العدد 4977 - الجمعة 22 أبريل 2016م الموافق 15 رجب 1437هـ

المسئول والمجلس الإلكتروني

علي سبكار

رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي للشرق الأوسط

تابعت بشغف كيف تناول معالي وزراء خارجية دول الخليج العربي الحضور السياسي والثقافي والإعلامي والاقتصادي لهذه الدول، ولهم شخصياً، على «تويتر»، وذلك في ملتقى «مغردون» في دورته الرابعة الأسبوع الفائت بالمملكة العربية السعودية.

الحوار كان أقرب إلى الودية والعفوية وبعيداً عن كل الرسميات، كما هي طبيعة تويتر بالضبط، كما أن الزي والديكور وتبادل الكلام خلا من المظاهر البروتوكولية المعتادة، وهذا هو تويتر أيضاً، إنه مجلس إلكتروني.

لو لم يكن اسم الملتقى «مغردون» لكان اسمه «المسئول وتويتر»، فحضور المسئولين الرسميين، المعنيين بملفات السياسة أو الاقتصاد أو الخدمات العامة، على مواقع الإعلام الاجتماعي ليس مجرد برستيج أو موضة أو لازمة، وإنما ضروري جداً من أجل استكشاف الجو العام، والمزاج السائد، وما هي آراء الجمهور ونظرتهم للقطاع الذي يعمل فيه المسئول.

وفيما تجتهد مراكز الأبحاث والدراسات من أجل معرفة اتجاهات الجمهور وانطباعاتهم عبر توزيع استبيانات رأي ثم إعادة جمعها وتحليلها، يقدم لنا تويتر مثلاً وسيلة مجانية واسعة الانتشار سهلة الاستخدام تكاد تكون أكثر مصداقية من تلك الاستبيانات.

هل تريد أن تعرف كيف ينظر الشباب العربي إلى العيش في أوروبا؟ أو ما هي خلاصة الآراء تجاه الأحداث في ليبيا؟ أو ما هي الانطباعات عن أدائك في آخر مؤتمر صحافي عقدته؟ الأمر بسيط جداً: ابحث عن الهاشتاق ذي الصلة في تويتر، أو تابع ما استطعت من مستخدمي تويتر المعنيين بالقضية التي تبحث عنها، وستحصل على مرادك.

ما يعجبني أيضاً في تويتر هو نوعية الحضور على هذا الموقع السماوي، وخاصة الحوارات بين المسئولين ومتابعيهم. هنا لا مجال للإسفاف، ولا حضور للمستخدمين غير المثقفين وغير المتابعين للشأن العام، وعندما تفتح الخط الزمني «Time line» لمسئول ما تجد كثيراً من الحكم والأمثال وأبيات الشعر، وتجد أن الحوارات الدائرة هناك تنم عن متابعة دقيقة لمجريات الأحداث وتقديم الحجج والبراهين.

من طبيعة تويتر أنه يعتمد على النص، خلافاً لـ «إنستغرام» مثلاً الذي تشكل الصورة عماده الأساسي، فأي كان يمكن أن يلتقط صورة وينشرها على إنستغرام حتى وإن لم يكن يعرف القراءة والكتابة، لكن الامر يتطلب من مستخدم تويتر حداً أدنى من الخبرة في استخدام اللغة، واختصار الفكرة في أقل من 140 حرفاً.

هذا من الناحية النظرية أو التقنية، لكن من الناحية العملية يغيب الكثير من المسئولين مع الأسف عن تويتر، وعن مواقع الإعلام الاجتماعي بشكل عام، وأعرف من خلال علاقاتي الشخصية أن جزءاً كبيراً من هذا الغياب مرده إلى تفضيل هؤلاء المسئولين عدم الخوض في ملفات حساسة لا يريدون تحمل تبعات آرائهم الشخصية بشأنها.

هذا قد يصح نوعاً ما في السياسة، لكن ماذا عن الاقتصاد؟ والخدمات؟.

إن هدفنا الأسمى في النادي العالمي للإعلام الاجتماعي هو نشر ثقافة الاستخدام الأمثل لهذا النوع الجديد من الإعلام، على صعيد الثقافة والتعليم وريادة الأعمال، في أوساط المهنيين والشباب، والمسئولين أيضاً، ونحن على أهبة الاستعداد دائماً لإقامة دورات وورش عمل خاصة باستخدام المسئولين لمواقع التواصل الاجتماعي، حتى وإن كان ذلك عبر لقاءات شخصية، وتبديد الهواجس التي تنتاب البعض نتيجة ظهوره على هذه المواقع.

إن القرب من المواطنين وسماع مطالبهم وتلبية احتياجاتهم هو توجه من القيادة العليا، وقد شهدنا تجارب عديدة في البحرين قام بها بعض المسئولين مثل إطلاق مدونات شخصية على الإنترنت والتفاعل مع الجمهور عبرها، ونحن نرى كثيراً من المسئولين يفتحون مجالس شعبية للقاء المواطنين وسماع احتياجاتهم وتعريفهم بالبرامج والمنجزات والتوجهات الحكومية، لكن مازلنا بحاجة إلى فتح المزيد من «المجالس الإلكترونية».

إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"

العدد 4977 - الجمعة 22 أبريل 2016م الموافق 15 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً