العدد 4935 - الجمعة 11 مارس 2016م الموافق 02 جمادى الآخرة 1437هـ

التحرش الجنسي بالأطفال

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

الأرقام التي كشفها استبيان جمعية أمنية طفل المتعلق بالتحرش الجنسي بالأطفال خطيرة وتوجب علينا المسارعة في إيجاد حلول حقيقية وشافية لهذا الأمر الذي بات يقلق مضاجع الكثير من أولياء الأمور، ويتسبب في إحداث كوارث نفسية وجسدية لدى الأطفال.

شارك في استبانة الجمعية 196 شخصاً بينهم 170 أنثى أعمارهم بين 12 و50 عاماً، وعند سؤالهم عما إذا تعرضوا للتحرش في طفولتهم كانت إجابة 87.6 في المئة منهم نعم، والأمر من هذه الإجابة هي إجابتهم عن صلة قرابة المتحرش بهم فبلغت نسبة من تعرضوا لذلك عن طريق أقاربهم 59.1 في المئة!

الأرقام أعلاه خطيرة جداً حتى مع قلة عدد العينة المختارة وخصوصاً إذا ما أضفنا عليها تصريح وزارة التنمية الاجتماعية أن 43 طفلاً تعرضوا لتحرش الجنسي عبر زنى المحارم خلال الثلاثة أعوام الماضية!

وإذا ما عدنا لاستبانة الجمعية في البند المتعلق بكتمان التحرش سنجد أن 70 في المئة من المشاركين فضلوا الكتمان على التصريح بما تعرضوا له، وذلك لعدة أسباب ذكرتها نتائج الاستبانة كالخوف من الأهل، أو من الجاني أو الخوف من التسبب بمشكلات عائلية وعدم الوعي بخطورة الأمر والخجل والجهل.

وحول أسباب انتشار جرائم التحرش الجنسي بالأطفال بينت الاستبانة أن أهم الأسباب هي غياب رقابة الأهل، وعدم وجود قانون مغلظ للمجرمين، وانتشار شريحة العمالة الوافدة في الأحياء السكنية، وانتشار وسائل التواصل والقنوات الفضائية.

هذه النتائج تدعو إلى ضرورة عمل خطة وطنية شاملة تهدف إلى التعريف بالتحرش الجنسي وتثقيف الأهل والأطفال حول أخطار هذا الأمر وضرورة عدم كتمانه، كما توجب المطالبة بسن قوانين صارمة، وعقوبات قانونية رادعة من شأنها أن تردع أي شخص عن القيام بهذا الفعل اللاإنساني، وخصوصاً إذا ما عرفنا أن قانون حماية الطفل ضد جرائم التحرش ليس كافياً لردع هؤلاء الوحوش، وقد كُتِبَ في هذا المجال مراراً في صحافتنا المحلية ونوقش كثيراً في أكثر من محفل وأكثر من مناسبة.

نحن بحاجة إلى خطط حكومية ومبادرات أهلية لتوعية الأطفال بمعنى التحرش منذ صغر سنهم، كي لا يقعوا فرائس وحوش لا ترحم بعد أن غاب عنها الوازع الديني والإنساني والقانوني، وانساقت وراء رغباتها الحيوانية لتقتنص براءة أطفال لا حول ولا قوة لهم، وألا نكتفي بالمبادرات الأهلية المشكورة كحملة «ما بنسكت» ضمن مبادرة إشراقات التي حققت نجاحاً مهماً في هذا المجال.

ربما لا تشكل هذه الجرائم ظاهرة في مجتمعنا، وهو خلاف ما أثبتته نتائج الاستبانة التي اعتبر 64.8 في المئة من المشاركين فيها أنها منتشرة في البحرين، وذهب 29.5 في المئة منهم إلى أنها منتشرة إلى حد ما، فيما اعتقد 5.7 في المئة فقط منهم أنها غير منتشرة، ولكن الأرقام التي تنشر في وسائل الإعلام تدعو إلى ضرورة أخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار والتحرك لإيقاف انتشاره، بل واستئصاله من جذوره، وخصوصاً أن أرقام اليوم تعتبر أضعافاً إذا ما قورنت بأرقام الأمس القريب.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4935 - الجمعة 11 مارس 2016م الموافق 02 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 1:34 م

      المطلوب عقوبة الاعدام للمغتصب من دون تردد. والا سيقوم اهل الضحية بقتل المغتصب بأنفسهم.

    • زائر 6 | 7:58 ص

      موضوع هام جدا

      شكرا للكاتبة لطرح موضوع مهم والمجتمع يعاني منه ليس فقط البحريني انما العالمي ككل وفي امس قريب رايت نوضوع من سنة 2013 متهم فيه مجموعة عالمية ومن 6 متهمين من بحرين شباب اعمارهم 19 الى 21 فقط كانو يستغلون اطفال للصور جنسية ودعاء للممارسة جنس ،
      اما موضوع محلي من دراسة بسيطية من كاتبة او بحثها يوضح اننا نعاني من مشكلة والعجيب الكل بداء بمهاجمة الاجانب مع ان نسبة تحرش المحارم هي الاعلى يعني بمعنى نحتاج وعي اسري اكثر من خارجي مع بحث للحلول ممكن واحد من اسباب تكدس اسري في غرفة واحده اتنمنى زوالها

    • زائر 5 | 2:47 ص

      من الأهل و المدرسة

      اولا يجب على الأهل تعليم اولادهم ما هو التحرش حتى لو بلمس و تحسس الجسم يجب عليهم ان يشرحوا الى اطفالهم و ان يجب عليهم التبليغ عن ذلك حتى لو حدث التحرش من طفل ثاني و ليس بالشرط من بالغ يكون التحرش و يجب على الجمعيات زيارة مدارس الأطفال و توعيتهم اذا يرغبون في العمل و التصدي لذلك

    • زائر 4 | 12:54 ص

      نتائج مخيفة

      هل اطلع مجاس النواب على هذه النتائج؟
      هل اطلعت وزارة التنمية عليها؟
      هل اطلع مجلس الوزراء عليها
      نرجوا ان تحموا اطفالنا بقانون صارم يجرم المتحرش حتى لو كان ابا او اخا

    • زائر 3 | 12:53 ص

      مقال مهم جدا

      ننتظر النظر في هذا الاستبيان بشكل اكثر جدية

    • زائر 2 | 12:45 ص

      اذا قلنا زوجوهم قالوا لحين صغار
      اذا تحرشوا في الناس قالوا لعب عيال
      اذا اغتصبوا قالوا اسفين الغلطان المجتمع والاعلام واحنا حاولنا نربيه
      لا ما حاولتوا تربونه لان ما علمتوه الحلال والحرام بس علمتوه العيب كي لا يتكلم الناس عنكم ولم تخافوه او تتقوا الله في ابنائكم وبناتكم والا كنتم ستزوجوهم وتزوجوهن

    • زائر 1 | 9:46 م

      ومع هذا

      جيء بشاب كان قد مارس العادة السريه بيده الى اميرالمؤمنين فضربه الامير على يده وامر بتزويجه من بيت المال. كم هي عظيمة دولته التي تراعي رعاياها والعادة السريه لا تقل خطورة من الزنا والتحرش وهذه الامور الثلاثه من أسبابها تأخر سن الزواج شجع الزواج المبكر وقلل الاثارات وزد الوعي الديني والضمير الانساني ستصل لنتائج ممتازة

اقرأ ايضاً