العدد 4952 - الإثنين 28 مارس 2016م الموافق 19 جمادى الآخرة 1437هـ

لا تُؤذِ أحداً

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الشعار الذي يرفعه الأطباء في أنحاء العالم يدور حول مفهوم «لا تُؤذِ أحداً» Do no harm، والأطباء يُعتبَرون رمزاً إنسانيّاً في عدم إلحاق ضرر بمن يقع تحت أيديهم. ولذلك فإنّ مهن الكوادر الطبية محميّة عالميّاً تحت مظلّة «القانون الدولي الإنساني»، ويُعتبَر المعطف الأبيض الذي يلبسه الأطبّاء والممرِّضون رمزاً لدورهم الإنساني المحوري، كما يُعتبَر شعار «الصليب الأحمر» و«الهلال الأحمر» رمزاً للحماية الدولية، ولذا فإنّ إطلاق النار على أي مركبة تابعة للصليب الأحمر أو الهلال الأحمر في وقت الحرب يُعتبَر «جريمة حرب».

كُلُّ هذا نابعٌ من مفهوم أصيل ومُتجذّر يختصُّ بطبيعة مهن الكوادر الطبية، وهي مهنٌ تقترب من حالة «القُدسيّة» لارتباطها بمصالح الناس، كُلّ الناس، على أساس مهني بحت بعيد عن أيّة اعتبارات خارج المهنة.

هذا الحديث يتجدّد كُلَّما تعرّضت مهن الكوادر الطبية لمخاطر إبعادها عن القيام بدورها المنوط بها، أو كُلَّما فُرضت على نظام الرعاية الصحية أساليب تخنق دورها الأساسي، أو كُلَّما حدث هبوطٌ في مستوى الأداء لأيِّ سبب كان. وتُعتبَر مؤشرات الرعاية الصحية (في صعودها أو هبوطها) من أهم المؤشرات لأيّة حكومة في أيِّ مكان في العالم، لإثبات كفاءتها وقدرتها على أداء دورها المنوط بها.

الحديث عن القطاع الصحي في البحرين تحوَّل إلى حديث مسموم بالسياسة، إذ يمكن إسكات الأصوات التي تطالب بإصلاح القطاع أو تطويره أو تحييده، وذلك عبر بث سموم السياسة العمياء. ولكنّ الموضوع يصل إلى مستوى يصعُب السكوت عنه عندما تكون هناك شكاوى عن أخطاء فادحة، أو عن أذى يلحق بمن يحتاج إلى العلاج، أو عن خلل واضح، وتضارب في الصلاحيات، وتغليب اعتبارات خارج إطار الصحة العامة.

ويوم أمس الأول حَذّر أعضاء في مجلس الشورى «من انهيار القطاع الصحي»، وتساءلوا عن جدوى الأنظمة الرقابية الحالية، وعن أساليب إدارة القطاع بصورة شاملة، وكيف أن هناك تضارباً وتناقضاً في الصلاحيات والمهام بين عدة وزارات وجهات رسميّة، هذا في الوقت الذي نعلم أن أي باخرة واحدة تحتاج إلى رُبّان واحد، وأي سيارة تحتاج إلى سائق واحد، لكي يتحمّل المسئولية ويستطيع إدارة الدفّة من دون تناقضات. إن ما طرحه أعضاء مجلس الشورى، وما يحدث حاليّاً في القطاع الصحي، يحتاج إلى التفاتة جادّة من أجل إصلاح الوضع وتأكيد جوهر مهن الكوادر الطبية... «لا تُؤذِ أحَداً».

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4952 - الإثنين 28 مارس 2016م الموافق 19 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 10:11 ص

      الوضع خطير جدا وأرواح الناس مو لعبه وراها سؤال وجواب يا وزارة الصحة , والبحريني مكانه المفروض فوق الراس لطيبته و تفانيه بالعمل لا الاجنبي . يا مسهل , سقوط وزارة الصحة والباقي ... الله يستر .

    • زائر 15 | 8:19 ص

      اقصاء واضح للكفاءات

      ان عملية الاقصاء التي طالت الاطباء والكفاءات في وزارة الصحة هي خطأ كبير وفادح ليس بحق الاطباء فقط وانما بحق مرضاهم ايضاً ، وللاسف الشديد عملية اقصاء الكفاءات طالت جميع الوزرات وحتى المؤسسات والشركات الخاصة والمصارف والخاسر هو الوطن ، اتمنى من الدولة ان تنتبه الى هذا الامر الخطير وتقوم بتصحيح ما تم افساده .

    • زائر 14 | 5:22 ص

      اداء الصحه بانهيار يوم دخلو الاجانب الي مايعرفون كوعهم من بوعهم فقط يعرفون استلام الراتب الي هم مايستاهلونه تعال شوفهم فى الطوارء المشتكى لله سرحو الاطباء العدلين البحرينيين وجابو الينه الاجانب البحرين بلد العجائب

    • زائر 13 | 4:48 ص

      ما تقوم به ادارة التدريب في وزارة الصحة جريمة بحق الوطن

    • زائر 19 زائر 13 | 2:21 م

      ضربة على الوتر الحساس. ... نقدر نسميها ادارة منع التدريب

    • زائر 9 | 1:40 ص

      قامات شامخة بشموخ الوطن اطباء موهوبون ، استشاريون ومتخصّصون، لو أنهم عرضوا خدماتهم على العالم لتلقّفهم . واذا بهم بين مسجون ومقال لا لشيء الا لأنهم خدموا ابناء وطنهم الذين عبّروا عن رأيهم بسلمية ولماذا يسعفوا من احتج كان يجب عليهم تركهم يموتون لكي يرضى عنهم البعض

    • زائر 7 | 12:32 ص

      أحسنت دكتور منصور! أيضا الجمري الواسع الصدر! بارك الله فيك أخي العزيز! مسكين هذا الي يؤذي الناس! ختم الله عليه وعذبة ويعيش أيام ثقيلة وتناقضات وعيش ضنك! أنا لما أشوف أحد يؤذي الآخرين أتأسف لحاله وأشفق لما يفعله بنفسه! يدخل نفسه في دائرة تأنيب نفس وأيضا تأنيب من الله جل جلاله! من يرتكب الذنوب هو في الواقع يوجع قلبه ويوجع نفسه قبل أن يؤذي الآخرين!
      الإمام علي عليه السلام قال: (لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب)

    • زائر 6 | 12:23 ص

      لقد رأيتهم بأمّ عيني وهم كخلية نحل يحاولون انقاد ما أمكن من حياة الناس وكنت اخرج من حجرة وأدخل أخرى بحثا عن ابني وشعرت حينها ان الجهد الذي قدّمه هؤلاء الأطباء لا يمكننا ان نكافئهم عليه ولكن للأسف الشديد ما حصل لهم عكس ما تمنيناه لهم واذا بهم يعتقلون ويحاكمون ويسجنون.
      انما حصل للأطباء امر مخجل

    • زائر 5 | 12:15 ص

      الحمد لله عشنا وشفنا ما يتعرّض له الأطباء الشرفاء اصحاب الضمير الحيّ في بلدنا الصغير هذا تجسدت معاناتهم وهاهم يقبعون في السجون لا لشيء الا لمحاولة انقاد بني البشر من اهليهم وابناء وطنهم

    • زائر 4 | 11:03 م

      قرار استراتيجي خاطئ

      منذ 2011 اتُخذ قرار استراتيجي خاطئ بزيادة وتيرة الإقصاء والتهميش للكوادر الطبية البحرينية من الفئة التي تغلب عليها المعارضة، ومن الواضح أن هذا القرار لم يتراجع بل ازداد جنوناً حتى منع الطلبة من الحصول على بعثات في الطب وتعطيل الخريجين، واستبدال الكوادر بأخرى من الخارج أقل كفاءة وأكثر كلفة.
      هل من عاقل يقول كفى لهذا العبث؟

    • زائر 20 زائر 4 | 5:04 م

      أطباء في السياسه

      خل يتحولون لسياسيين خُلَّص بدل ما يلعبون علي الحبلين

    • زائر 3 | 10:21 م

      تقصيرات بالجملة..

      من ضمن التقصيرات الغريبة فيما يتعلق بالقطاع الصحي،هو موضوع نفاد الأدوية من الصيدلية المركزية بالسلمانية وصيدليات المراكز،تخيل أنني بعد إجراء عملية جراحية،كنت أحتاج لمضاد حيوي هام جداً آخذه بشكل يومي،لكنه لم يوجد حينها في الصيدلية،بل لم يجده أهلي حتى في الصيدليات الخاصة !،أضف لذلك أن الطبيب وصف لي دواءً مسكناً أيضاً لأتناوله مرتين في اليوم، لكنه لم يتواجد في الصيدلية على مدى أسبوعين،والأدهى أنه عليك تجديد الوصفة وختم الطبيب في كل مرة تراجع فيها الصيدلية عن الدواء النافد!!؟؟!

    • زائر 2 | 10:08 م

      الكاسر

      القطاع الصحي بختصار في الباي باي
      وبالأخص مع ذهاب كبار استشاري القدامى للتقاعد
      الله يساعد المرضي طوارئ السلمانية لا يُطاق

اقرأ ايضاً