العدد 4923 - الأحد 28 فبراير 2016م الموافق 20 جمادى الأولى 1437هـ

ثقافة «البوس» بين الضحك والبكاء!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

صرّح رئيس وزراء الأردن عبدالله النسور في إحدى المناسبات عن آفة التقبيل، إذ قال: «هناك تخصّص في الأردن لا أعتقد في عالم يوجد مثل هذا التخصّص، فلا توجد دولة في العالم فيها (مباوسة) قد الأردن!»، وقد سأل الجمهور إن كان هناك بلد ينافس الأردن في (البوس) فليخبره، واستطرد بأنّ الشعب ما شاء الله منغمس في (البوس) وإنّ (البوس) ينقل المرض، ومظهر كاذب في كثير من الأحيان وليس صادقًا أمام النّاس، وقالها مازحًا: إنّ أرقام الحكومة تقول إنّ 73 في المئة هي (بوسات) غير مضبوطة، فضحك الجمهور ولم يتوقّف حتى انتهاء المقطع الصوتي!

كنّا نتمنى من رئيس الوزراء الأردني أن يأتي بالأرقام التي تُضحك الشعب وتُفرحه، وهنا نعني الأرقام الاقتصادية، وتخفيف الأعباء عن كاهل المواطن الأردني، وليس تصريحاً عن (البوس) الذي هو عادة من عادات وتقاليد الشعوب العربية أجمع!

يا ليت رئيس الوزراء الأردني ورؤساء الوزارات في الدول العربية يصرّحون عن حقائق وخطط ومستجدّات تفيد المواطن العربي وترفع شأنه ورفاهيّته، قبل الاستهزاء بثقافة (البوس)؛ لأنّ الأرقام والحقائق والخطط الاقتصادية هي التي تُضحك وتُسعد المواطن، وليس هذا النوع من الثقافات التي تُحزن أكثر ممّا تُسعد!

نريد من يكون مثل رئيس البرازيل لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، الذي استطاع في سنوات معدودة وبخطّة مدروسة تسديد ديون البرازيل التي تقدّر بمئات المليارات من الدولارات؛ لأنّه وضع المواطن البرازيلي نصب عينيه قبل نفسه أو عشيرته أو جماعته أو من يُحسَب عليه، فسيلفا رسم خطّة متمثّلة في النهوض بالاقتصاد البرازيلي، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتحديث الجيش، ومن خلال هذه الخطّة انتشل أكثر من 20 مليون مواطن من تحت خط الفقر وتحسين حالتهم المعيشية، ألاّ تُرفع القبّعات تكريمًا لهذا الرئيس؟!

ليس القبعات فقط التي تُرفع لهذا الرئيس، بل تُرفع الأيادي للدعاء لشخص مثله، أزال هموم مواطنيه، ونقش السعادة داخل نفوسهم بعد أن كانت منكسرة، وأصبحت رفاهية الشعب البرازيلي حقيقة بعد أن كادت أن تفلّس الدولة وينهار الوطن.

اسمح لنا يا رئيس وزراء الأردن، الضحك على (البوس) لم يكن في محلّه، إذ إنّ المجتمع العربي بأكمله يعاني الأمرين في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمعيشية، ونعتقد بأنّ الشعب الأردني يتمنّى من رئيس وزرائه أن يحقّق ما حقّقه رئيس البرازيل لشعبه.

تسديد الديون عن الدولة ورفاهية الشعب وتخفيض الضرائب هي الخطّة الرئيسية التي كنا نتمنّى أن يتحدث عنها رئيس الوزراء الأردني، وان لم يكن الموضوع شأننا، لكن بكينا بعد ضحك النّاس على ثقافة (البوس)، فنحن في الخليج نستطيع منافسة الأردن في هذه الثقافة، ولا نخجل منها، والأساس ليس ثقافة (البوس) وانّما ثقافة «راحة الشعوب».

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4923 - الأحد 28 فبراير 2016م الموافق 20 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 8:20 ص

      من يحترم بكسر الراء يحترم بضم الياء واللبيب بلاشارة يفهم

    • زائر 9 | 2:54 ص

      ..

      . أكثر من مره سمعت المناضل الكبير عبدالله فخرو رحمه الله في مقبرة المحرق دائما يقول للمعزين رجاءا فقط سلم باليد وتركوا عنكم البوس .. إن أردتم هذا فإذهبوا بيوتكم لزوجاتكم وليس هنا.

    • زائر 10 زائر 9 | 3:05 ص

      هههههههه

      شحليلاتك نتفت التعليق تنتيف ، مو مشكله بعد حلو وعزيز يا الطيب..تعرفني أنا زين سكين لا نفاق في قاموسي.

    • زائر 7 | 1:13 ص

      احسنت أتمنى ان يتعلم حكام العرب من الرئيس البرازيلي وسيعرفون ولاء المواطنين لان الولاء للحاكم يأتي بولاء الحاكم لشعبه.

    • زائر 4 | 10:24 م

      استاذة اقترح استيراد مثل رئيس البرازيل
      وتركيا وإندونيسيا للدول العربية بما فيها الخليجية
      ريما تنحل جميع المشاكل

    • زائر 1 | 9:21 م

      فى الصميم عزيزتى كلامك هذا . ولكن هل لدينا من هو يكون كرئيس وزراء البرازيل؟؟ اشك ف ذلك.

اقرأ ايضاً