يخلدها التاريخ

    • زائر 13 | 11:05 م

      حسبنا الله ونعم الوكيل

      اين الطالب بدم المقتول......... ؟؟

    • زائر 11 | 10:51 م

      صدقت

      كل من يطالب بحقوقه المشروعة يُتهم بالخيانة و الطائفية و هي سلاح الظالمين للتفريق بين الناس و تشتيت المطالب و حرف البوصلة

    • زائر 4 | 9:23 م

      الحمد لله بسياسة وحنكة حكومتنا استطاعو ابعاد ديرتنا عن الفتنة
      ونقولها بصراحة الحمد لله على الامن والامان

    • زائر 12 زائر 4 | 10:58 م

      الحمدلله على كل حال

      نحن نعيش في الامن و الامان منذ زمن بعيد بسبب ان شعب البحرين الاصيل سلمي و حضاري و لا يحب الظلم
      لكن كثرة الاجانب و الغرباء في البلد تعطي احساس بعدم الامان

    • sabah.fardan | 9:18 م

      تونس تثور من جديد فهل سيؤثر ذلك على باقي البلدان العربية

      بدأ الالاف من الشعب التونسي و العاطلين احتجاجات من مدينة القصرين في تونس عندما سقط عاطل محتج من أعلى عامود كهربائي (احترق و استشهد) لكن سرعان ما انتقلت الاحتجاجات إلى باقي المدن لتسودها أعمال حرق وتخريب ونهب لمقار حكومية وأمنية ومحلات واعتقال 1105 في مشاهد تذكرنا بحرق البوعزيزي لنفسه و الزلزال العربي الذي حدث وهروب زين العابدين من البلد في ظل اوضاع مشتعلة و اشتعال دول مجاورة بموجة من الغضب .. نحن الآن في أوضاع مشابهة من الانغلاق و التقشف و الظلم .

    • sabah.fardan | 9:06 م

      قبل 5 سنوات خرج الشباب العربي في تظاهرات و لكن تم قتلهم و قمعهم بوحشية

      لا أعتقد ان احد المحطات الفضائية تجرؤ على عرض اشرطة الفيديو ل الثورات العربية في تونس و ليبيا و مصر و اليمن و حجم الوحشية ضد الشباب و ما حدث في سوريا شيء مختلف فالمعارضة السورية و التدخل الغربي من 40 دولة كان هدفه الاطاحة بالنظام و الإطاحة بالجمهورية التي تدعم المقاومة الاسلامية ضد اسرائيل و لكن بالرغم من سقوط عدد هائل من الشهداء يفوق 300 ألف و تدمير البلد و تهجير شعبه الا انه فشل مشروعهم .. الان نحن نترقب سيناريو اسوأ بكثير يدمر العراق و سوريا و مصر و لبنان و ...

    • sabah.fardan | 8:54 م

      الجحيم العربي أو الدمار العربي

      الثورات انطلقت في يناير 2011 من أجل الكرامة و الحرية و التغيير و اسقاط الانظمة السياسية التي حكمت الشعوب لعقود من الزمن بقبضة حديدية و نجحت في الاطاحة ب 4 رؤوساء و لكن فجأة جاء الخريف العربي ليدمر كل شيء و يقتل كل شيء و تدخل الدول الكبرى و التنظيمات الارهابية المدعومة من الخارج بالمليارات حول الوطن العربي الى شيء أشبه بالثكنة العسكرية والسجن و السباق للتسلح أدى الى الانهيارات الاقتصادية و الإفلاس .

اقرأ ايضاً