العدد 4977 - الجمعة 22 أبريل 2016م الموافق 15 رجب 1437هـ

بنزين «السوبر» ليس للفقراء

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

وافقت مجلس الوزراء في جلسته الاثنين (18 أبريل/ نيسان 2016) على استحداث نوع جديد من وقود الجازولين بنسبة (98 أوكتين) ويعرف باسم البنزين «السوبر» ليُطرح أمام المستهلكين كخيار ثالث إلى جانب البنزين الممتاز والجيد.

البنزين «السوبر» الجديد، سيكون بنوعية أفضل من النوعيات السابقة، وسيكون بسعر أعلى من أسعار البنزين (الجيد والممتاز) بعد رفع أسعارهما أخيراً.

وسيباع البنزين «السوبر» بسعر غير ثابت يتغير بصورة دورية وفق معادلة سعرية تأخذ بعين الاعتبار الأسعار العالمية لبرميل النفط، مع إضافة الكلفة التشغيلية والنقل وغيرها تحدده لجنة من وزارة الطاقة وشركة نفط البحرين (بابكو)، علماً بأنّ سعر البنزين السوبر لا يرتبط بأسعار وقود البنزين الممتاز أو الجيد التي ستبقى على حالها عند مستوى 160 فلساً للتر الواحد للبنزين الممتاز، و125 فلساً للتر الواحد للبنزين الجيد من دون تغيير.

وزير الطاقة رئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز عبدالحسين ميرزا تحدث عن طرح الحكومة بنزين «السوبر» (فئة 98 أوكتين) كخيار ثالث إضافة إلى المتوفر حالياً في السوق المحلي قبل نهاية الشهر الجاري، لافتاً إلى أن السعر المبدئي للطرح الأول سيبلغ 195 فلساً للتر الواحد.

أهم ما في ذلك هو أن ذلك البنزين الجديد ليس للفقراء، بل هو لأصحاب السيارات الفارهة والفخمة، وكذلك للسيارات ذات الأداء العالي.

الغريب أن الحكومة تزامنت عند طرحها نوع وقود جديداً «سوبر» أغلى من النوعين المطروحين حالياً، إعلانها أيضاً عن أن استهلاك البنزين من نوع «ممتاز» تراجع من 65 في المئة إلى 45 في المئة، وذلك بعد رفع سعر البنزين في 12 يناير/ كانون الثاني الماضي، فيما المقابل أن استهلاك البنزين من نوع «جيّد» تزايد من 35 في المئة قبل قرار رفع الأسعار، إلى 55 في المئة، وذلك بسبب انخفاض سعر «الجيد» مقابل «الممتاز»، حيث إن الفارق بينهما 35 فلساً، وهو ما أدى لعزوف الكثيرين عن استخدام البنزين الممتاز، فما بال الحكومة وهي تطرح نوعاً جديداً «سوبر» أغلى من الجيد بـ70 فلساً!

الأهم من كل ذلك هو ما يتم تأكيده في مجلس النواب (جلسة الثلثاء 12 يناير 2016) من أن «المبيعات النفطية المكررة لا تدخل في الموازنة»، فيما تحدى النائب محمد العمادي - من جمعية المنبر الإسلامي - «أي خبير مالي أو مستشار في المجلس يقول إن تلك المبيعات تدخل في الموازنة»، وهو ما سيطرح سؤالاً منطقيّاً، وهو: كيف ستساعد خطوة رفع أسعار البنزين واستحداث نوع ثالث منه في خفض عجز الموازنة، وهي أصلاً لا يتم إدراجها فيها!

وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي، سجلت البحرين أعلى نسبة إنفاق على دعم الطاقة بلغت 12.5 في المئة من إجمالي الناتج المحلي خليجيّاً.

في العام 2013 أخبرت بعثة صندوق النقد الدولي لجنة الشئون المالية والاقتصادية في مجلس الشورى أن البحرين تعاني من مجموعة من الاختلالات المالية والاقتصادية وبحاجة ماسة إلى إجراء حزمة من الإصلاحات الاقتصادية والمالية في ظل ما تعانيه من ارتفاع في المصروفات المتكررة بشكل كبير، وعدم القدرة على تمويل هذه المصروفات، واعتماد الإيرادات الحكومية بشكل كبير على الإيرادات النفطية، وعدم تنوع مصادر الدخل، وانخفاض في إنتاجية القطاع العام وترهل في الهيكل.

من بين أهم الاختلالات في الاقتصاد البحريني كان انخفاض التصنيف الائتماني في الأسواق العالمية إلى مستويات مقلقة، وأن أي انخفاض عن هذا المستوى قد يؤدي إلى انتقال وهروب الاستثمارات إلى الدول المجاورة.

صندوق النقد الدولي كان يؤكد أن استمرار الوضع على ما هو عليه بالنسبة إلى عجز الموازنة وارتفاع الدين العام قد يؤدي إلى فقدان الدينار البحريني قوته الشرائية.

مع ارتفاع الأسعار المستمر في مختلف السلع، ومع إعادة النظر في سياسة الدعم الحكومي للسلع الرئيسية التي يستفيذ منها المواطن، بدا واضحاً تراجع مؤشر القوى الشرائية للمواطن الذي بات أكثر حذراً، بعد ان تم رفع الدعم عن اللحوم، والتي شهدت عزوفاً واضحاً من قبل المواطنين والمقيمين عن شرائها، مما جعل شركة البحرين للمواشي تعلن عن غلق مسلخها، وكذلك تراجع المواطنين والمقيمين عن استخدام الوقود «الممتاز» وجنوحهم نحو «الجيد» كونه الأرخص والبديل المتوفر حالياً.

من الواضح أن البنزين الجديد «السوبر»، لن يطرح من أجل الفقراء أو المواطنين محدودي الدخل، الذين كانوا يترقبون حلولاً عملية تناسبهم وطرح أنواع جديدة من البنزين تناسب مداخيلهم وتراعي قدراتهم، بل طرح من أجل الطبقات المترفة.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4977 - الجمعة 22 أبريل 2016م الموافق 15 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 37 | 2:54 م

      أتركوا الأشياء احسن وسلموا للمواطن عن وعوضووووا عن رفع الدعم عن البنزين

    • زائر 34 | 8:18 ص

      هذي مسخرة

      وتوضوح وضوح الشمس أن الحكومة في وادي والمواطن في واد آخر وهذه مصيبة

    • زائر 33 | 6:27 ص

      الغاء الممتاز او الجيد هو القادم ، كل واحد يبيع الجيب وياخد سيارة اقتصادية أحسن لية........ يا جماعة اللي عنده ربيتين يخشهم تحت راسه السنين العجاف جاية.........

    • زائر 36 زائر 33 | 12:09 م

      في مجتمع متظاهر كل يتباهي بما يملك ، أتصور زاد في امر التباهي عنصرا جديدا. من الان فصاعدا تجد من يحدثك عن استعماله وقود السوبر فقط ليسجل عليك النقاط في الفخر و حصول الامتياز. بارك الله لهم

    • زائر 32 | 5:45 ص

      اقول

      اقول بلا عوار رأس ترسو جيد وخلاص 80% من سيارات 91 نسبة اكتان الي يبي يصب سوبر يصب والي يبي كاز يصب ولا طحنة زايده احنا كل شي لازم اسبوع وهدره وبعده خلاص الكل يمشي حاله ونص الي قاعدين يهدرون سياراتهم محتاجة اكتان 85

    • زائر 31 | 4:06 ص

      هناك بعض من انواع السيارات واغلبها السيارات الاوربية، يستعمل لها اوكتان 98 ، اغلب تلك السيارات المستوردة الى البحرين تعان نت عدم وجود السوبر، بنزين السوبر مطبق في الدول المتقدمة كخيار يقلل من الانبعاثات الغازية الضارة للبيئة، هو خيار ثالث وجيد، صاحب المقال لم يكن موفق في طرح وسرد مايصبوا اليه.

    • زائر 29 | 3:57 ص

      كماقلت سابقا هذا تمهيد لالغاء فئة الجيد بحجة ان طبقة الاوزون تتضرر منه

    • زائر 28 | 3:07 ص

      ما طاح ......

    • زائر 27 | 2:57 ص

      الحين هو مقال او مجموعة اخبار مسروده ..؟

    • زائر 26 | 2:35 ص

      العملية خطوه خطوة لالغاء الجيد، بحين تذهب للمحطة طابور على الجيد _اذا وجد_ وفاضي على السوبر، مرة مرتين ثلاث بتتعود ان الخيار الاسرع هو السوبر، هذا بالضبط مايحصل في مصر على سبيل المثال لا الحصر.

    • زائر 25 | 2:21 ص

      فكرو ياجماعه

      ليش ما نفكر نخلي السياره تمشي من ماي البحر ترى الحاجه ام الاختراع وفي اذكياء من ابناء البحرين بس خل يعطونهم فرصه

    • زائر 24 | 2:13 ص

      ما زال سعر البترول او البنزين مدعوم ويباع بنصف تكلفته .. بعض السيارات "السبورت" تحتاج بنزين سوبر وصاحب السيارة موظف او غيره ليس لديه خيار الا ان يستعمل النوع المناسب لمحرك السيارة ..الاقتصاد الحر يتطلب توفير السلع الجيدة والزبون اكان غنيا او فقيرا هو من يختار

    • زائر 23 | 1:58 ص

      إلغاء الجيد في الطريق

      حركاتكم نعرفها
      بس كلمة وحدة
      أقولها حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 22 | 1:55 ص

      الحل عندي

      يسون للشعب توليفة من الگاز والديزل والجيد وينخلط في الخلاط ويسون محطه خاصة يكتبون عليها محطة مخلوط الطيبين سعر اللتر 75 فلس تعال فچچ اذا لقيت لك مكان ويسون مقهى شعبي شيشة وچاي وبلاليط وبيض لماينشحن موترك
      كفاية ضحك على ذقون الناس فلوس خلق الله راحت وانتو للحين عيني عينك او نحط سلندر غاز ونشغل مواترنه حتى الجيد صار تقول يخلي الموتر يطقطق خالطينه بماي سمچ

    • زائر 20 | 1:37 ص

      الجيد باي باي

      اتوفع السنه القادمة سيلغى البترول الجيد ﻻن المبيعات قلت و هذه مقدمه انتظرو 2017

    • زائر 19 | 1:25 ص

      اعلن الحرب على الفقراء

    • زائر 18 | 1:24 ص

      في اعتقادي هي سياسة نفطية للتعويض عن تراجع في بيع البنزين الممتاز اذا مافشل بيع السوبر

    • زائر 17 | 1:15 ص

      اهلا

      ياجماعه الجيد القديم اصبح ممتاز الان والممتاز القديم اصبح سريع التبخر والآن الذي راح يطرح النوع الثالث حق الواري موسيايرنا اي والله شعب مطحووون وفلوسنا راحت فقط للبترول هذا حالنا ياجماعه

    • زائر 16 | 1:08 ص

      الكاسر

      في اعتقادي البسيط والمتواضع الله يستر علينا بستره
      راح يكنسلون الجيد وراح يصبح الممتاز والسوبر
      فقط
      والديب ما يهرول العبث

    • زائر 14 | 12:22 ص

      مقدمة فقط

      هذه مقدمة لكي يلغون البنزين الممتاز

    • زائر 21 زائر 14 | 1:40 ص

      غلطان اخوي

      انته قصدك الجيد ﻻنه هو ارخص

    • زائر 13 | 12:18 ص

      الأمر غير ما تظنون

      كل الموضوع هو محاولة إيجاد بديل لإلغاء الجيد والأمر يحتاج فقط لمدة وسينفذ

    • زائر 12 | 12:15 ص

      الطبقة المترفه

      بالاساس اغلب مصاريفها تغطيها الحكومة ! سيارة بيت و بترول الخ

    • زائر 11 | 12:08 ص

      في الصميم ورائع

    • زائر 9 | 11:47 م

      على الخارج يباع برخص

      لماذا يباع على الخارج برخص وهنا يباع بسعر مرتفع ! نعلم أنه (يتم تكريره ) ولكن أليس هذا ما يحدث من قبل أيضاً ! لماذا دول أجنبية تشتريه بسعر قليل والدول المنتجة له مثل البحرين تبيع على مواطنيها بأسعار مرتفعة ! المواطن لا يستفيد من النفط أذا كان سعره مرتفع ولكن يدفع الثمن في مثل هذه الأيام

    • زائر 39 زائر 9 | 5:10 م

      صج صدقو لما يقولون الجهل مصيبة.
      البحرين تبيع نفط خام على الدول الأخرى مو نفط مكرر, النفط الخام رخيص ويحتاج تكاليف عالية لتكريره عشان بعدين يكون صالح لاستخدام السيارات.
      البترول سابقا يباع بربع سعر التكلفة يعني سابقا لما كان اللتر بربية كان سعر التكلفة 4 ربيات, حاليا البترول الممتاز يباع بسعر التكلفة تقريبا والبترول الجيد يباع بأقل من سعر التكلفة بقليل.

    • زائر 8 | 11:40 م

      بالنسبة للبنزين الممتاز انا مثلا مضطر الى مواصلة استخدامه لان سيارتي تحتاج لبنزين 95 و هو الممتاز و الا سوف يتأثر اداء و عزم المكينة. طبعا في سيارات قليلة تحتاج 98 او السوبر . و برايي المفترض تخفيض اسعار الممتاز الى 125 او 130 فلس بالكثير و الجيد الى 100 فلس . و السوبر يكون بحسب السوق . لان الاسعار الحالية مبالغ بها جدا .

    • زائر 40 زائر 8 | 5:11 م

      والله الأسعار الحالية هي أسعار التكلفة واحمد ربك يبيعون بهالأسعار بدون فوائد.
      اذا ماتقدر على سعر الممتاز بدل سيارتك واشتر سيارة تقبل البترول الجيد.

    • زائر 7 | 11:33 م

      هذا اللي كان ناقصنا بترول سوبر

    • زائر 6 | 11:28 م

      الناس اتجهت غالبيتها العظمى للجيّد ولو يوجد اقل جودة منه لاتجهوا له فكيف سيذهبون الى السوبر الا اذا كان السوبر ارخص من الجيد ليس لدينا مشكلة ان نستخدمه

    • زائر 5 | 11:26 م

      احنا الجيد مالهم كاسر ظهرنا ومرهق ميزانياتنا وعزفنا عن الممتاز

    • زائر 4 | 10:45 م

      بنزين «السوبر

      ما يصلح إلى البحرين، لأنه درجات الحرارة مرتفعة ويتبخر بسرعة.
      هذا النوع يصلح إلى الدول الأوربية اللي بتكون بارده.

    • زائر 3 | 10:45 م

      هذا النوع يدفع من جيب الفقراء

      أشك أن أغنياء البلد يدفعون قيمة خدماتهم من جيوبهم ولو كانوا كذلك لما أصبحوا أغنياء !

    • زائر 10 زائر 3 | 12:02 ص

      بالفعل شقيقي. الفقير مطحون وما يقدر على الجيد ناهيك عن الممتاز، فما بالك السوبر؟
      والغني رزيل وما يستحمل يصرف إذا من مخباه، لكن إذا من حلال الناس فهو يتمنى يشحن سيارته وقود نووي ودون عود كمبودي.

    • زائر 15 زائر 3 | 12:59 ص

      احسنت اخي

      فعلا يدفع من جيب وقوت الفقراااء

    • زائر 41 زائر 3 | 5:13 م

      الغني تعب على نفسه واشتغل لمدة 18 ساعة يوميا عشان يصير غني بينما انتو فالحين بس في تضييع وقتكم في السوالف والواتساب ومواقع التواصل الاجتماعية وبعدين تصيحون ليش احنا فقراء.

    • زائر 2 | 10:36 م

      نعم

      حققت البحرين أرقام قياسية في التكرير هذا العام وهي تعتمد على المنتجات النفطية المكررة بشكل أساسي
      ومع انخفاض أسعار الخام لم تنخفض المنتجات المكررة أصلاً
      وهذا يعني أن أرباح هذه المنتجات أصبح أكثر بأربعة أو خمسة أضعاف فكيف أصبح العجز؟
      وإلا فليدرجوا أموال التكرير في الموازنة إن كانوا صادقين

    • زائر 1 | 9:55 م

      عبالهم مثل باقى دول الخليج .عندكم شعب مطحون حده. تصيدون وترفعون فى الاسعاار؟اتقوا الله فى فقراءكم.

    • زائر 30 زائر 1 | 4:01 ص

      ياعمي وش يهمهم من المواطن المنطحن....

اقرأ ايضاً