العدد 4947 - الأربعاء 23 مارس 2016م الموافق 14 جمادى الآخرة 1437هـ

إعادة اكتشاف التجارة في الخليج

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

معظم الأخبار عن منطقتنا - على المستوى العالمي - تتعلق بأزمات سياسية وخلافات ومعارك لا تخف من جانب إلا وتستعر من جانب آخر. ولكن مؤخراً بدأت بعض الأخبار غير السياسية تبرز على السطح. ففي 16 مارس/ آذار 2016 أعلنت وزارة الثقافة العمانية عن عثورها على حطام سفن الهند الشرقية البرتغالية (بالقرب من السواحل العمانية) التي كانت جزءاً من أسطول المستكشف البرتغالي «فاسكو دا جاما» خلال الفترة من 1502 إلى 1503 والذي كان متجهاً إلى الهند لتنشيط خطوط التجارة آنذاك. وتتمثل أهمية الخبر بارتباطه بالمستكشف البرتغالي وإلى الطبيعة الفريدة للمقتنيات الأثرية التي تم اكتشافها والتعامل معها.

قبل أسبوعين من الإعلان عن اكتشاف بقايا الأسطول البرتغالي القديم، ذكرت الأنباء أن سلطنة عمان تسعى لزيادة حركة الشحن البحري والتجارة مع إيران والانفتاح على حركة التجارة العالمية. هذا الخبر يذكر كيف انفتحت دبي في ثمانينات القرن العشرين على تجارة الشحن، في الوقت كان التوتر يتصاعد آنذاك بسبب اشتعال الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات، ما بين 1980 و1988.

حالياً، وبحسب تقارير شركات التأمين البحري فإنه في حين منعت بعض السفن من العمل في الخليج لأسباب سياسية، تسعى عمان لزيادة حركة الشحن والانفتاح على دول المنطقة، والأهم من ذلك على السوق العالمية عبر بحر العرب.

الأحداث تغلق أبواباً وتفتح فرصاً غير متوقعة، فميناء لندن Docklands، مثلاً، كان الأكبر في العالم في مطلع القرن العشرين، أما حالياً فإن أكبر عشر موانئ في العالم هي: شنغهاي (الصين)، ثم سنغافورة، ثم شنجين (الصين)، ثم هونغ كونغ، ثم بوسان (كوريا)، ثم نينجبو جوشان (الصين)، ثم كينجداو (الصين)، ثم كوتنجو (الصين)، ثم ميناء جبل علي (دبي)، ثم تيانجين (الصين).

المؤشرات الاقتصادية العالمية تتجه نحو شرق آسيا، ودول الخليج عليها أن تستعد إلى مرحلة ما بعد النفط عبر تكبير الموانئ وتهيئة البنية التحتية، وتنشيط حركة الشحن لكي لا يتحول شمال الخليج العربي إلى ساحل مهجور تبتعد عنه سفن التجارة لأي سبب من الأسباب. إن الخليج سيخرج من الهزات التي يمر بها في يوم من الأيام، ولذا فإن هناك حاجة إلى إعادة اكتشاف التجارة عبر الالتفات إلى الصورة الأكبر التي ترتسم أمامنا حالياً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4947 - الأربعاء 23 مارس 2016م الموافق 14 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:46 م

      سلام عليكم ورحمة الله وبركاته عزيزي الدكتور منصور, أحسنت! أرجوا الكتابه عن هذا الموضوع(رخص الأراضي خارج البحرين بينما غلائها في البحرين)! كل دول العالم يبيعون الأراضي بأسعار رخيصة إلا البحرين (دول الخليج)! مثلا الهيكتار الزراعي أو القروي يباع في بريطانيا بمبلغ عشرة آلاف دينار بحريني ويكون قريب إلى محطة قطار وقربه بنى تحتية جيده! الهيكتار حجمة تقريبا بحجم ملعب كرة القدم ! مائة متر من كل جهه من جهاته! .......

    • زائر 1 | 11:05 م

      مهم

      مقال مهم جدا في هذا الوضع الاقتصادي الصعب
      فبدلا من تعزيز قدراتنا التجارية والمصرفية مع جيراننا لتستفيد دول المنطقة من موقع البحرين الاستراتيجي كميناء دولي نذهب أكثر فأكثر لتأثير انفعالات القرار السياسي.

اقرأ ايضاً