العدد 4935 - الجمعة 11 مارس 2016م الموافق 02 جمادى الآخرة 1437هـ

الأطفال ومنصات الإعلام الاجتماعي

محمد الحمامي

أستاذ مساعد بجامعة العلوم التطبيقية وعضو مجلس ادارة النادي العالمي للاعلام الاجتماعي

أصبحت منصات الاعلام الاجتماعي من الأدوات اليومية التي يتم استخدامها من قبل غالبية الناس على اختلاف شرائحهم وفئاتهم العمرية؛ كونها تقدم أغلب الخدمات الرئيسية التي يحتاج إليها البشر في حياتهم، مثل التواصل مع الأهل والأصدقاء، تنفيذ الاعمال التجارية، التعليم، الترفيه، الخ....

يمثل الأطفال شريحة مهمة من مستخدمي منصات الاعلام الاجتماعي، وهنالك جدل كبير حول السماح أو عدم السماح للأطفال بأستخدام هذه المنصات. لذلك سأحاول في مقالين متتالين مناقشة محورين رئيسيين عن هذا الموضوع: المحور الأول خطورة منصات الإعلام الاجتماعي على الأطفال وهو الموضوع الذي سيناقشه هذا المقال، والمحور الثاني الذي سيوضح فوائد منصات الإعلام الاجتماعي والاستخدام الأمثل لها من قبل الأطفال وبطريقة آمنة بعيدة عن هذه المخاطر.

من المعروف أن الأطفال يتميزون بالبراءة بشكل عام ويتصرفون بعفوية وبثقة مفرطة تجاه الناس الآخرين وحتى بسذاجة في اغلب الاحيان، ما يعرضهم للكثير من المخاطر في العالم الافتراضي ووقوعهم كفرائس سهلة في مصائد مستغلي الاطفال والمحتالين.

فيما يأتي بعض المخاطر التي يجب ان يتم الانتباه اليها عندما يستخدم الاطفال منصات الاعلام الاجتماعي:

- نشر معلومات شخصية: ان البراءة التي يتمتع بها الاطفال قد تؤدي الى قيامهم بنشر معلومات شخصية تتعلق بهم او بعوائلهم اما بصورة طوعية او عن طريق استدراجهم لعمل ذلك من قبل ضعاف النفوس الموجودين في منصات الاعلام الاجتماعي للاستفادة من هذه المعلومات واستخدامها لاغراض مختلفة.

- مشاركة اماكن التواجد وتحديد المواقع الجغرافية: إن من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الأطفال هو تفعيل خاصية التواجد وتحديد الموقع الجغرافي في منصات الاعلام الاجتماعي اما بشكل مقصود لاعلام اصدقائهم بأماكن تواجدهم، او بشكل غير مقصود مثل ترك خاصية الجي بي اس (نظام المواقع الجغرافية) مفعلة في الأجهزة اللوحية والمتنقلة.

ان خاصية تحديد الموقع الجغرافي هي عبارة عن اعلان عام لكل مستخدمي المنصة يحدد موقع تواجد الطفل في اي مكان وفي الوقت الحقيقي ما يعرضه للكثير من المخاطر التي تتعلق بالمتربصين ومستغلي الاطفال.

- الاحتيال: إن الاطفال يعتبرون صيداً سهلاً للمحتالين على اختلاف انواعهم حيث من السهل ان يتم اقناع الطفل بشراء منتوج محبب له بسعر مخفض او اقناعه بزيارة موقع مريب تحت ذرائع وهمية.

- الاستغلال الجنسي: واحدة من أكبر المخاطر التي يتعرض لها الاطفال هي الاستغلال الجنسي عبر الانترنت عموما ومنصات الاعلام الاجتماعي خصوصا.

من الطرق التي تستخدم لذلك يحاول المعتدي أن يقنع الطفل بأنه طفل في العمر نفسه ويطلب منه إرسال صوره الخاصة او بتشغيل الكاميرا الفيديوية وقد تزداد خطورة الموضوع بأن يطلب المعتدي ان يلتقي مع الطفل وجها لوجه.

- التنمر: يعتبر التنمر من المشاكل المزعجة التي يتعرض لها الطفل من قبل اقرانه الذين يكونون معه في المدرسة نفسها او في المنطقة نفسها. من المؤلم أن العالم الافتراضي قد سهل عملية التنمر واستهداف الاطفال عن طريق ارسال تعليقات مزعجة او التلاعب بالصور بحيث يظهر الطفل بشكل مسيء يسبب له الاحراج اضافة الى العديد من الطرق الاخرى. يعتبر هذا الموضوع خطيراً جدا؛ لأن التنمر يدمر نفسية الطفل ويحطمه ما يؤدي الى عدم ثقة الطفل بنفسه وشعوره بالاحراج والكآبة وقد تصل النتيجة في بعض الاحيان الى قيام الطفل بالانتحار والعياذ بالله.

- شبكات البث المباشر: إن التطور السريع الحاصل في منصات الاعلام الاجتماعي هو سلاح ذو حدين، فعلى رغم الفوائد الكثيرة الذي يقدمها هذا التطور لكن في المقابل يجلب معه العديد من التهديدات.

ان منصات الاعلام الاجتماعي التي تقدم خدمات البث المباشر وارسال الفيديوات مع تحديد الموقع تعتبر الاشد خطورة لموضوع الخصوصية. قد يقوم الطفل وبشكل غير مقصود بتصوير نفسه او عائلته بأوضاع غير مناسبة ومتى ما تم نشر هذا المحتوى على منصات الاعلام الاجتماعي فإن الأوان قد يكون فات على حذفه.

من الامثلة على هذا النوع من منصات الاعلام الاجتماعي «بيرسكوب» الذي يقدم امكانية البث الفيديوي المباشر مع تحديد الموقع الجغرافي للبث، وسناب شات الذي أيضا يسمح بنشر الصور والفيديو مع تقديم فلاتر تحدد المناطق الجغرافية التي تم البث منها.

في الختام إن اطفالنا هم اغلى ما نملك، ومن الضروري ان تتم حمايتهم وتنبيهم بالمخاطر الموجودة في منصات الاعلام الاجتماعي.

وفي المقال المقبل ان شاء الله سأوضح ما هي فوائد منصات الاعلام الاجتماعي للاطفال وطرق الاستخدام الأمثل لهذه المنصات بحيث يستفيد الطفل منها من دون تعرضه للمخاطر التي قد تم ذكرها.

إقرأ أيضا لـ "محمد الحمامي"

العدد 4935 - الجمعة 11 مارس 2016م الموافق 02 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً