العدد 4926 - الأربعاء 02 مارس 2016م الموافق 23 جمادى الأولى 1437هـ

سياسة بث الخوف... ترامب مثالاً

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الانتخابات التحضيرية للحزب الجمهوري في 14 ولاية أميركية أظهرت تقدُّم المرشح الرئاسي دونالد ترامب في 10 ولايات، وهذا يعطيه دفعة قوية ليصبح المرشح الجمهوري. هذا الأمر بدأ يُقلق الكثيرين. وقد سجّل موقع البحث «غوغل» ارتفاعاً في البحث عبر عبارة «كيف أستطيع الانتقال إلى كندا» بعد 4 ساعات من فوز ترامب بسبع ولايات أمس الأول (الثلثاء). كما تمّ إنشاء موقع إلكتروني في إحدى المقاطعات الكندية النائية لجذب الأميركان الراغبين في الهجرة في حال فوز ترامب.

ليس معلوماً إذا كانت نوايا الهجرة من أميركا جادّة أم أنها «مزحة»، ولكن في عالم السياسة اليوم فإنّ مَن اعتقد بأنّ ترشح «دونالد ترامب» للرئاسة مجرد «مزحة» فإنّ عليه أن يراجع نفسه. فهذا الشخص اتّهم المكسيك بأنّها تبعث إلى أميركا أصحاب المخدرات والجريمة والاغتصاب، وهو أيضاً الذي توعّد بوقفٍ كُلّيٍّ لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، ودافع عن أساليب التعذيب التي سمح بها الرئيس السابق جورج بوش الابن، ومنعها باراك أوباما. أمّا آخر ما فعله قبل أيام فهو عدم رفضه تصريحات تأييد حصل عليها من الزعيم السابق لجماعة «كو كلاكس كلان» العنصرية، ديفيد ديوك، وعندما وُوجه لاحقاً ادّعى أن السمّاعة التي كانت في أذنه لم تكن تعمل ولذا لم يسمع السؤال عن الزعيم العنصري.

الفيلسوف الأميركي الناقد نعوم تشومسكي قال إنّ صعود نجم ترامب بين الناخبين الجمهوريين يعود إلى أن الظروف الاجتماعية الحالية تشبه الظروف التي أدّت إلى بروز نجم أدولف هتلر في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى. وبحسب تشومسكي، فإنّ الخوف وشعور الناس بالعجز وسطوة ذوي القوة، تجعل الناس يقعون فريسة للقوى ذات النفوذ التي لا يفهمونها ولا يستطيعون التأثير عليها.

عندما يفشل السياسيون، في أيِّ مكان في العالم، من تقديم الحلول العملية لمجتمعاتهم، فإنّهم يلجأون إلى سياسة بث الخوف والذعر بين الناس، وتوحيدهم عبر وصف جهة ما، أو فئة ما، وكأنّها هي السبب في المآسي والمصائب. وعليه، يطرح الفاشلون سياسياً أن السبيل إلى الخلاص لن يتحقق إلا بالتخلص أولاً من مصدر الخطر. وعلى أساس ذلك، تزداد حدّة الخطابات، ويتمُّ الترويج للأوهام التي تشعل القلوب بالأحقاد، لكي يحصل السياسيون الفاشلون على تأييد الخائفين بعد إقناعهم بأنّ النجاة من البلاء لا تتحقق إلا بعد القضاء على من يمثل التهديد الوجودي لهم.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4926 - الأربعاء 02 مارس 2016م الموافق 23 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 8:20 ص

      مصاعب قوم عند قوم مصائد !! فليس من الصعب ولا من السهل التعرف على الضلال الذي يعيشه البعض في عالم اليوم. فمن المصائب مصيبة الموت ومنها أيضا أي من المصائب مصيبة أن الإنسان لا يدرك أنه لا يعلم متى موعد موته! فلا يجمع شناط سفره الى قبره لأن هناك من سيجمعها بدل منه بعد موته! كل عام الحياء عند ربهم بألف عافيه!!

    • زائر 16 | 5:46 ص

      لترى فشل المؤتمرات الإسلامية لتقريب المذاهب كي نعرف خطورتها في السياسة وما عانتهو المذاهب المسيحية قبلنا إلى أن الشعوب الأوربية أبعدت هم عن السياسة وصنعت الديمقراطية وأحزابها المدنية

    • زائر 15 | 3:31 ص

      لا فض فوك يا جمري، لقد أصبت عين الحقيقة، زالبحرين مثال جيد.

    • زائر 14 | 3:15 ص

      الله يكفينا شره هذا من عبدة الشيطان .

    • زائر 13 | 12:46 ص

      نرا الانقسام الخطير والتحارب في المنطقة والفتنة بسبب إقحام المعتقد وهذه الحقيقة ليس في بلد واحد بل في عدة بلدان عربية انقسم الشعب لنفس السبب والحين نسأل أنفسنا لماذا نحن كعرب انقسمنا وتحارب بعضنا البعض

    • زائر 12 | 12:44 ص

      ترامب عنصري و عنيف و لكنه صادق يقول ما في قلبه دون لف و لا كذب و لا دوران و هذا الشيء اكيد أفضل من المخادع المتردد اوباما صديق الإيرانيين مهما كان ترامب سيّء فهو مستحيل يكون أسوء من اوباما

    • زائر 11 | 12:17 ص

      اخر فقرة

      احسنت دكتور و الفقره الاخيرة هي لب الموضوع و الواقع بشأننا الداخلي

    • زائر 10 | 12:06 ص

      المشكلة ان بعض المحسوبين على التديّن سخروا رصيدهم الاجتماعي لبث الفتن وللتصديق على التلفيق والتخويف من اخوان عاشوا وتعايشوا معهم عقود ولم يروا منهم الا كل خير

    • زائر 9 | 11:56 م

      يا دكتور
      انهم لا يحبون الناصحين ،، يحبون اولئك الذين يضربون على وتر الطائفية والتخويف من الأصلاء في البلد ، من اتى من خارج الحدود يتشطر على ابناء الوطن الاصليين من هوان الدنيا على الله ، يعمل تقارير وتفتح له الأبواب من اوسعها بينما تضيق على من هو مزروع كنخيل البلد في هذه الأرض ولكن الله يمهل ولا يهمل وهذه عقيدتنا وان طال الزمان وتشطر المخوفون من الأصلاء

    • زائر 8 | 11:53 م

      مقال رائع

      في الصميم..
      في البحرين وغيرها قد تختلف مجموعات سياسية معارضة مع أطروحات السلطة فلا يجدر بعاقل جر هذا الاختلاف الآني إلى خلاف عقائدي ومذهبي قديم وتهم بالإرهاب ودعوات للتهميش، فالحرص على الأمن ينبغي أن ينطلق من الحوار والتفاهم أولا أما الضرب بالخيار الأمني لا ينتج غير خسارة الجميع.

    • زائر 7 | 11:40 م

      لماذا نقرأ بعيدا وفي القريب ما يكفي
      لا زال التخويف من شعب البحرين ، هذا الشعب الذي ظلّ طوال تاريخه موصوف بأنه من أطيب الشعوب في العالم شعب مسالم تعايش على مدى عقود مع مختلف انواع البشر ومختلف الديانات . لذلك سبق للإسلام سبقا يكاد يكون فريدا فلم يسبقه بدخول الاسلام بسلمية وتقبّل الا مجتمع الانصار في المدينة المنوّرة.
      وللأسف البعض لم يجد له فتحا الا في البحرين الشعب الأصيل في ايمانه وتوحيده واسلامه .
      والآن هذا الشعب لا يكاد يمرّ يوما الا وكلمة الارهاب تلصق به عنوة ,وعجبي لسعة حلم الله

    • زائر 5 | 11:31 م

      آه من بطني وآه من ظهري :
      ويلي على ديرتي وما تمّ فيها من لعب بوحدتها الوطنية وتعايشها حين دخل عليها الفكر الغريب الذي يفرّق الأبن عن أبيه والأخ عن أخيه، الذي جعل سفك الدم من المستحبّات الدينية وقتل النفس الحرام من أقرب القربات.

    • زائر 4 | 11:08 م

      و اللبيب بالإشارة يفهم

    • زائر 3 | 11:01 م

      في الصميم

      من لا يفهم ما كتبه الدكتور في الفقره الأخيره عليه أن يفتش لمدرس خصوصي لإعطاءه جرعات زياده في الفهم. شكرا أستاذنا نعم هذا هو الواقع الحالي الآن..فقط نسمع مصطلحات غريبه ( مذهب مبتدع و ولاء مزدوج والخ.. )!

    • زائر 2 | 10:10 م

      احسنت, والله ثم والله ثم والله انه لواقعنا حاليا .

اقرأ ايضاً