العدد 4966 - الإثنين 11 أبريل 2016م الموافق 04 رجب 1437هـ

عقارات حكومية إيجارها دينار!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كشفت وزارة المالية عن قائمة العقارات المؤجّرة التي تشرف عليها، والتي أظهرت وجود نحو 24 مبنى حكوميّاً إيجارها سنويّاً دينار واحد فقط.

القائمة أوردها وزير المالية في إجابته على سؤال أحد النواب، وتكشف وجود 85 مبنى وأرضاً، تصل مدة عقد إيجار أحدها إلى 90 عاماً، بينما تتراوح مدة الأخرى بين عام و20، 37، 50، و70 عاماً.

الجهات المستفيدة من هذه الأراضي تتوزّع على ثلاث فئات رئيسية، ربما يستثنى منها سفارتان تدفع إحداهما 920 ديناراً سنويّاً (76 شهريّاً)، مقابل مبنى وعدة منازل، وتدفع الأخرى مبلغ 11 ألف دينار إيجاراً سنويّاً لقطعة أرض تستخدمها كمواقف سيارات. أما بقية العقارات والمباني، فتتوزع على وزارات ومؤسسات حكومية؛ وأخرى تعليمية؛ وشركات.

القائمة تضم 24 مؤسسة تعليمية، أكثرها مدارس أو جامعات، أهلية وأجنبية، والإيجارات متواضعة في أغلبها، مقارنةً بأسعار السوق. ويبدو أن مثل هذه التسهيلات تأتي في سياق جذب الاستثمارات ليأخذ القطاع الخاص والأجنبي دوره في الاستثمار في المجال التعليمي، ما يخفّف من العبء على الحكومة.

عدد الشركات الواردة في القائمة، يبلغ 20 تقريباً (بعضها مكرّر)، وتتوزّع أنشطتها على قطاعات الاتصالات والصناعة والغذاء والطاقة والمياه ومعالجة المخلّفات والتأمين (مع مركز طبي وروضة ومعهد ومرسى يخوت وبنك). وتتراوح قيمة الإيجارات الشهرية ما بين 83 ديناراً و6000، وإن كان أكثرها يقع في خانة بضع مئات (500 - 800 د).

القسم الثالث الذي تتضمنه القائمة، هو الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية، حيث بلغ عدد الأراضي والمباني 18، وإذا أضفنا إليها أسماء جهات (احترت في تصنيفها) مثل مطار البحرين، محافظة المحرق، والهيئة العامة للتأمينات، ومحطة المحرق للصرف الصحي، يكون المجموع 22.

اللافت في هذه القائمة أن 20 وزارة/ هيئة/ مؤسسة/ محافظة/ محطة... تدفع مقابل الأراضي أو المباني التي تستأجرها، ديناراً بحرينيّاً واحداً، سنويّاً وليس شهريّاً. وبغضّ النظر عن مساحة الأرض أو العقار أو موقعه، فإنها تدفع إيجاراً 83 فلساً في الشهر، وهو مبلغٌ لا يوفّر لك أصغر علبة مشروبات غازية!

من المؤكد أن هذه الجهات لديها مداخيلها وموازناتها، والأراضي والعقارات من الملك العام، ويمكن أن تعدّل هذه الإيجارات لتقترب من أسعار السوق ولو بنسبة 10 في المئة، لتصبّ في دعم الموازنة، بدل التوسّع في سياسات رفع الدعم وزيادة كلفة الخدمات على الناس، حيث لا يتجاوز إجمالي قيمة إيجار كل المباني والأراضي مليوناً و321 ألف دينار. ولو كانت هذه الأراضي ملكاً لأي وزير، لما قبِل أن يؤجّر أيّاً منها بمثل هذه المبالغ الرمزية الزهيدة في أغلبها، فكيف يقبلون بمثل هذا الهدر الكبير للمال العام؟

الأراضي والعقارات الحكومية عالمٌ قائمٌ بذاته، وحين يأتي من يدرس هذا العالم وخفاياه، سيكتشف مدى تأثير دوره على الوضع السياسي والاقتصادي حتى شكّل منافساً قويّاً لدور النفط. لقد لعب هذا الملف دوراً دافعاً لحلّ برلمان 73، كما دفع للتفكير الجدي في طرقٍ لمعالجة أكبر إنجازٍ تحقّق في برلمان 2006، بفضل التنسيق والتعاون بين الوفاق والمنبر والأصالة حول ملف الأراضي.

وأمام ارتفاع الأسعار بشكل غير طبيعي بات المواطن المتوسط عاجزاً عن امتلاك قطعة أرض. وحين فُتح الباب للمال الخليجي والأجنبي للتملك، اشتعلت الأسعار بأكثر من عشرة أضعاف خلال عشر سنوات، وتضاعف عجز المواطنين عن تحقيق أحلامهم البسيطة، وزاد تفاقم أزمة الإسكان.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4966 - الإثنين 11 أبريل 2016م الموافق 04 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 9:05 ص

      يا للهول
      ياللهول
      ايجار مبنى يطلع في الشهر 83 فلس
      يالللهول

    • زائر 18 | 6:14 ص

      لا تتكلم بالحق سيدنه ما يرضون يبون اسوون كل شى على كيفهم واذا تكلمت مصيرك السجن ياللهول ....

    • زائر 16 | 5:04 ص

      على هالسالفه المفروض وزارة الإسكان تستأجر أرض بدينار في السنه وتقسمها وتأجرها لااصحاب الطلبات الاسكانيه بدينارين في الشهر حاله حال رسوم البلديه. وتضرب ثلاثةعصافيربحجرواحده اولا تخفف الضغط عليها من طلبات الإسكان وتربح آخر السنه بمبلغ ممتازوترفع العبىء عن المواطن المطحون .صراحه خوش اقتراح احسن من اقتراحات برغبه اللي يقولنا النواب !

    • زائر 15 | 2:08 ص

      ما جاع فقير إلا بما متع به غني (( وزير أو تاجر أو أو ))

    • زائر 14 | 1:02 ص

      و الطالب اللي ما يسلم كتابه ينحرم من الامتحان لان الوزارة محتاجة للكتب في ظل تقشف الميزانية

    • زائر 13 | 1:00 ص

      رجاءا, لحد يتكلم عن هذي التسعيرة

    • زائر 12 | 12:59 ص

      بعض الجامعات تستأجر العقارات الحكومية بمبالغ اقل من رسوم تسجيل طالبين أو طالب واحد!!! شركة تأمين تدفع أقل من 1000 دينار في الشهر بينما هي تستنزف جيوب المواطنين. مدارس خاصة تستأجر بمبالغ زهيدة لكن الرسوم التي تتقاضاها على الطلبة مبالغ فيها، وكل ذلك لأن أصحاب هذه المؤسسات هم من علية القوم، فتخفض إيجاراتهم ليزيد ربحهم

    • زائر 10 | 11:56 م

      نصيب الفرد 5 الالالف دينار نايصه ونايبه ونايحه هذا ربيع العمر

      يقول احد الخبراء الاقتصاديين لو توزع مردودات الاراضي المدفونه فقط لصار نصيب الفرد ( المواطن الاصلي طبعا ) 5 خمسة الالاف دينار ، يعني بالعربي البلدي نتأجر 5 الف مبنى ابو دينار وكذلك نحسبها بالبحريني العادي نحن اسرة تتكون من 8 اشخاص = 8×5 يعني 40 الف دينار نشتري بيت على مستوانا بدل الايجار شهريا 150 دينار شهريا نوط ينطح نوط وبذلك حلت مشكلة مواطن موقتا بدل هذه البهدلة 20 سنه من الانتظار يا وزارة الاسكات ، طبعا نحلم والحلم مو حرام ولا يعاقب عليه القانون الا ...... اذا كان على السرير .

    • زائر 9 | 11:51 م

      معقولة !!!!!!!!!! هل هذا الكلام صحيح؟ وما هو تعليق المسؤولين

    • زائر 8 | 11:43 م

      إيجار مبنى بدينار أفضل؛ ؛؛

      كون إيجار مبنى بدينار واحد فقط ( عشر روبيات ) أفضل من أن يباع بمبلغ دينار واحد فقط !!! أيهما أفضل الإيجار أو البيع كليا وبدينار واحد لا غير !!!

    • زائر 7 | 11:41 م

      هدهد

      بلد العجائب

    • زائر 6 | 11:41 م

      أرض قيمتها عشرات الملايين بدينار
      عقارات ايرادها الحقيقي عشرات الآلاف تؤجّر بدينا
      واللي في أمّه خير يتكلّم

    • زائر 5 | 11:34 م

      لهذه الأسباب وغيرها قصّصوا اجنحة البرلمان وأزالوا اظافره لكي يصبح برلمانا يرى البوق والسرقات ولا يستطيع ان يقول ثلث الثلاثة كم؟

    • زائر 4 | 11:33 م

      شوف المبرّرات اللي راح يطلعوا بها للناس
      فساد وسرقات وتلاعب بأموال الشعب فهل يعقل ان يوفقوا على برلمان كامل الصلاحيات؟

    • زائر 3 | 11:30 م

      عيني عينك تلاعب بأموال الشعب

    • زائر 2 | 10:26 م

      ويش هالحالة عقارات إيجارها بدينار وبعضها شروها بدينار والبعض الآخر مسروقة سواحل ببلاش راحت ولاشفنا مفسد واحد مقدمينه للمحاكمة حتى يثب إن دولة القانون هي التي تحكم وإلا القانون والعقوبة لاتطال إلا الفقير ذي مو دولة القانون إلي داوي رأسنا بها الإعلام .

    • زائر 1 | 10:12 م

      من وجهة نظري فان زيادة الايجارات على الوزارات الحكومية لن تصبّ في دعم الموازنة
      لأنه عمليا كأنك تأخذ مالا من جيبك اليمين وتضعه في جيبك الشمال

    • زائر 20 زائر 1 | 9:28 ص

      زائر 1
      ردك لا يتوافق مع آراء الاقتصاديين

اقرأ ايضاً