العدد 4945 - الإثنين 21 مارس 2016م الموافق 12 جمادى الآخرة 1437هـ

الوداعي كان رمزاً لمدرسة عريقة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

التحق بالرفيق الأعلى يوم أمس الاثنين (21 مارس/ آذار 2016) سماحة العلامة السيدجواد الوداعي، عن عمر ناهز الـ93 عاماً، وهو عمر قضاه في خدمة دينه وبلده، وحظي باحترام كبير من الأوسط الرسمية والاجتماعية، وكانت له مكانة مرموقة في مختلف الأوساط، وكان دوره يعادل مرتبة الأب الروحي للحوزات الدينية في البحرين.

أتذكر عندما كان والدي يدرس في النجف الأشرف، كنت زميلاً في المدرسة الابتدائية لبعض أبناء العلامة الوداعي، وكنت أذهب إلى منزلهم في شارع الرسول الأعظم بالنجف الأشرف، والذكريات الماثلة أمامي كانت دائماً عن شخصية لها هيبة كبيرة، وكُنّا نعلم بحضوره إذا دخل المنزل لأنّ الصمت يسود احتراماً له، وكان أبناؤه يتحلّقون حوله، كما كان كذلك علماء الدين البحرينيون الذين يجتمعون أحياناً في مجلسه.

الوداعي كان يمثل في نهجه مدرسة البحرين الفقهية المعروفة بـ «المدرسة الإخبارية». وكان يأخذ بآراء فقهاء مثل العلامة الشيخ حسين آل عصفور (ت 1801م)، والمراتب العلمية في هذه المدرسة الفقهية تأخذ مُسمّى «العلامة» و«الفقيه» و«المُحدِّث»، وهي تختلف قليلاً عن «المدرسة الأصولية» السائدة حالياً، في طريقة استنباط الأحكام الشرعية.

لقد كانت شخصية الوداعي تمثل ثقافة مستمدة من تراث مرتبط بمنهج له عمق فقهيّ وتاريخيّ، وانعكس ذلك على طريقة تعامله مع مختلف القضايا، ومارس دوره الأبوي ورعايته لما كان يشرف عليه من تدريس وإرشاد، واتخذ مواقف تجاه قضايا الشأن الديني أو الشأن العام، انطلاقاً من مبادئه التي تلتزم بضوابط موزونة بدقة وحذر واحتياط يهدف للابتعاد عن ما كان يراه لا يتّسق مع المدرسة الفقهية والتراث الاجتماعي والعلمي الذي كان يستمد منه منطلقاته في حياته.

لقد كان الفقيد رمزاً لمدرسة عريقة، وكان له دور معروف في معالجة قضايا عامّة اعتماداً على القيم الدينية، وهي لا تتجزّأ عن القيم الوطنية التي تؤكد دور المرء في مجتمعه وضرورة استشعاره ما يتوجّب عليه ممارسته إرضاءً لربّه وضميره، وخدمةً للناس بصورة عامّة. رحم الله الفقيد العلامة السيدجواد الوداعي وتغمّده في واسع جناته.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4945 - الإثنين 21 مارس 2016م الموافق 12 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 10:51 ص

      نعم كان سماحة السيد روحية وتربية عبادية يحتاج إليها العصر

    • زائر 12 | 10:47 ص

      شكرا دكتور مقال حلو
      الفاتحة الى روح سيد جواد الوداعي

    • زائر 11 | 6:03 ص

      العلامة الوداعي( رحمه الله ) كان يؤكد لمحبيه ورواد مجلسه باستمرار أن لا خلاف بين الجهتين والبحرين مدرسة في الأخلاق بلد العلم وموطن الفقهاء المجتهدين المحدثين وعليكم بمزيد من المؤاخاة والوحدة الايمانية الاسلامية والصلاح والاصلاح.
      مراعاة خط الفقهاء والاستقلالية الدينية والأهلية

    • زائر 10 | 5:22 ص

      وفي

      وفي يا دكتور منصور. ..الله يرحمه

    • زائر 9 | 3:38 ص

      اللهم ارحم سيدنه واحشرهو ويه محمد واله فى الجنه يارب العالمين الفاتحه

    • زائر 8 | 3:23 ص

      تعزيه

      رحمة الله عليه. واسكنه فسيح جناته

    • زائر 7 | 2:42 ص

      رحمك الله يا أبا علوي
      من أعماله طباعة جميع كتب السيرة والتربية من أعمال المرحوم الشيخ باقر شريف القرشي كما صرح الشيخ القرشي نفسه لجمع من المؤمنين وهو في زيارة حرم المعصومة في مسجد الرأس.
      وقد تم الاتصال بالعلامة السيد جواد الوداعي من الحرم من جانب الشيخ باقر القرشي وكانت حرارة كلمات القرشي أثناء تحية الاتصال لمدة ربع ساعة إلى عشرين دقيقة.

    • زائر 6 | 2:36 ص

      أخبارية البحرين بشكل عام لديهم اجتهاد وتقليد ويلتزمون بالتقريب والتهذيب الأخلاقي في الخلاف العلمي.
      لقد استفاد العلامة السيد جواد الوداعي من محضر الامام الخميني قدس سره باللقاء به في النجف الأشرف وجاوره وكان يتردد على مكتب الامام كمرجعية دينية لتقديم الاسئلة المدونة والاستفتائات الفقهية ويلقى الجواب في العادة في اليوم التالي.
      كما وأستفاد من دروس الشهيد السيد محمد باقر الصدر.

    • زائر 5 | 2:17 ص

      رحم اللّٰه من قرأ سورة الفاتحه

    • زائر 4 | 12:44 ص

      رحمه الله رحمة الأبرار وحشره مع أجداده الطاهرين فقد كان نعم الخلف لمحمد وآله

    • زائر 2 | 11:06 م

      رحمة الله

      رحمة الله عليك يا سليل آل البيت فعلا كنت مثال للعالم الرباني في تقواك و ورعك
      غربة وألم ماينتهي بساعة وداعي
      غابت شمس كانت دفى غاب الوداعي
      لك يا غفور اليوم انا راجي وداعي
      بام الحسن لتفرحه بشوفة نبيه

    • زائر 1 | 10:54 م

      رجل

      والرجال قليل مواقفه وصدقه أثبتت للعالم أجمع انه كفء للمسؤولية رحمك الله يابن الزهراء

اقرأ ايضاً